حارتنا القديمة بعد 40 عاما

حارتنا القديمة بعد 40 عاما

عبد الله المقهوي

شاهدنا منذ فترة موضوعات عديدة في(اليوم) تتناول الديرة القديمة والأماكن ذات التاريخ ونأمل أن تعود ثانية واسمحوا لي هنا أن أتناول حارتنا فهي تقع صكتنا (حارتنا) القديمة في مكان ما في الأحساء. تتكون أغلب بيوت حارتنا من طابق واحد يحتوي على مجلس للرجال و آخر للنساء و مطبخ و سمادة (مكان لتربية الماعز و البقر و الدجاج).

أغلب السكان يشتغلون بمهنة الفلاحة و البناء. أكثر رجال الحي و نساؤه أميين، و نسبة قليلة هي التي تتقن القراءة و الكتابة. في حارتنا، الإحساس بالزمن محصور بمواسم الزراعة و المطر و بأوقات الصلوات و الأمور الدينية الأخرى، و ماعدا ذلك، فالإحساس نسبي.في تلك الأيام، طغت البساطة و السماحة على محيط الحارة. في الصباح الباكر، تطرق البنت باب جيرانهم لاستلاف بصل أو قدر (ماعون) أو مشخال او ملاس (ملعقة كبيرة بها ثقوب)، بينما تنادي جارة على جارتها لشرب القهوة و المشاركة في تلقيط العيش(الرز) من الأوساخ. في تلك الأيام، ليس من المستغرب أن تجد ولدا أو بنتا لهما إخوان كثر من الرضاعة، حيث تجد أن علي أخ من الرضاعة لأحمد و لعبد العزيز و لخالد و لعويشة (تصغير عائشة) و لزهيرة (تصغير لزهرة). في الماضي، كانت البنت تتغطى عن الرجل عندما يتزوج أو تتزوج هي! عندما يلعب الأولاد و البنات داخل البيت و خارجه، تجد البنت تلعب مع الولد ألعابا مختلفة و تتعارك معه و تضربه و تدميه و تمزق ثوبه، و العكس صحيح بالنسبة للولد.

خلال شهر واحد التقيت مباشرة بأبناء حارتنا القديمة في مناسبتين، و بدأت أسأل عن أحوالهم و أحوال أسرهم، و عن أبناء و بنات حارتنا القديمة. و قد تبين لي أن احد أبناء حارتنا و الذي كان «أقشر» (مشاغبا)، و كان دائما يكسر لمبات الشارع، قد أصبح من كبار النقاد في الأدب الحديث، و لديه ابن يدرس القانون في بريطانيا! أما بنت .

جيراننا «القشرة» و التي كنا نطلق عليها لقب «أم كشة» والتي كانت تعصي أوامر أمها، و تكسر البيالات و
تتخانق (تتهاوش) مع «المصبنة» (الأولاد)، فإنها الآن مقيمة مع زوجها ضابط البحرية في الجبيل، وقد رزقت بابنة تعمل معيدة في الجامعة، تخصص أدب انجليزي ! من ناحية أخرى فقد كان يسكن بالقرب من بيتنا القديم جار متعلم، يستمع دائما للإذاعة البريطانية و يجيد العزف على آلة القانون و يهوى السفر إلى مدن إقليمية وعربية. هذا الجار المتعلم يعاني الآن من أمراض صحية وقد توفيت امرأته و تزوج بزوجة هندية نثرت له البيت أبناء و بناتا.

و لم تسعفه حالته المادية لتربيتهم، و قد تبرع اقرباؤه برعايتهم. إضافة لذلك، فقد أخبرت أن أحد أبناء جيراننا القدامى بصدد عمل شجرة لعائلته و عمل مجلسا للأسرة ومنتدى على الأنترنت لأسرتهم و تكريم المتفوقين من أبنائهم. جارنا القديم يريد تفعيل ذلك بعد ان تزوج ابنه من أسرة من خارج مدينتنا. و يحاول ذلك الجار الآن تذكر سلالته العظيمة التي ساهمت في الثورة الصناعية في الغرب و في اكتشاف الـ « دي ان ايه». و قد بدأ جارنا القديم بالتبرأ من بعض أقاربه الفقراء! بصفة عامة، فإن أحوال أبناء حارتنا القديمة تسير للأفضل، و لم أسمع أن أحدا منهم هاجر للغرب او الشرق! عزيزي القاريء، بعد هذا التطواف في حارتنا القديمة و الطيران الى الماضي و لقاء أبناء وبنات الحارة، اقترح عليك أن تذكر الله وأن تصلي على نبيه، و ان تدعو للأحياء والأموات من حارتك القديمة و الجديدة وغيرهم.

خليتونا أنام هههههه
شكرا على الموضوع الرائع
عن الحارة الجميلة اللي خليتونا
أنام منها - يمكن لانها قصة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مراسل الحويرات


يعطيك الف عافيه


على هذه النقل


تحياتي لك

موضوع جميل وذكريات رائعة وسرد باسلوب سلس مميز
مشكور مراسل الحويرات

الف شكر لك مراسل الحويرات على تلك القصه الممتعه

الشيقه الرائعه

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

مشكور على الموضوع الجميل

تحياتي لك