ويبقى هناك اُناس طيبون..

ويبقى هناك اُناس طيبون..


على شاطئ بحرٌ أزرق كان هناك أُناس طيبون يسكنون مدينة خضراء

سماؤها مآذن بيضاء ، يحبون الزيت والزيتون ، والبرتقال والليمون ..

ويحبون القهوة والخبز الأسمر والسهر تحت النجوم، لقد كانوا يعشقون..

الضحكة وابتسامة الأطفال تحت دوالي العنب الأحمر .. لقد كانوا طيبين.

وفي يوم رمادي نشبت حرب وجاء أعداء وهرب الأطفال إلى ملجأ بلا.

هوية، تركوا القصور رمالاً ... تركوا البيت وبين حطامه صورة أبوين..

وصارت المدينة مقبرة كبيرة، فيها مزمار حزين تتململ على صوته عظام.

الميتين، وضاع صوت صبية جميلة كانت تغني في صدى الوادي قصيدة...

حب وسلا م .. لقد قتلوها برصاصة سوداء وضاعت هي في زحمة الأرواح..

والشهداء... بعد ذاك الدمار تحول الخراب إلى شعار وسقطت مدينة تلو مدينة..

وضاع وطن بين ضجة حرب وقتال ، وضعف الصيف وبردت كل الفصول..

وتجمدت الرصاصة في القلب.. شده بالمنظر ، صرخ من هول الموقف تحول..

إلى تمثال أصم ، أعمى يرفع السلاح في وجه تمثال أصم ، أعمى ...

يرفع السلاح في وجه الزمن متوجهّا نحو الإستنكار....

تلك المدينة ياصديقي، الأرض والمولد ، صارت ملحاً ودموعاً ..

وحيث ينمو العنب بلا سكر ويهيج الليل بلا نجوم وتستيقظ الشمس بلا...

نور يعيش وطن مغترب تحت ظلال عدو حقود..

وحيث الوطن ياصديقي، يعيش الإنسان حتى لو نشف الدم وتبخر الهواء..

وسيبقى هنالك أُناس طيبون..