الإعتذار لأخوك المؤمن ضعف هل هذا صحيح ؟

همسات في أذن المجتمع

اعذرني أو سامحني لماذا لا تقال لمن نخطئ في حقه؟

*مقدمة :
إن من علامات المؤمن الصفح والعفو وغفران الزلة والاعتراف بالذنب وحسن الظن وطيب المعايشة وحسن الخلق وغيرها من صفات الكمال التي يجب على كل مؤمن التحلي بها، وبعد أن أخذنا جولة حول هذه الصفات يا أحبتي وجدنا أكثر شيء ثقيلا على قلب المؤمن، ولا يستطيع البعض منا القيام به هو الاعتذار لمن نخطئ في حقه، وهذا هو موضوعنا لهذه الجلسة، وسنناقش فيه ما يلي:
1- منشأ هذه الظاهرة.
2- أسباب عدم الاعتذار.
3- علاج هذه الظاهرة.
4- مناقشة مع الشباب.
(1)منشأ هذه الظاهرة:
- الموروث من عوامل التربية والمجتمع المحيط تؤثر سلبًا على شخصيته، فتكون جزءا من سلوكه العام، فلا يستطيع بظنه الخاطئ أن يتغير.
- الجهل بأدبيات السلوك، فقد لا يكون متعمدا عدم الاعتذار، لكن لا يعرف متى يعتذر، وفي أي وقت.
- التعالي والتكبر على الاعتراف بالذنب.
(2)أسباب عدم الاعتذار:
- يظن المخطئ أن مقداره وشخصيته ستصغر، وأنه سيقل شأنه عند نفسه، وكذلك الناس فيمتنع من الاعتذار.
- يظن المخطئ أن من الصعب على الإنسان أن يعتذر، فكرامته لا تسمح له.
- يظن المخطئ أن سيُرد-لا يُقبل- إذا اعتذر، وهذه إهانة له.
- يظن المخطئ أن الاعتذار من علامات الضعف والوهن في الإنسان.
- يظن المخطئ أنه ليس من الضروري الاعتذار، ويكفي مني أن أتحدث معه مرة ثانية بعد الخلاف، وهذا تبرير خاطئ.
لو لاحظت أخي وأختي المؤمنة أن أسباب عدم الاعتذار ظنية فقط، وهي أقرب لوسواس الشيطان منها لطاعة الرحمن عز وجل فعلينا أن نعي ذلك جيدا.
(4) علاج هذه الظاهرة:
أمير المؤمنين عليه السلام يصف لنا علاجا ناجعا، وهو قوله عليه السلام: "عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم". من هذا الرواية يتبين لنا إن الاعتذار من الذنب أو الخطأ هو لله أولًا، ثم يكون تقربا للعبد لربه أن يعتذر ممن أخطأ في حق إخوانه أو أخواته.
والعلاج يحتاج منا التدرج في التغير حيث قال الله تعالى: { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }. فأول أمر نحتاج فيه كي نعالج هذه الظاهرة هو العزم على التغير داخل النفس، ثم تدريجا يكون على السلوك، فيتغير تبعا لذلك العزم.

أما آثار الاعتذار الوضعية هي يقينية، وليست ظنية مما أشرنا سابقًا من عدم الفعل، وهي كما يلي:
- الإنسان إذا أعتذر عن ذنب أو خطأ أرتكبه يرفع الله في شأنه من الدرجات والحسنات.
- كذلك يرفع الله شأنه في نفوس الناس.
- يكسر حب الذات والكبر والتعالي في نفسه، ويتغلب على وسواس الشيطان اللعين.
- يُربي المجتمع على شعار الاعتراف بالذنب فضيلة، ويكون قدوة لغيره.
- يُرغب ويحبب الإيمان في نفوس المؤمنين بهذا السلوك الراقي والروح الشفافة.
- يزداد قربا من الله، ويحفظ نفسه أكثر من أن يؤذي أحدا من عباد الله من قول أو فعل.
(4) مناقشة الموضوع مع الشباب:
س1/ كلامك صعب جدا تطبيقه على أرض الواقع لأن أغلب الناس لا يقبلون الاعتذار فكيف نطبقه؟
كلامك أخي الكريم يحتاج لدليل قطعي إحصائي، ولا أظن أن عندك هذه الإحصائية، بل هي نفسك التي تشعر أن أغلب الناس على ما تذهب إليه، فربما يكون ربع الناس بهم هذه الظاهرة أو النصف، وهذه تحت دائرة الاحتمال، وهذا يا أخي الكريم من ترسبات ما ذكرناه في منشأ وأسباب عدم الاعتذار، فعلينا أن نغلب أنفسنا الأمارة بالسوء بطاعة الله والتقرب إليه بلزوم أمره واجتناب نهيه، ولا شك ولا ريب أن التقرب لله بالاعتذار من أخيك المؤمن أو المؤمنة خير عند الله من كبر نفسك وظنك الواهم. حيث لا حجة عليك بأن أغلب الناس لا يعتذرون ليعطيك تبريرا لفعلك، فقد مدح الله سبحانه وتعالى القلة في كتابه العزيز حيث قال: { وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }. فأرجو أن نتقي الله في أنفسنا، ونحب أوامره، ونجتنب نواهيه.
س2/ لو اعتذرت من أخي المؤمن، وقوبلت بالإهانة منه، فهل هذا إهانة للنفس؟
لو حدث ذلك كبرت في عين الله وعباد الله، وصغر هو في عين الله وصغر في عباده، واستحق الإثم العظيم من إهانته لك، وهذا يكفيك من أخذ حقك منه في الدنيا، وستجد ذلك أيضا في الآخرة إذا لم يتب، ويعتذر منك، أو يستغفر لك في ظهر الغيب، فإن ابتليت بهذا فاحمد الله سبحانه وتعالى على كل حال.
س3/ أعطنا مثلًا ثم طبق عليه القاعدة كي نعي ما تقول أكثر؟
لو أخطأت في حق أحد، وأردت أن تعتذر منه فعليك أولا بالاستغفار لله على فعلك، ثم تأمل الذنب الذي فعلته لأخيك فلو كنت مكانه فإنك تتوقع الاعتذار، وإن كان صعباً عليك، ثم تأمل في حال اعتذارك أنك تقترب من محبة الله وغفرانه، وتبتعد شيئا فشيئا من معصيته، فتقوى عزيمتك على فعل ذلك، فإن اقتربت من أخيك فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وتوكل على الله بقلب شجاع، وقل له: أريد أن أعتذر منك من سوء ما فعلت في حقك، فهل تقبل ذلك مني؟ فإن قال: لا أقبل العذر. فانظر أين أخطأت في حقه إذا كان أمام جماعة فقل له: سأعتذر أمام من أخطأت في حقك بحضورهم، فهل تقبل مني ذلك؟ فإن رفض ذلك فقل له: اتق الله يا أخي، ودع عنك إبليس اللعين، ولنعد أخوة أحبة.
وعلى فرض أسوء الاحتمالات قد بلغت من العذر ما يكفي وينجيك يوم القيامة، وكل ما ذكرناه هو أسوء الاحتمالات، وقد لا تقع أصلا بل سيرحب ويقبل بسرعة لأن النفس تحب الخير والسلام والحب والرحمة، وتكره ما يلوثها من دنس الذنوب والمعاصي.
س4/هل هناك دعاء من أهل البيت يروض النفس على المقامات السامية التي علنيا التحلي بها؟
نعم يا أحبتي عليكم بقراءة دعاء مكارم الأخلاق للإمام زين العابدين عليه السلام، ففيه تربية الروح والنفس على مكارم الأخلاق والآداب.
س5/ ماذا علينا تجاه من لم يقبل العذر في ظهر الغيب؟
علينا الدعاء له بالمغفرة والرحمة أسوة بأهل بيت النبوة وموضع الرسالة عليهم السلام باستثناء النواصب، ومن سار على نهجهم.

يا أخي العزيز
بل على العكس فالأعتذار
يعتبر قمة الشجاعة



موضوعك تم نقله إلى القسم الأنسب

الاعتذار قمة الشجاعه وراحة البال
وهو يصدر من الايمان بالله والتقوى
ولكن قبل الخطأ في حق الاخيرين التريث في التفكير قبل المبادره بالعمل او القول مهما يكن الموقف عدم التسرع في التلفظ بالقول او عمل اي شيء
ساندم عليه قد أعتذر او لا املك الشجاعه في الاعتذار

الإعتذار إلى من أخطأت بحقهم يزيدك سمو وعلو مكانه لديهم
فبالتالي يكون الإحترام والحب في كلا الطرفين

ونعم أعتقد أن الإعتذار هو قمة الشجاعة
وكسر عنفوان التكبر والغرور لدى النفس الإنسانية

دام قلمك مميزأ
أخي زاهر على هذا الطرح الأكثر من رائع

.

	بسم الله الرحمن الرحيم اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه بالعكس الاعتذار عمره ماكان ضعف بل قوه ولا يصدر الا من شخصية تحترم ذاتها, الله يعطيك العافية اخ زاهر على المقال الرائع والمتميز شكري وتقديري فاطمة