عاشق المجتبى
05-25-2009, 01:20 PM
(أسوار 2).. مشاهد (فجة) بحبكة درامية لا تصلح حتى للكبار
http://www.al-jazirah.com/100645/at02.jpg
كتب - عبدالله الهاجري
ظهرت الحلقات الأولى من مسلسل (أسوار 2) الذي يعرض على قناة mbc1 هذه الأيام بصور مبالغ فيها في طرح قضايا المجتمع السعودي وإبرازها بشكل يسيء لأفراد المجتمع؛ حيث يتناول العمل قصصاً اجتماعية متشابكة الأطراف بأحداث دراماتيكية متنوعة تتسم بالجرأة غير المسبوقة، ويعتمد على مسارات درامية شيقة؛ فهو يتعرض لمشكلات اجتماعية وأسرية ويقدمها بقالب درامي متجدد.
ويقدم (أسوار 2) أسوأ ما في المجتمع السعودي من قصص مؤلمة ويبرزها بشكل لا أفهم مقصده، ومع تقديري للممثل حسن عسيري في قصة العمل إلا أن لي تحفظاً على جرأتهم غير المسؤولة في التنقيب عن هذه القصص المؤلمة للمشاهد، لا أفهم حين يهدف المسلسل إلى إبراز هذه القصص ونشر غسيل المجتمع السعودي على الملأ وفي قناة هي الأولى عربياً وبحلقة أساسية وبإعادة لمرتين في اليوم الواحد، لا أفهم ما يريد أن يصل إليه العسيري وطاقم العمل في هذا العمل، لماذا يحاولون (التفنن) في طرح هذه القضايا الشائكة التي (يخجل) أحيانا منها المجتمع بالحديث عنها في مجالسهم العادية؟!
تناسى طاقم العمل محافظة المجتمع السعودي ورفضهم الدائم تناول قصصهم المؤلمة لتأتي أسوار (بجرأتهم) المزعومة في تناولها.
نؤمن جميعا بأن الدراما خط مهم في معالجة القضايا الاجتماعية من خلال طرح القضية وحلها، (ونفرح) كثيرا إذا تناولت الدراما السعودية قصصنا بواقعية وبعدم مبالغة، ولكن أعتقد أن الأخوة في (أسوار 2) فهموا معنى الانفتاح في المجتمع بشكل خاطئ جدا، ووظفوا هذا المعنى (الخاطئ) بشكل أخطأ ورموا بثقل الانفتاح في هذا العمل.
وللأمانة العمل يسير بحبكة درامية مشوقة جدا وبتسلسل جميل وبأداء تمثيلي رائع، ولا نعترض أبدا تميزهم في تأدية العمل, بل أجادوا وتمكنوا رغم الصخب الإنتاجي الذي قابله البذخ في التكلف مع مشاهد موسيقية متعبة ومملة.
تابعت الكثير من حلقات (أسوار 2) وحتى اللحظة لم أخرج بفائدة واحدة قد تشفع بمتابعة بقية حلقات العمل، مشاهد اغتصاب أطفال لم يتجاوزوا الثانية عشرة من أعمارهم من شخص يبدو عليه غير سعودي (إفريقي) بسبب تكسر في لهجته المحلية، يظهر وهو في حالة سُكر، حكاية تشرد الأطفال بعد طلاق والديهم متنقلين بين حاويات القمامة وعند الإشارات في صورة لا تعكس أبداً واقعنا، علاقات حب بهدف الزواج تظهر بشكل لافت وكأن المجتمع السعودي وبالذات (البنات) فيه لا يتزوجون إلا بعد علاقة أحياناً تنتهي بعد أول انفراد بين العاشقين وبعضها برفض الأهل، قصص مبالغ فيها تظهر بين بعض الجيران، وذلك حين يظل أحدهم يلاحق جارتهم التي تعيش وحدها ليتزوج بها ويحاول بشتى الطرق في هذا الأمر، تسلط واضح من قبل الزوجة على زوجها التي تسيطر تماما عليه وتسيره وفق أهوائها ليقوم بخيانة شريكه وزوج أخته ليطلقها منه ويستولي على أمواله، مخدرات تنتشر بشكل واضح بين المساجين، محام يدخل السجن، خادمة تضع حقدها على ربة المنزل في الطفل الصغير، ملابس نسائية فاتنة بين المخصر واللثمة ودماء ملوثة بالإيدز إلى جانب الكثير من الأحداث والقصص التي ستظهر في حلقات المسلسل.
لا ننكر أبدا أن هذه القصص المؤلمة موجودة بيننا، ولكن ليس علاجها الدراما، وليس حلها بين القنوات الفضائية وعرضها على المشاهد العربي، نعلم أن هذه القصص متناثرة في مجتمعنا ونعلم أن أجهزة الدولة تبحث دائما في وضع الحلول المناسبة لها.
لا أريد أن أنسف جهد القائمين على (أسوار 2) بل أرحب بهم وبهذه الجرأة في عرض هذه المشكلات، وإن كانت تحمل مشاهد (وقحة) هي بعيدة تماما خاصة عند الخوض فيها علناً.
العمل قُتل من قبل mbc بسبب كثرة الفواصل الإعلانية حتى بات وقت الإعلانات أكثر من وقت المسلسل، في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع بتوقيف عرض المسلسل لما فيه من قصص خاصة غير قابلة للنشر والعرض.
منقول
من جريدة الجزيرة 1 / 6 / 1430هـ الموافق 25 / 5 2009 م
http://www.al-jazirah.com/100645/at02.jpg
كتب - عبدالله الهاجري
ظهرت الحلقات الأولى من مسلسل (أسوار 2) الذي يعرض على قناة mbc1 هذه الأيام بصور مبالغ فيها في طرح قضايا المجتمع السعودي وإبرازها بشكل يسيء لأفراد المجتمع؛ حيث يتناول العمل قصصاً اجتماعية متشابكة الأطراف بأحداث دراماتيكية متنوعة تتسم بالجرأة غير المسبوقة، ويعتمد على مسارات درامية شيقة؛ فهو يتعرض لمشكلات اجتماعية وأسرية ويقدمها بقالب درامي متجدد.
ويقدم (أسوار 2) أسوأ ما في المجتمع السعودي من قصص مؤلمة ويبرزها بشكل لا أفهم مقصده، ومع تقديري للممثل حسن عسيري في قصة العمل إلا أن لي تحفظاً على جرأتهم غير المسؤولة في التنقيب عن هذه القصص المؤلمة للمشاهد، لا أفهم حين يهدف المسلسل إلى إبراز هذه القصص ونشر غسيل المجتمع السعودي على الملأ وفي قناة هي الأولى عربياً وبحلقة أساسية وبإعادة لمرتين في اليوم الواحد، لا أفهم ما يريد أن يصل إليه العسيري وطاقم العمل في هذا العمل، لماذا يحاولون (التفنن) في طرح هذه القضايا الشائكة التي (يخجل) أحيانا منها المجتمع بالحديث عنها في مجالسهم العادية؟!
تناسى طاقم العمل محافظة المجتمع السعودي ورفضهم الدائم تناول قصصهم المؤلمة لتأتي أسوار (بجرأتهم) المزعومة في تناولها.
نؤمن جميعا بأن الدراما خط مهم في معالجة القضايا الاجتماعية من خلال طرح القضية وحلها، (ونفرح) كثيرا إذا تناولت الدراما السعودية قصصنا بواقعية وبعدم مبالغة، ولكن أعتقد أن الأخوة في (أسوار 2) فهموا معنى الانفتاح في المجتمع بشكل خاطئ جدا، ووظفوا هذا المعنى (الخاطئ) بشكل أخطأ ورموا بثقل الانفتاح في هذا العمل.
وللأمانة العمل يسير بحبكة درامية مشوقة جدا وبتسلسل جميل وبأداء تمثيلي رائع، ولا نعترض أبدا تميزهم في تأدية العمل, بل أجادوا وتمكنوا رغم الصخب الإنتاجي الذي قابله البذخ في التكلف مع مشاهد موسيقية متعبة ومملة.
تابعت الكثير من حلقات (أسوار 2) وحتى اللحظة لم أخرج بفائدة واحدة قد تشفع بمتابعة بقية حلقات العمل، مشاهد اغتصاب أطفال لم يتجاوزوا الثانية عشرة من أعمارهم من شخص يبدو عليه غير سعودي (إفريقي) بسبب تكسر في لهجته المحلية، يظهر وهو في حالة سُكر، حكاية تشرد الأطفال بعد طلاق والديهم متنقلين بين حاويات القمامة وعند الإشارات في صورة لا تعكس أبداً واقعنا، علاقات حب بهدف الزواج تظهر بشكل لافت وكأن المجتمع السعودي وبالذات (البنات) فيه لا يتزوجون إلا بعد علاقة أحياناً تنتهي بعد أول انفراد بين العاشقين وبعضها برفض الأهل، قصص مبالغ فيها تظهر بين بعض الجيران، وذلك حين يظل أحدهم يلاحق جارتهم التي تعيش وحدها ليتزوج بها ويحاول بشتى الطرق في هذا الأمر، تسلط واضح من قبل الزوجة على زوجها التي تسيطر تماما عليه وتسيره وفق أهوائها ليقوم بخيانة شريكه وزوج أخته ليطلقها منه ويستولي على أمواله، مخدرات تنتشر بشكل واضح بين المساجين، محام يدخل السجن، خادمة تضع حقدها على ربة المنزل في الطفل الصغير، ملابس نسائية فاتنة بين المخصر واللثمة ودماء ملوثة بالإيدز إلى جانب الكثير من الأحداث والقصص التي ستظهر في حلقات المسلسل.
لا ننكر أبدا أن هذه القصص المؤلمة موجودة بيننا، ولكن ليس علاجها الدراما، وليس حلها بين القنوات الفضائية وعرضها على المشاهد العربي، نعلم أن هذه القصص متناثرة في مجتمعنا ونعلم أن أجهزة الدولة تبحث دائما في وضع الحلول المناسبة لها.
لا أريد أن أنسف جهد القائمين على (أسوار 2) بل أرحب بهم وبهذه الجرأة في عرض هذه المشكلات، وإن كانت تحمل مشاهد (وقحة) هي بعيدة تماما خاصة عند الخوض فيها علناً.
العمل قُتل من قبل mbc بسبب كثرة الفواصل الإعلانية حتى بات وقت الإعلانات أكثر من وقت المسلسل، في الوقت الذي يطالب فيه المجتمع بتوقيف عرض المسلسل لما فيه من قصص خاصة غير قابلة للنشر والعرض.
منقول
من جريدة الجزيرة 1 / 6 / 1430هـ الموافق 25 / 5 2009 م