بدأ اللَّيلُ يلتقطُ أنفاسهُ مِن جديد و بعدَ قليلٍ سَيُهاجمُ بجيشهِ الظَّلامي و يحتلُّ زَوايا المدينة ، يحاولُ القمرُ و تستجيبُ النّجوم فألمحُ ضوءاً هنا و نوراً هُناك يخترقوا السَّحاب لكن في السَّماء.
أيَّتُها السّاكنةُ في قَلبـي و رُوحي مَساءُ الخير؟
دَقّاتُ قَلبـي معَ دَقّاتِ ساعَتي تَنتَظِران
أعلَمُ أنَّكِ لا تأتينَ أبداً و أعلَمُ أنَّ اللَّيلَ لا يَرحمني و مَهما أشعلتُ مِن شمُوعٍ ستذوبُ و تَنتهي و أنا وَحدي سأنتشي كؤوسَ مُرِّي و عَلقَمي.
أتصفَّحُ بعضَ أوراقي المكتوبَةِ و بعضَ خَواطري الَّتي كَتَبتُها عَنكِ
اِنتمائي اِلَيكِ
سأُرَدِّدُ كَكُلِّ لَيلَةٍ اِسمَكِ ألفَ مَرَّة و أنظرُ مُتَلَهِّفاً الى يميني و يَساري و أُناديكِ باسمِ الحُبِّ و العَهدِ و الوَعد و أنتِ لا زلتِ تَتَحكَّمينَ بالموجِ و البَحرِ و أنا أسيرُ بسفينتي لا شاطِئَ و لا مَرسى و لا مَن ينقذُني
أنتِ وحدكِ قادِرَةٌ على نَجدَتي
سأروي لَكِ قصَّةَ النَّهار
فَراشةٌ تَغدو مِن غصنٍ الى غصنٍ تُعانقُ الرّيحانَ و الزّنبقَ و الوَردَ و الياسمين تَتَباهى أنَّها الَّتي تَفَتَّحَتْ لها الأزهار و عصفُورَةً تُغَرِّدُ بِلَحنٍ عَذبٍ في البُستان و باقي الأرضِ نارٌ و دُخان
سَطرٌ في نَشرةِ أخبار
اِمرأةٌ مِن التَّتارِ تَلعَبُ بِالأزرار
هكذا كانتِ الأقدار
مٌنهَكٌ مُحبَطٌ مُنهار ... بَل مُحتار
طالَ المسيرُ و أنا أمسكُ بهذا الأمَلِ الغائبِ مِن سَنوات
الحُزنُ و الهَجرُ و الفِراق
مُعَلِّمَةُ تَأريخٍ في جِواري تَروي الذّكريات و أنا أرسمُ صورةَ عشتار و أنحتُها على كأسي و أكتبُ في العِشقِ قَصيدةً كقَصيدةِ نزار و أعزفُ على أوتارِ الوَلَهِ تَرانيمي و أُغَنِّي أحاسيسي و أحلمُ أنَّني اِنسان أسمُو و أسمُو فأفيقُ على يَأسي لِتَسيلَ دمُوعي كالأنهار
آهاتٌ و احتِراقات.......... و خَيالٌ يُسافِرُ بي و أفكارٌ و خُزَعبَلات
أتَسَلَّقُ أنفاسي و أعدُّ اللَّحظات
قَهوتي الخُرافيَّةُ سَتتركُ في قَعرِ فِنجاني نفسَ الكلمات (أُحِبُّكِ يا أحلى البنات).......(لَن أعشقَ سواكِ).......(جَميلَةٌ أنتِ و أجمَلُ في عيوني) ، فكيفَ أصِلُ الى غاياتي بكلماتي الممزوجَةِ بِعَطَشي الرّجوليِّ و اِنسانيَّتي البائِسَة .
شَوقٌ أطاح بي في الغابِ و وحُوشُ الغابِ تفتكُ بي و تُمَزِّقُني في غُربَتي و وحدَتي لكنِّي أعودُ سريعاً أعرضُ قُوَّتي فأجتازُ الحصارَ وأهدمُ الأسوار فأراها غابَتْ و رَحَلتْ هكذا تَمتَزِجُ دائماً بطولَتي بِحَماقَتي و تَفشلُ المحاوَلات
تَحيَاتي
دمووع الوورد
أكتفيت بالصمت أمام حروف كلماتس
و هي براعم تنتظر الازدهار
أكتفيت بالصمت في ساحات معارك
الحب بين قلمتس
رائعه أنتِ في تصويرتس لخلجات
النفس و ما تعانيها من شجون
فدمتِ لنا ذخرا للاحاسيس المتدفقة كجريان
النهر في ايام الربيع
قلمكِ مليى بالابداع
وروحك لا يفارقها التميز
وكلماتك تخجل منها الروعة
هكذا انت ِدائما
سأمكث هنا
لارتوى من فيض مشاعرك الصادقة
وهذيان قلبك الطاهر
وعذوبة كلماتك
فشكرا لك على هذا الامتاع
وهذا التالق