ما هي منجزات طالب العلم العالم العامل؟!

ما هي منجزات طالب العلم العالم العامل؟!
[

size="5"]قال تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}الأعراف
*مقدمة:
نستفيد من هذه الآية وظيفة طالب العلم الأساسية، ولكن يا إخواني القراء اختلطت الأوراق على أبناء مجتمعنا اليوم فحارت العقول منْ تقدم على من؟ هل تقدم صاحب الجاه أم صاحب العلم أم صاحب العمل الاجتماعي أم صاحب الكعب العالي في المعارف الدينية ؟ .وهنا ملاحظة جدا هامة أنبه عليها، فأنا العبد الجاهل أربأ بنفسي من كل إسقاط على أي طالب علم، فهم محترمون مقدرون إن شاء الله تعالى.
ستكون محاور بحثنا في هذه السطور ما يلي:
1- ما هي صفات طالب العلم العالم العامل؟
2- ما واجب المجتمع تجاه طالب العلم العالم العامل؟
3- الخاتمة.
[ 1 ] ما هي صفات طالب العلم العالم العامل؟
1- يكون قد درس، وتقلب في أروقة الحوزة العلمية عند أهل الفضل من العلماء الذي يشهد لهم القاصي والداني.
2- يشهد له أستاذه أو بعض أساتذته في الحوزة بالتحصيل الجاد والمتابعة في الدرس والاتصاف بالورع والتقوى وسلوك سبيل الاحتياط في جميع أموره.
3- يشهد له زملاؤه في الدرس بقوة تحصيله ونبوغ عقله وسرعة بديهته وعلو همته في الدرس.
4- له أثر في التأليف للكتب النافعة والعميقة في المعنى التي تهتم بالكيف وليس بالكم.
5- وجود تلاميذ له يحضرون درسه، ويستفيدون من علمه، ويثري ثقافتهم، ويحرك أذهانهم، ويهيئهم للتبليغ للعلم النافع لهم ولمجتمعهم إذا رجعوا إليهم.
6- يرفع المستوى العلمي والثقافي في مجتمعه، ويحث على عمل الخيرات وترك المحرمات، وينشئ مراكز العلم والمعرفة، ويدعم المؤسسات الدينية التي ترفع من وعي المجتمع، وتشغل فراغهم بالتدين والتقوى، ويحثهم على العلم والمعرفة في مختلف ميادينها.
7- يقرب منه الشباب المثقف الواعي صاحب الفكر النير والمقال الصادق والقلم الأمين والحريص على وحدة الصف ونبذ الفرقة ومد جسور المحبة في المجتمع، ويُقوم الخطأ، ويذكر العالم في التشخيص، ويعينه على معرفة الحق واجتناب الباطل.
8- يجعل مجلسه مجلس مذاكرة للعلم والفقه والمعرفة، ويتواضع لكل متعلم، ويهتم لرفع الجهل عن مجتمعه، ويكون همه نشر نور العلم ما استطاع إليه سبيلا.
9- يتعامل مع أصحاب المال والجاه بذكاء كي يستفيد من جاههم ومالهم لخدمة المذهب ونشر علوم أهل البيت عليهم السلام.
10- يكون صاحب رسالة ومشروع وهدف طويل المدى لمجتمعه يركز على رفع المستوى العلمي والمعرفي لدى من يعيش في كنفهم.
11- يمتاز بالقدوة في تصرفاته وفي أخلاقه ومعاملته، وينكر ذاته، ولا يميز بين أبناء مجتمعه، ولا يفكر في مصالحه الخاصة.
12- إن أعطي هدية من صاحب المال أو الجاه قبلها بشرطها وشروطها أي يقبلها على أن لا يسكته عن حق أو يداري على باطل، بل يأخذ منها القليل لرفع الحرج وينفق الباقي لفقراء المنطقة، ويكون ورعا تقيا بكل جهده.
13- يشجع الطاقات المخلصة والشهادات العالية ويستفيد منها لخدمة المذهب والمنطقة.
14- إذا انتهى من صلاته في المسجد لا يبرح من مكانه حتى يفقه الناس في دينهم، ويلغي الطبقية في مجتمعه، فيحترم الجميع، ويتواضع للكبير والصغير، ويكون كصاحب العطر في المكان يأنس من جلس عنده، ويستفيد من أخذ منه، ويتعلم من صمته السكينة والوقار.
15- يترفع عن المهاترات النزاعات والخلافات الشخصية وتصفية الحسابات واستغلال منبره فيما يفيد الناس، ويرفع مستوى الوعي عندهم.
16- يكن حكيما حليما ذا عقل راجع وقول صادق وبيان واضح وتواضع ظاهر يكن شديد على الظالم رحيما بالمظلوم لا تأخذه في الحق لومة لائم.
17- أختم براوية شاملة جامعة فعن معاوية بن وهب أن أبا عبد الله الصادق (ع) قال: (اطلبوا العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار، وتواضعوا لمن تعلمونه العلم، ولمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم) دراسات في الحديث والمحدثين لهاشم معروف ج1 ص 217 .
[ 2 ] ما واجب المجتمع تجاه طالب العلم العالم العامل؟
لنتعرف يا أخوتي على طالب العلم لما له من ثواب عظيم من الله سبحانه على لسان الرسول الكريم صلى الله عليه آله وسلم من هذه الرواية، فعن أنس بن مالك أنه قال :قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : (طلب العلم فريضة على كل مسلم ). وقال إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل اللّه له طريقا إلى الجنة, وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم, وان طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء, وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ان العلماء ورثة الأنبياء ,... فمن أخذه اخذ بحظ وافر ).تدوين القرآن .باب القرآن الكريم . ج22 ص19 .
ولذا من حقه علينا ما يلي:
1- أن نسأل عنه أهل الخبرة من الفضلاء سواء كان أساتذته أو زملائه أو من يقرأ تراثه كي نقوم بتقديره كما هو أهله.
2- يجب تقديمه في الصلاة وفي صدر المجلس وإظهار التبجيل اللائق به.
3- نشر فكره وترويج مشروعه ودعمه في تنمية الفكر والثقافة في المجتمع بكل الوسائل المتاحة.
4- ندعوه لإقامة الندوات العلمية والمحاضرات المفيدة، ونعينه في المشروعات الخيرية التي يريد إقامتها.
5- نحاول الاستفادة من محاضراته المسموعة المقروء ونشرها في المناطق الأخرى.
6- لا نحمله فوق ما لا يطيق من العزائم التي لا فائدة منها سوى الأكل والشرب ولا مانع لو كان الأمر بسيط، وليس فيه تكلف.
7- طالب العلم العالم العامل عنده بضاعة من العلم أجهد نفسه لسنوات طويلة في الحوزة العلمية فحصلها من سهر الليالي والأيام في طلبها، فلذا يحتاج أن يزكيه وتزكية العلم هو نشره، فطبيعي يكون أجمل شيء عنده التدريس والتعليم، فنهيئ مكان درسه ليربي وليخرج لنا علماء من تحت يده همهم هو التبليغ ونشر الأخلاق الكريمة والتعليم .
[ 3 ] الخاتمة:
ملخص كلامنا في بحثنا المتواضع هو تسليط الضوء على العلماء العاملين، وأن مقياس تقييمنا يكون على أساس ما قدمه طالب العلم خدمة للمنطقة والمذهب بصفة عامة، وما أنتجه من فكر ووعي يحفظ في تاريخه، ويكون حافلا بالعطاء في مختلف الميادين العلمية والفكرية والاجتماعية.
[/size]