براعم" جدة.. موعد مع الذعر والموت

قضت معلمتان وأصيبت 46 طالبة وموظفة في حريق اندلع ظهر أمس في مجمع مدارس أهلية للبنات بحي الصفا شمالي جدة.
وأمام كثافة الدخان لم تجد منسوبات وطالبات في مدرسة براعم الوطن الأهلية طريقا للهرب إلا بالصعود إلى الطوابق العلوية والقفز، خشية الموت اختناقا.
وبشكل عاجل، حضر أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل إلى المدرسة المحترقة، قاطعا اجتماعا للجنة الحج المركزية في العاصمة المقدسة، لمتابعة جهود الإطفاء والإنقاذ، ومؤكدا أنه طلب تحقيقا شاملا ومفصلا عن الحادثة.
وقال الأمير خالد الفيصل هذه الحوادث تعتبر مؤلمة للجميع، داعياً الله أن يجنب الطلاب والطالبات كل مكروه.
من جانبه، نفى مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالله الثقفي لـ "الوطن"، منع إدارة المدرسة للطالبات من الخروج من المبنى الرئيس، إلا أن التدافع تسبب في وقوع إصابات.

هربن من الحريق فحاصرهن الحديد

جدة: سامية العيسى

القفز من الأدوار العليا، كان الحل الذي اختارته معلمات وطالبات في مدرسة البنات المحترقة في جدة أمس، وهن يواجهن أبواب طوارئ موصدة، وسط نداءات وتوسلات أولياء أمور ومتجمهرين يطالبونهن بالعدول عن قرار الهرب من النار إلى الموت سقوطا.
ولم تكن معظم الإصابات بسبب الاحتراق والاختناق، بل كانت - حسب الأطباء - حالات إصابة بكسور ورضوض جراء الهرب قفزا. وكشفت معلمات مصابات التقتهن "الوطن" أن خطة إخلاء المدرسة المعدة من قبل الإدارة "حبر على ورق"، مشيرات إلى أن الطالبات يجهلن آليات الإخلاء، وسط إغلاق أبواب الطوارئ، بحسب حديثهن.
وأمام هذه المعطيات، ساهم طلاب مدرسة ثانوية مجاورة في إنقاذ الطالبات والمعلمات في المدرسة، بتكسير أصفاد مخارج الطوارئ وتسلق الأسوار، في حين استعد المتجمهرون بإمساك قطع أقمشة وموكيت لوقاية الطالبات من الكسور أثناء رميهن أنفسهن من أعلى المبنى.

خالد الفيصل يقطع اجتماعه بمركزية الحج للوقوف على الحادث

جدة: أحمد ردة

أكد أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، أنه طلب تحقيقاً شاملاً ومفصلاً عن حادث حريق مدرسة البنات بجدة، متضمناً كافة ملابسات الحادث وأسبابه. وقال أمير مكة المكرمة في تصريح للصحفيين عقب وقوفه ميدانياً على حادث الحريق أمس: إن الجهات المختصة سجلت حالتي وفاة لمعلمة وموظفة بالمدرسة، مشيراً إلى أن مثل هذه الحوادث تعتبر مؤلمة للجميع، داعياً الله أن يجنب أبناءنا الطلاب والطالبات كل مكروه. وشدد سموه على أنه سيبحث مع الجهات المختصة أسباب الحريق والإجراءات عبر تقرير شامل ومفصل حول الحادث. وكان الأمير خالد الفيصل قد قطع اجتماعه بلجنة الحج المركزية أمس فور ورود نبأ حريق المدرسة حيث أسرع بالانتقال إلى الموقع لمتابعة جهود الإطفاء والإنقاذ. من جانبه، أوضح مدير عام التربية والتعليم بمحافظة جدة عبدالله بن أحمد الثقفي لـ"الوطن"، أن الحريق- ووفقا للمعلومات الأولية- كان في الطوابق السفلية بمدرسة براعم الوطن الأهلية التي تدرس بها نحو 750 طالبة في ثلاث مراحل تعليمية هي التمهيدي والابتدائي والمتوسط. وأضاف أن الحريق انتشر بشكل سريع إلى الطوابق العلوية في الوقت الذي كانت فيه بعض الطالبات لا يزلن متواجدات في فصولهن، مما حدا بمعلماتهن إلى إخلائهن إلى سطح المبنى ريثما يجري إنقاذهن. ونفى الثقفي أن يكون هناك أي منع من إدارة المدرسة للطالبات من الخروج من المبنى الرئيسي، واصفاً عملية الإخلاء بأنها كانت منظمة، إلا أن التدافع تسبب في وقوع إصابات لبعض الطالبات. وأكد أن الدراسة في المدرسة ستعلق، وسيجري التنسيق في وقت لاحق اليوم لتوزيع الطالبات على مدارس أخرى مجاورة حتى إعادة تأهيل المبنى.

إمارة مكة تنفي ارتفاع الوفيات

نفت إمارة منطقة مكة المكرمة الأنباء التي تداولتها بعض المواقع الإعلامية من ارتفاع عدد وفيات الحريق إلى 4 حالات. وأكدت الإمارة في بيان صحفي أمس أنه حسب تأكيدات المسؤولين في الصحة والتعليم والدفاع المدني فإن عدد الوفيات 2 "معلمتان"، أما المصابات فعددهن 46 تم علاجهن وخروجهن من المستشفيات، وتبقت 23 حالة منها حالتان في العناية المركزة. وبينت الإمارة أن الحالات الموجودة في المستشفيات تتراوح بين بسيطة إلى متوسطة، مؤكدة أن أمير المنطقة يتابع لحظة بلحظة مستجدات التحقيقات والاطمئنان على الحالات.

وفاة معلمة وإدارية وإصابة 46 طالبة بحريق هائل في مدرسة بجدة

القفز من الأدوار العليا وكثافة الدخان وراء زيادة الإصابات
وزير التربية: لا تهاون في أرواح الطالبات

جدة: أحمد ردة، سامية العيسى

في فاجعة أعادت إلى الأذهان حادثة حريق مدرسة البنات بمكة المكرمة مطلع عام 2002، اندلع بعد ظهر أمس حريق هائل في مجمع مدارس أهلية للبنات بحي الصفا شمالي جدة، أسفر عن وفاة معلمة وموظفة إدارية بالمدرسة، وإصابة 46 طالبة ومعلمة. وأدى الهلع وتدافع الطالبات والمعلمات جراء عدم تطبيق خطة إخلاء محكمة، إلى احتجاز العشرات منهن في الطوابق العلوية للمدرسة.
وفيما كانت بعض الطالبات لا يزلن في فصولهن بسبب سرعة انتشار الحريق الذي فاجأهن، بادرت بعض الطالبات والمعلمات إلى القفز من نوافذ الأدوار العلوية، فوقعن على الأرض وسط محاولات من المواطنين وأولياء أمور الطالبات تقديم المساعدة، ومحاولة اقتحام المبنى وتحطيم زجاج النوافذ ومداخل ومخارج الطوارئ التي أكد عدد من المواطنين أنها كانت محكمة الإغلاق.
وأكد نائب الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة النقيب عبدالرحمن سعيد الغامدي لـ"الوطن"، أن عمليات إدارة الدفاع المدني بجدة تلقت بلاغا بالحريق الساعة 12,57 بعد ظهر أمس، وذلك في مدرسة براعم الوطن الأهلية للبنات بشارع الشاكرين في حي الصفا والتي تضم "روضة، وتمهيدي، وابتدائي، ومتوسط"، مشيرا إلى أنه عند ورود البلاغ لغرفة العمليات تحركت إلى الموقع 5 فرق إطفاء و4 فرق إنقاذ وفرقتا سلالم وفرقة سنوركل وسيارة الرغاوي و3 فرق إسعاف وصهاريج مياه ومواتير شفط الدخان وسيارة الوسائد الهوائية والمعدات المساندة.
وأضاف الغامدي أنه اتضح بعد وصول الفرق أن الحريق اندلع في بدروم المدرسة مما تسبب في كثافة دخان شديدة جدا داخل أروقة المدرسة من الممرات الرئيسية والفصول والمكاتب الإدارية، مبينا أنه جرى على الفور إخماد الحريق وإخلاء المدرسة من 700 طالبة و 110 معلمات و 32 مستخدمة، وإنقاذ المحتجزات وسحب الأدخنة والأبخرة المتصاعدة من الحريق وعمل منطقة فرز طبي في الموقع لإجراء الإسعافات الأولية اللازمة وعلاج الحالات البسيطة في الموقع، ونقل الحالات التي تستدعي إلى المستشفيات القريبة بواسطة إسعافات الدفاع المدني والهلال الأحمر السعودي والشؤون الصحية بمحافظة جدة.
وأشار إلى مشاركة طائرتين من طيران الأمن وطائرتين من الهلال الطائر في الحادث، كما شارك كادر طبي من الشؤون الصحية والعديد من الجهات الأمنية وشركة الكهرباء وإدارة التربية والتعليم.
ونتج عن الحادث حتى وقت إعداد التقرير وفاة معلمة وموظفة خدمات بالمدرسة، وإصابة 46 طالبة ومعلمة، بعضهن نقلن إلى العناية المركزة بالمستشفيات نظرا لحالاتهن الحرجة جراء استنشاق غاز أول أوكسيد الكربون ونواتج الحرق السامة. وجرى فتح تحقيق موسع في الحادث لمعرفة أسبابه وملابساته.
من جانبه، قال مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداود إن الحريق أسفر عن إصابة 46 طالبة ومعلمة، وإن 8 فرق طبية باشرت تقديم الخدمات الإسعافية للمصابات ونقلتهن إلى أقرب مستشفى. وانتقد مدير طوارئ صحة جدة الدكتور محمد باجبير فزعة الجمهور الذي اقتحم المدرسة، ونقل الكثير من الطالبات خارج المبنى، مما تسبب في إصابتهن بحالات اختناق، حيث تم تنويمهن في العناية المركزة، وهو ما زاد عدد المصابات في الحادث. وأكد أن 6 مستشفيات بمدينة جدة دعمت الموقف بفرقتين، وتم التعامل مع الواقعة بشكل سريع، ونقلت حالتان بالإسعاف الجوي، فيما تواجد على الفور الدفاع المدني والإسعاف وفرق من الهلال الأحمر.
وقال باجبير إن الفزعة عرقلت جهود الفرق الإسعافية، مشيرا إلى أن فرقة باشرت نقل معلمة حامل، وتابعت حالتها إلى أن استقرت. وأكد أن 12 فرقة إسعافية باشرت الحادث إضافة لـ70 مسعفا من فرق الطوارئ. ونقلت الفرق جميع المصابات والمصابين إلى مستشفى الجدعاني. وتم فرز الحالات المصابة وتحويل 6 مصابين لمستشفيي الملك فهد والملك عبدالعزيز.
إلى ذلك، قال المدير الطبي بمستشفى الجدعاني الدكتور إبراهيم تمام إن المستشفى أبلغ بالحادثة، فجرى تجهيز الطوارئ ورفع حالة الاستنفار لتلقي الحالات حيث استقبل المستشفى 46 حالة، منها حالتا وفاة لمعلمتين هما غدير كتوعة وريم.
وأشار إلى أن أغلب الحالات مصابة بكسور في القدم والظهر نتيجة القفز من أعلى المبنى، إضافة إلى اختناقات مختلفة وحروق شديدة وبسيطة. وفي ذات السياق، أفاد مدير إدارة العمليات الجوية بهيئة الهلال الأحمر السعودي عبدالحكيم الجوفي، أن غرف العمليات الجوية بمنطقة مكة المكرمة تلقت بلاغا في تمام الساعة الواحدة و23 دقيقة يفيد باندلاع حريق في مدارس أهلية بحي الصفا أسفر عن إصابات وحروق، مؤكدا أن طيران الهلال الأحمر باشر نقل حالتين أصيبتا بإصابات خطرة لمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة.
من جهة أخرى، أكد وزيرالتربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد أنه لا يمكن التهاون في أرواح الطالبات والمعلمات، مشيرا إلى الوقوف على أسباب حريق المدرسة لمحاسبة المقصر. وكلف الأمير فيصل نائبة وزيرالتربية والتعليم لتعليم البنات نورة الفايز بالوقوف ميدانيا اليوم على موقع الحريق بمشاركة عدد من المسؤولات بالوزارة وإدارة التربية والتعليم بجدة. وتضمن التكليف تفقد الأوضاع الصحية للمصابات والاطلاع على الأضرار الناجمة عن الحريق ومتابعة الموقف عن كثب.

معلمات مصابات لـ"الوطن": خطة الإخلاء حبر على ورق

أ مهات ينتظرن بقلق خروج بناتهن أثناء الحريق جدة : سامية العيسى
أكدت معلمات يعملن بالمدرسة المنكوبة أمس، التقتهن "الوطن" في مستشفى الجدعاني المجاور، أن خطة إخلاء المدرسة المعدة من قبل الإدارة "حبر على ورق"، ولم تطبق ولم تعمم آليتها.
وأوضحت المعلمات اللاتي رفضن نشر أسمائهن، أن جميع التعاميم الواردة من إدارة التعليم حول خطط الإخلاء والطوارئ ترد عليها إدارة المدرسة بأن الوضع على ما يرام، وأن جميع الخطط معدة، بينما الواقع عكس ذلك تماماً على حد وصفهن، حيث لم تدرب الطالبات أوالمعلمات على آليات الخروج من المدرسة حال الخطر، وسط تعطل جرس الإنذار، وإغلاق أبواب الطوارئ بمفاتيح لا أحد يعلم مكانها.
من جانبهن، أكدت طالبات المدرسة رزان النجار، وهديل الغامدي وريم، أنهن يعانين الخوف منذ سنتين جراء وجود سلك كهربائي ضخم داخل المدرسة يصدر أصوات تماس باستمرار، وأن معلماتهن دائما ما يحذرنهن من الاقتراب منه. وتذمر أولياء أمورالتقت بهم "الوطن" قرب المدرسة من سوء الاحتياطات والخطط التي تضمن سلامة الطالبات في ظل ارتفاع الرسوم السنوية التي تفرضها المدرسة على بناتهم، والتي تصل إلى نحو 12 ألف ريال سنوياً.
المصدر:

http://www.alwatan.com.sa/Local/News...0&CategoryID=5

لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

	لاحول ولا قوة الا بالله العلي العظيم مؤلم جدا اعانهم الله ورحم الله المتوفى منهم يعطيس العافيه صرخة ندم

لا حول ولاقوة الابالله العلي العظيم

لاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم
اللله يرحم الاموات ويشفي المصابات

مشكورين على المرور