عرض مشاركة واحدة
قديم 05-22-2010, 10:31 AM   #9
نجمه في قلب الظلام
 
الصورة الرمزية فاطمة
افتراضي الاختصاص.. والهواية

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمدا وال محمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كلمة الرياض

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةالاختصاص.. والهوايةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
يوسف الكويليت

من غير المنطقي في عُرف الصحافة المتطورة، أن تبعث مراسلاً يغطي الحروب الدائرة، وهو لا يعرف جغرافية البلد وطبيعته وظروفه الاجتماعية ، وأسباب نشوء الحرب وتداعياتها، إذ لابد أن يتسلح بكل شيء بما فيها الشجاعة واحتمالات الموت..
وفي الشأن الاقتصادي عند تحليل أو مراقبة الأسواق والعملات والسلع وغيرها بما فيها انعقاد المؤتمرات والندوات يجب أن لا يكون المراسل مجرد مثقف لا يملك طبيعة التخصص بما فيها المصطلحات والتأهيل والتطورات المتسارعة، حتى يستوعب ما يقول ويكتب في شأن سريع التحرك والتقلبات.

أيضاً هناك تغطية النشاطات الرياضية من كتّاب ومراسلين ومعلقين على الفضائيات أو الإذاعات، حيث نجد مثلاً في أوروبا لا يمكن أن يمتهن أي إنسان هذا العمل ما لم يكن متخصصاً في قانون اللعبة، بحيث يختلف مَن تناول شأن كرة القدم، عن السلة أو الطائرة، وكذلك الدورات الكبرى في الألعاب المختلفة بحيث يكون كلّ في اختصاصه لتكون التغطية منهجية وعلمية ومتكاملة..

وفي المحاكم، والمرافعات لمختلف القضايا جنائية أو غيرها، لا يُفترض نقل الوقائع فقط، بل تحليلها من خلال الشرائع والقوانين والتجارب، لأن حذْق محامٍ متمرس قد يحوّل القانون نفسه إلى مشكلة ، ويفوز بالنتيجة عن أي ثغرة يعطيها تفسيراً مبتكراً يحيّر القضاة والمحامين، ويقلب الأمر من جان إلى بريء..

في مختلف العلوم والبحوث، والمبتكرات نجد التخصص أساسياً حتى إن هناك مجلات مرموقة تعد مرجعاً عالمياً لأي اكتشاف في علوم الفضاء أو الأرض أو الصيدلة، والطب والكيمياء، ولا تستطيع المجلات أو الصحف العادية تحمّل نشر تلك البحوث بمصطلحاتها وتعقيداتها وبياناتها، لأنها تكتب وتعد لاختصاصيين فقط يعجز عن فهمها القارئ العادي..

كذلك الأمر في الثقافات وعلوم الفلسفة والتاريخ والرواية والمسرح، والنقد باشتراطاته الذي يفترض أن يكون المتخصص شخصية موسوعية في أحد فروع الثقافة، أو علوم الاجتماع والنفس حتى تأتي التحاليل والرؤى متفقة مع ما يسمى «تفجير النص» وإثراءه..

هذه الصور لا نجدها في معظم من يكتبون في العالم الثالث في هذه النشاطات، أي أن طابع الاجتهاد، والهواية، إن صح التعبير، هما مقياس النجاح، وأنا هنا لا أعني أن الأكاديمي إذا لم يثرِ اختصاصه، هو أفضل من قارئ ومثقف لذلك الاختصاص، وإلا كيف أصبح أطباء أشهر القصاصين والروائيين والفلاسفة، ومثلهم من ذهب لاتجاه آخر يتناسب مع موهبته في الرسم أو التمثيل، أو حتى لعبة ما..

ما بين التخصص في المهنة أياً كان نوعها ، وعكسها كثيراً ما نقع في الأخطاء ولذلك قلّما مَن يعطي للخباز خبزه..
من مواضيعي

0 مطالب رجال أعمال واقتصاديين على طاولة وزير العمل
0 هلال رمضان وفوانيس وصور اخرى 1431ه... للتحميل
0 لماذا الطواف حول الكعبة بعكس عقارب الساعة ؟!؟!؟
0 كيف نقل عرش بلقيس من اليمن الى فلسطين
0 كتاب الشعائر الحسينية صوتيا ونصيا


  رد مع اقتباس