بوعبدالنور
11-27-2009, 03:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم
من مقال للعلامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) تحت عنوان { آل البيت }
كتبت ما تقدم عن كارثة كربلاء و أثرها في حياة الشيعة سنة 1375 هجرية . و في شهر رمضان المبارك سنة 1387 كنت في البحرين ، كان عليّ أن أصعد المنبر في كل ليلة بمأتم آل العريض الكرام بعد أن أزمع على موضوع يتقبله المثقف العصري و غيره على السواء ، و كنت أحرص على بلوغ هذا الهدف كل الحرص . . أما الحكم بأني أدركت ما أردت و أملت فأدعه إلى أهل البحرين .
و في إحدى الليالي صعدت المنبر ، و قبل أن ابتدئ بالكلام سمعت صوتاً يقول : سلام اللّه عليك يا حسين ، و لعن اللّه من قتلك ، و كان الموضوع الذي أزمعت الحديث عنه لا يتصل بالحسين و لا بيزيد من قريب أو بعيد ، و إذا بي أنسى موضوع المحاضرة ، و أشرع بتفسير كلمة الحسين عند إطلاقها دون قيد ، و كلمة يزيد و ماذا تعنيان عند الشيعة ، و قلت فيما قلت :
إن التطور لم يقف عند حدود المادة ، بل تعداها إلى الأفكار و اللغة ، لأنها جميعاً متلازمة متشابكة ، لا ينفك بعضها عن بعض . . و كلمة الحسين كانت في البداية اسماً لذات الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ثم تطورت مع الزمن ، و أصبحت عند شيعته و شيعة أبيه رمزاً للبطولة و الجهاد من أجل تحرر الإنسانية من الظلم و الاضطهاد ، و عنواناً للفداء و التضحية بالرجال و النساء و الأطفال لإحياء دين محمد بن عبد اللّه ( صلى الله عليه و آله ) ، و لا شيء أصدق في الدلالة على هذه الحقيقة من قول الحسين ( عليه السَّلام ) ، و هو في طريقه إلى الاستشهاد : " أمضي على دين النبي " .
أما كلمة يزيد فقد كانت من قبل اسماً لابن معاوية ، أما هي الآن عند الشيعة فإنها رمز للفساد و الاستبداد ، و التهتك و الخلاعة ، و عنوان للزندقة و الإلحاد ، فحيث يكون الشر و الفساد فثم اسم يزيد ، و حيثما يكون الخير و الحق و العدل فثم اسم الحسين .
فكربلاء اليوم عند الشيعة هي فلسطين المحتلة ، و سيناء ، و الضفة الغربية من الأردن ، و المرتفعات السورية ، أما أطفال الحسين و سبايا الحسين فهم النساء و الأطفال المشردون المطرودون من ديارهم ، . . و شهداء كربلاء هم الذين قتلوا دفاعاً عن الحق و الوطن في 5 حزيران . . و هذا ما عناه الشاعر الشيعي بقوله :
كأن كل مكان كربلاء لدى *** عيني و كل زمان يوم عاشورا
و ما أن نزلت عن المنبر ، حتى استقبلني شاب مرحباً و قال : هذي هي الحقيقة و هكذا يجب أن يفهم الإسلام و تاريخ الإسلام ، بخاصة كارثة كربلاء . . ثم وجه إليّ سؤالاً وافقني على جوابه ، و لم أكن أعرفه من قبل ، و لما عرفوني به علمت أنه من سنة البحرين ، و أنه يشغل منصباً كبيراً في الحكومة .
مركز الاشعاع الاسلامي
منقول من ايميلي
.
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم
من مقال للعلامة الفقيد الشيخ محمد جواد مغنية ( رحمه الله ) تحت عنوان { آل البيت }
كتبت ما تقدم عن كارثة كربلاء و أثرها في حياة الشيعة سنة 1375 هجرية . و في شهر رمضان المبارك سنة 1387 كنت في البحرين ، كان عليّ أن أصعد المنبر في كل ليلة بمأتم آل العريض الكرام بعد أن أزمع على موضوع يتقبله المثقف العصري و غيره على السواء ، و كنت أحرص على بلوغ هذا الهدف كل الحرص . . أما الحكم بأني أدركت ما أردت و أملت فأدعه إلى أهل البحرين .
و في إحدى الليالي صعدت المنبر ، و قبل أن ابتدئ بالكلام سمعت صوتاً يقول : سلام اللّه عليك يا حسين ، و لعن اللّه من قتلك ، و كان الموضوع الذي أزمعت الحديث عنه لا يتصل بالحسين و لا بيزيد من قريب أو بعيد ، و إذا بي أنسى موضوع المحاضرة ، و أشرع بتفسير كلمة الحسين عند إطلاقها دون قيد ، و كلمة يزيد و ماذا تعنيان عند الشيعة ، و قلت فيما قلت :
إن التطور لم يقف عند حدود المادة ، بل تعداها إلى الأفكار و اللغة ، لأنها جميعاً متلازمة متشابكة ، لا ينفك بعضها عن بعض . . و كلمة الحسين كانت في البداية اسماً لذات الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) ثم تطورت مع الزمن ، و أصبحت عند شيعته و شيعة أبيه رمزاً للبطولة و الجهاد من أجل تحرر الإنسانية من الظلم و الاضطهاد ، و عنواناً للفداء و التضحية بالرجال و النساء و الأطفال لإحياء دين محمد بن عبد اللّه ( صلى الله عليه و آله ) ، و لا شيء أصدق في الدلالة على هذه الحقيقة من قول الحسين ( عليه السَّلام ) ، و هو في طريقه إلى الاستشهاد : " أمضي على دين النبي " .
أما كلمة يزيد فقد كانت من قبل اسماً لابن معاوية ، أما هي الآن عند الشيعة فإنها رمز للفساد و الاستبداد ، و التهتك و الخلاعة ، و عنوان للزندقة و الإلحاد ، فحيث يكون الشر و الفساد فثم اسم يزيد ، و حيثما يكون الخير و الحق و العدل فثم اسم الحسين .
فكربلاء اليوم عند الشيعة هي فلسطين المحتلة ، و سيناء ، و الضفة الغربية من الأردن ، و المرتفعات السورية ، أما أطفال الحسين و سبايا الحسين فهم النساء و الأطفال المشردون المطرودون من ديارهم ، . . و شهداء كربلاء هم الذين قتلوا دفاعاً عن الحق و الوطن في 5 حزيران . . و هذا ما عناه الشاعر الشيعي بقوله :
كأن كل مكان كربلاء لدى *** عيني و كل زمان يوم عاشورا
و ما أن نزلت عن المنبر ، حتى استقبلني شاب مرحباً و قال : هذي هي الحقيقة و هكذا يجب أن يفهم الإسلام و تاريخ الإسلام ، بخاصة كارثة كربلاء . . ثم وجه إليّ سؤالاً وافقني على جوابه ، و لم أكن أعرفه من قبل ، و لما عرفوني به علمت أنه من سنة البحرين ، و أنه يشغل منصباً كبيراً في الحكومة .
مركز الاشعاع الاسلامي
منقول من ايميلي
.