إنما المرئ بأصغريه

إنما المرئ بأصغريه

لما وُليَ عمر أبن عبد العزيز الخلافةَ و وفد عليه الوفود من عدة بلدان , فوفد عليه الحجازيون , وتقدم منهم غلام للكلام , وكان حدث السن
فقال عمر : لينطق من هو أسن منه
فقال الغلام :- أصلح الله أمير المؤمنين, إنما المرئ بأصغريه : لسانه وقلبه فاذا منح الله العبد لسانا لافظا وقلبا حافظا فقد إستحق الكلام . ولو أن الامر يا أمير المؤمنين بالسن لكان في الامة من هو أحق منك بمجلسك هذا
فتعجب عمر من كلامه وسال عن سنه فاذا هو أبن أحد عشرة سنة

العبرة من هذه القصة:
ان الله سبحانه وتعالى قد بعث الانبياء والمرسلين ليبلغوا رسالاته حيث كان منهم شيخ مسن كنبي الله نوح عليه السلام ومنهم من اوحى اليه وهو في مهده كنبي الله عيسى ابن مريم و لم يشترط في ذلك العمر
والا ان كان مسالة العمر مقياسا فَلِمَ وَلى النبي (صلى الله عليه واله وسلم) زيد إبن حارثة على جيش فيه أَكابر الصحابة حيث ان هذه العادة السيئة وللاسف الشديد موجودة عندنا ومنذ عصر الجاهلية اذ هو اساس مشاكلنا واختلافاتنا. حينما مٌنِعَ أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب عليه السلام من تولي الخلافة وغصبها الشيخان.حيث ان امير المؤمنين احق من الشيخين فيها بنص القران والسنة لكنهم خالفوه.