07-25-2010, 03:52 PM
|
#1
|
حويراتي ماسي
|
خبز الرقاق يؤكد أهمية حضوره على المائدة الرمضانية بالأحساء
التحضير لإعداده يبدأ مبكرا :
خبز الرقاق يؤكد أهمية حضوره على المائدة الرمضانية
محمد العويس - الأحساء
الكثير من ربات البيوت ـ في الأحساء تحديدا ـ بدأن منذ مطلع شعبان الجاري في إعداد خبز الرقاق أو ما يسمى بـ (خبز المسح ) كأحد الاستعدادات الرئيسة مع اقتراب شهر رمضان الكريم، ويعتبر هذا الخبز أحد الأكلات الشهيرة في الأحساء لما له من عبق في الذاكرة فضلا عن مذاقه الطيب، وتصنع من هذا الخبز الطعام الشعبي الشهير المعروف بـ ( الثريد )، وهو مشاع بشكل كبير عند أهالي المحافظة وكذلك المنطقة الشرقية وفي مناطق كثيرة من الجزيرة العربية ودول الخليج العربي، ودائما ما يكون حاضرا بشكل يومي خلال أيام رمضان الكريم على اعتباره الوجبة الرئيسة والأولى على مائدة الإفطار، وفي هذا التقرير طريقة إعداد هذا الخبز، وأهمية حضوره على المائدة الرمضانية بين الماضي والحاضر، والاستعداد لذلك من قبل أهالي الأحساء على وجه التحديد :
تقديم
هناك من يفضل أكل هذا الخبز الخفيف لوحده أو مع ( المرق ) أو مع اللبن أو الزبادي عن طريق خلطة وعجنه بجانب الرطب أو التمر، وحتى أن هناك أيضا من يستخدمه مع الشاهي والحليب، وهو ما جعل الكثير من الاحسائيات يتمسكن كثيرا بهذه الحرفة والصنعة المفيدة، وهناك أمهات وفتيات بدأن يتقن هذه الصنعة الغذائية ويجدنها بشكل جيد بعد أن تعلمن من أمهاتهن، ومن بداية شهر شعبان من كل سنة تبدأ هؤلاء النسوة إعداد هذا النوع من الخبز المميز، ولعله من الملاحظ أن الأمهات المتخصصات يجدن إقبالا كبيرا على خبزهن وطلب كبير لخبزهن تأهبا لاستخدامه في شهر رمضان الكريم.
بأيدي الأحسائيات
كي نتعرف على الطريقة التي تتم من خلالها صناعة هذا الخبز، التقينا بعدد من المختصات، وفي البداية تحدثت أم سعد فقالت :" نحرص على استغلال وقت فراغنا من شهر شعبان الذي نخصصه فقط لإعداد الخبز خصوصا عندما يكون هناك طلب كبير عليه من قبل الجيران والمعارف والأقارب، ولي ما يقارب 35 سنة وأنا أمارس إعداد هذا الخبز ومازلت حتى هذا الوقت، وعائلتي وجيراني وأقاربي جميعهم يحبون الخبز الذي أقوم بإعداده بنفسي معتمدة على أدوات في إعداد الخبز وهي "التآوة" وهي الأداة الرئيسة، وهي عبارة عن قطعة حديدية دائرية مستوية ومن الممكن أن تكون مسطحة، وإسطوانة غاز والطحين ( البر )، وفي البداية يتم تسخين التآوة جيدا و يتم خلط الطحين بالماء والملح ويتم وضعه في إناء على حسب الكمية المراد صنعها، ومن ثم أبدأ العمل عن طريق أخذ كمية من الطحين بيد واحدة، ويتم وضعها بشكل دائري وحلزوني من بداية النقطة إلى أن يتم تغطية القطعة الدائرية بالطحين، ويترك قليلا تحت نار هادئة ومتابعة جيدة حتى يصبح الخبز جاهزا، ومن ثم يمسح الخبز الزائد ويستبعد، ويفصل الخبز عن التآوة عن طريق استخراجه بسكين ومن ثم وضعه في مكان مخصص، ودائما ما يفضل وضع هذا الخبز في "كراتين"، ويتم إغلاقها جيدا، حيث أن هذا الخبز يمكن أن يحتفظ بجودته وصلاحيته لمدة طويلة ويمكن أن يتم تخزينه لفترة طويلة واستخدامه في أي وقت، وهذا ما جعلنا نقوم بصنعه مبكرا ونقوم بتخزينه ".
اهتمام بهذه الصنعة
نوره ـ إحدى المتخصصات في صنع خبز الرقاق ـ تقول :" هذه المهنة تجد كل اهتمام من الجهات المسئولة للحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا المعروفة، والدليل على ذلك مشاركة الكثيرات في مهرجانات تراثية عدة والتي من أهمها مهرجان الجنادرية السنوي ومهرجان الظهران وحسانا فله والجبيل الصناعية، والمرأة السعودية استطاعت أن تثبت حضورها وتبرز عادات مجتمعها وتقاليده في المحافل المحلية والدولية، وللموضوعية فإن لهذه الصنعة الجيدة فوائد كثيرة منها : الاعتماد على النفس، ومساعدة رب الأسرة، وتحقيق مدخل مادي إضافي جيد رغم المعاناة من آثار شدة حرارة التآوة " .
بين الماضي والحاضر
ومابين الماضي والحاضر تقول إحدى الأمهات الكبيرات في السن :" لم تكن تتوفر لدينا في الماضي الأدوات الحديثة، فكان الحطب المصدر الوحيد لإشعال النار، كما أننا كنا نعاني من مشكلة دخان الحطب، أما في الوقت الحالي فالأمر أصبح سهلا وميسرا وبسيطا من خلال استخدام الغاز والأفران، والنوعية منذ أن كنت طفلة وحتى الآن لم تتغير ولكن قيمة البيع تغيرت بكل تأكيد، فبينما لم يتجاوز سعر الكرتون في الماضي ريال أو ريالين على أكبر تقدير .. فقد وصل سعر الكرتون الواحد الآن مابين 60 إلى 80 ريالا " .
|
|
|
|
|