المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أروع القصص فيمن رأى المهدي عليه السلام


قطعة سكر
12-27-2010, 08:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أروع القصص فيمن رأى المهدي عليه السلام في كتاب مطبوع لمؤلفه ماجد الزبيدي

ويتضمن اثنان وسبعون حكاية سندرجها هنا ان شاء الله .


نبدأ على بركة الله



الحكاية الاولى : قصة اسماعيل الهرقلي


قال العالم الفاضل علي بن عيسى الإربلي في ( كشف الغمة).



حدثني جماعة من ثقاة إخواني أنه كان في بلاد الحلة شخص يقال له : إسماعيل الهرقلي من قرية يقال لها: ( هرقل)، مات في زماني وما رأيته حكى لي ولده شمس الدين قال:



حكي لي والدي أنه خرج (فية) وهو شاب على فخذه الأيسر توثة مقدار قبضة الإنسان وكانت في كل ربيع تتشقق ويخرج منها دم وقيح ويقطعه آلمها عن كثير من أشغاله، فحضر إلى الحلة يوماً ودخل إلى مجلس السيد رضي الدين علي بن طاووس وشكا إليه ما يجده، فأحضر له السيد أطباء الحلة وأراهم الموضع فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الأكحل وعلاجها خطرا فمتى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت.



فقال له السيد: أنا متوجه إلى بغداد وربما كان أطباؤها وأعرف وأحذق من هؤلاء فاصحبني فصحبة فأحضر الأطباء فقالوا كما قال أولئك فضاق صدره فقال له السيد: إن الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب وعليك الاجتهاد في الاحتراس.



فقال والدي: إذا كان الأمر هكذا وقد حصلت في فأتوجه إلى زيارة المشهد الشريف بسر من رأى ثم توجه إلى هناك.



يقول صاحب (كشف الغمة): حدثني ولده قال : قال لي أبي:



لما دخلت المشهد وزرت الإمامين الهمامين علي النقي والحسن العسكري (عليهما السلام) نزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبصاحب الأمر (ع) وقضيت الليل في السرداب حتى إذا كان الصباح مضيت إلى دجلة فاغتسلت وغسلت ثيابي وملأت إبريقاً كان معي وصعدت أريد المشهد لمعاودة الزيارة فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم فالتقينا فرأيت شابين يتقلد كل منهما سيفاً وشيخاً منقباً بيده رمح. والآخر متقلد بسيف وعليه فرجية ملونة فوق السيف وهو متحنك بعذبته فوقف الشيخ صاحب الرمح بين الطريقين ووضع كعب رمحه في الأرض ووقف الشابان عن يسار الطريق وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابلاً لي ثم سلموا علي فرددت عليهم السلام فقال لي صاحب الفرجية: أتروح إلى أهلك غداً؟ قلت نعم، قال تقدم حتى أبصر ما يوجعك.



قال: فكرهت ملامستهم وقلت في نفسي: أهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة وأنا قد خرجت من الماء وقميصي مبلول، ثم إنني مع ذلك تقدمت إليه فلزمني بيدي ومدني إليه وجعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة. فعصرها بيده فأوجعني ثم استوى في سرج فرسه كما كان فقال لي الشيخ: أفلحت يا إسماعيل.



فتعجبت من معرفته باسمي فقلت: أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله، فقال هذا هو الإمام فتقدمت إليه فاحتضنته وقبلت فخذه ثم إنه ساق وأنا أمشي معه محتضنه فقال: ارجع فقلت: لا أفارقك أبداً! فقال المصلحة رجوعك فأعدت عليه مثل القول الأول فقال الشيخ ما تستحي يقول لك الإمام مرتين: ارجع، وتخالفه؟



فجبهني بهذا القول فوقفت فتقدم خطوات والتفت إلي وقال إذا وصلت بغداد فلابد أن يطلبك أبو جعفر يعني الخليفة المستنصر فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئاً فلا تأخذه وقل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى علي بن عوض فإنني أوصيه يعطيك الذي تريد.



ثم سار وأصحابه معه، فلم أزل قائماً أبصرهم حتى بعدوا، وحصل عندي آسف لمفارقته فقعدت على الأرض ساعة ثم مشيت إلى المشهد فاجتمع القوام حوالي وقالوا نرى وجهك متغيراً أوجعك شيء؟ قلت: لا قالوا خاصمك أحد؟ قلت لا ليس عندي مما تقولون خبر، لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟ فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم فقلت بل هو الإمام (ع) فقالوا الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية؟ فقلت هو صاحب الفرجية، فقالوا أريته المرض الذي فيك؟ فقلت: هو قبضة بيده وأوجعني ثم كشف رجلي فلم أرى لذلك المرض أثراً فتداخلني الشك من الدهش فأخرجت رجلي لآخر الأخرى فلم أر شيئاً فانطبق الناس على ومزقوا قميصي فأدخلني القوام خزانة ومنعوا الناس عني.



وكان ناظر (بين النهرين) بالمشهد فسمع الضجة وسأل عن الخبر فعرفوه فراح ليكتب الواقعة وبت في المشهد وصليت الصبح وخرجت وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد فرجعوا عني ووصلت إلى (أواني) فبت بها وبكرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسألون كل من ورد عليهم عن اسمه ونسبه وأين كان، فسألوني عن اسمي ومن أين جئت فعرفتهم ومزقوا ثيابي وكادت روحي تفارق مني الجسد. وكان ناظر (بين النهرين) كتب إلى بغداد وعرفهم الحال وخرج السيد رضي الدين ومعه جماعة فردوا الناس عني وسألني أعنك يقولون؟ قلت نعم فنزل عن دابته وكشف فخذي فلم ير شيئاً فغشي عليه ساعة ثم انتبه فأخبرني أن الوزير طلبه وأدخلني على الوزير وكان قيماً فقال له يا مولاي هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي.



فسألني الوزير عن القصة فحكيت له فأحضر الأطباء الذين أشرفوا على علتي فسألهم عنها وعن مداواتها فقالوا: ما دواؤها إلا القطع ومتى قطعها مات فقال فتقدير أن يقطع ولا يموت في كم تبرأ؟ فقالوا في شهرين ويبقى في مكانها حضيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر فسألهم الوزير: متى رأيتموه؟ قال منذ عشرة أيام فكشف الوزير عن الفخذ التي كان فيها الألم فإذا هي مثل أختها ليس فيها أثر أصلاً.



فصاح أحد الأطباء- وكان نصرانياً- هذا والله من عمل المسيح! فقال الوزير حيث لم يكن من عملكم فنحن نعرف من عملها.



ثم إن الوزير بعث بي إلى الخليفة المستنصر فسألني عن القصة فعرفته بها كما جرت فتقدم لي بألف دينار فقال: خذ هذه فأنفقها فقلت: ما أجسر أخذ منها حبة واحدة فقال: ممن تخاف؟ فقلت من الذي فعل بي هذا قال لي لا تأخذ من أبي جعفر شيئاً فبكى الخليفة وخرجت من عنده ولم آخذ شيئاًَ.



يقول صاحب (كشف الغمة) كان من محاسن ما اتفق لي أني كنت يوماً أحكي هذه القصة لجماعة عندي وكان شمس الدين محمد ولد إسماعيل عندي وأنا لا أعرفه فلما انقضت الحكاية قال: أنا ولده لصلبه فعجبت من هذا الاتفاق وقلت له هل رأيت فخذه وهي مريضة؟ فقال: لا فقد كنت صغيراً ولكني رأيتها بعدما صلحت ولا أثر فيها وقد نبت في موضعها شعر، وكان أبي يحضر إلى بغداد كل سنة ويزور سر من رأى كل يوم من إقامته هناك عله يفوز برؤيته(ع) فلم يكتب له ذلك وقد زار سامراء أربعين مرة ثم مات رحمه الله بحسرته.




يتبع .....

قطعة سكر
12-27-2010, 08:20 AM
الحكاية الثانية : تأثير رقعة الاستغاثة



وهي قصة العابد الصالح التقي المرحوم السيد محمد بن السيد عباس العاملي الساكن أيام حياته في قرية (جبشيت) من قرى جبل عامل وهو من بني أعمام السيد النبيل والعالم المتبحر الجليل السيد صدر الدين العاملي الأصفهاني صهر شيخ فقهاء عصره الشيخ جعفر النجفي أعلى الله مقامهما.



وكان قصة السيد محمد المذكور أنه من كثرة تعدي أهل الجور عليه خرج من وطنه خائفاً هارباً من شدة فقره وقلة بضاعته فلم يمكن عنده يوم خروجه إلا ما يسد قوته يومه وأنه كان متعففاً لا يسأل أحداً.



وسارح في الأرض من دهره ورأى في أيام سياحته في نومه ويقظته عجائب كبيرة، إلى أن انتهى أمره إلى مجاورة النجف الأشرف وسكن في بعض الحجرات الفوقانية من الصحن المقدس وكان في شدة الفقر ولم يكن يعرفه بتلك الصفة إلا قليل حتى توفي رحمة الله في النجف الأشرف بعد خمس سنوات من يوم خروجه من قريته.



قال الراوي: وكان أحياناً يراودني وكان كثير العفة والحياء يحضر عندي أيام إقامة التعزية وربما استعار مني بعض كتب الأدعية وكان كثيراً ما لا يتمكن لقوته إلا على تميرات وكان يواظب على الأدعية المأثورة لسعة الرزق حتى أنه ما ترك شيئاً من الأذكار المروية والأدعية المأثورة.



واشتغل بعض أيامه على عرض حاجته على صاحب الزمان (ع) أربعين يوماً فكان يكتب حاجته ويخرج كل يوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغير الذي يخرج منه إلى البحر ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو يزيد بحيث لا يراه أحد ثم يضع عريضته في بندقه من طين ويودعها أحد نوابه (ع) ويرميها في الماء إلى أن مضى عليه ثمانية أو تسعة وثلاثون يوماً.



قال يوماً بعد رجوعه: كنت في غاية الملالة وضيق الخلق أمشي مطرقاً رأسي، فإذا أنا برجل كأنه لحق بي من ورائي وكان في زي العرب فسلم علي فرددت عليه السلام بأقل ما يرد وما التفت إليه لضيق خلقي فسايرني مقداراً وأنا على حالي، فقال بلهجة أهل قريتي: سيد محمد ما حاجتك؟ يمضي عليك ثمانية أو تسعة وثلاثون يوماً تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلاني وترمي العريضة في الماء تظن أن إمامك ليس مطلعاً على حاجتك.



قال: فتعجبت من ذلك لأني لم أطلع أحداً على شغلي ولا أحد رآني ولا أحد من أهل جبل عامل في المشهد لم أعرفه خصوصاً أنه لا بس الكفية والعقال وليس مرسوما في بلادنا فخطر في خاطري وصولي إلى المطلب الأقصى، وفوزي بالنعمة العظمى وأنه الحجة على البرايا إمام العصر روحي له الفداء.



وكنت سمعت قديماً أن يده المباركة من النعومة بحيث لا تبلغها يد أحد من الناس فقلت في نفسي أصافحة فإن كانت يده كما سمعت أصنع ما يحق بحضرته فمددت يدي وأنا على حالي لمصافحته فمد يده المباركة فصافحته فإذا يده كما سمعت فتيقنت الفوز والفلاح فرفعت رأسي ووجهت له وجهي وأردت تقبيل يده المباركة فلم أر أحداً.





يتبع .......

قطعة سكر
12-27-2010, 08:21 AM
الحكاية الثالثة : تشرف السيد المتقي العاملي بلقائه (عليه السلام)



وردت المشهد الرضوي المقدس للزيارة وأقمت فيه مدة وكنت في ضنك وضيق مع وفور النعمة ورخص أسعارها ولما أردت الرجوع مع سائر الزائرين لم يكن عندي شيء من الزاد حتى قرص لقوت يومي فتخلفت عنهم وبقيت إلى زوال الشمس فزرت مولاي وأديت فرض الصلاة ورأيت أني لو ألحق بالقافلة فلن يتيسر لي رفقة عن قريب وإن بقيت أدركني الشتاء وساءت حالتي.



فخرجت من الحرم المطهر بعد أن دعوت وشكوت وقلت في نفسي: أمشي على أثرهم فإن مت جوعاً استرحت وإلا لحقت بهم فخرجت من البلد وسألت عن الطريق وصرت أمشي حتى غربت الشمس وما صادفت أحداً فعلمت أني أخطأت الطريق وأنا ببادية مهولة لا يرى فيها سوى الحنظل وقد أشرفت من الجوع والعطش على الهلاك فصرت أكسر حنظلة حنظلة لعلي أظفر من بينها ببطيخة حتى كسرت نحواً من خمسمائة فلم أظفر بها وطلبت الماء والكلأ حتى جني الليل ويئست منهما فأيقنت الفناء واستسلمت للموت وبكيت على حالي.



وتراءى لي مكان مرتفع فصعدته فوجدت في أعلاه عيناً من الماء فتعجبت وشكرت الله عز وجل وشربت الماء ونقلت في نفسي: أتوضأ وأصلي لئلا ينزل بي الموت وأنا مشغول الذمة بهما فبادرت إليهما.



فلما فرغت من العشاء الأخرى وامتلأت البيداء بأصوات السباع وغيرها وكنت أعرف من بينها صوت الأسد والذئب وأرى أعين بعضها تتوقد كأنها السراج فزادت وحشتي إلا أني كنت مستسلماً للموت فأدركني النوم لكثرة التعب وما أفقت إلا والأصوات قد خمدت والدنيا بنور القمر قد أضاءت وأنا في غاية الضعف فرأيت فارسً مقبلاً علي، فقلت في نفسي: إنه يقتلني لأنه يريد متاعي فلا يجد شيئاً عندي فيغضب لذلك فيقتلني ولا أقل من أن تيصيبني منه جراحة.



فلما وصل إلى سلم علي فرددت عليه السلام وطابت منه نفسي فقال: مالك؟ فأومأت إليه بضعفي فقال: عندك ثلاث بطيخات لم لا تأكل منها؟ فقلت: لا تستهزئ بي ودعني في حالي فقال لي: انظر وراءك فنظرت فرأيت شجرة بطيخ عليها ثلاث بطيخات كبار، فقال: سد جوعك بواحدة وخذ معك اثنتين وعليك بهذا الصراط المستقيم فامش عليه وكل نصف بطيخة أول النهار والنصف الآخر عند الزوال وأحفظ بطيخة فإنها تنفعك فإذا غربت الشمس تصل إلى خيمة سوداء يوصلك أهلها إلى القافلة وغاب عن بصري.



فقمت إلى تلك البطيخات فكسرت واحدة منها فرايتها في غاية الحلاوة واللطافة كأني ما أكلت مثلها فأكلتها وأخذت معي الاثنتين ولزمت الطريق وجعلت أمشي حتى طلعت الشمس ومضى على طلوعها مقدار ساعة فكسرت واحد منهما وأكلت نصفها وسرت إلى زوال الشمس فأكلت النصف الآخر وأخذت الطريق.



فلما قرب الغروب بدت لي تلك الخيمة ورآني أهلها فبادروا إلي وأخذوني بعنف وشدة وذهبوا بي إلى الخيمة كأنهم زعموني جاسوساً فأتوا بي إلى كبيرهم فقال لي بشدة وغضب من أين جئت؟ تصدقني وإلا قتلتك ورحنا نتبادل التخاطب بكل حيلة حتى شرحت له حالي فقال أيها السيد الكذاب لا يعبر من الطريق الذي تدعيه متنفس إلا تلف: أو أكله السباع ثم إنك كيف قدرت على تلك المسافة البعيدة في الزمان الذي تذكره ومن هذا المكان إلى المشهد المقدس مسيرة ثلاثة أيام؟! صدقني وإلا قتلتك وشهر سيفه في وجهي.



فبدا له البطيخ من تحت عباءتي فقال: ما هذا؟ فقصصت عليه قصته فقال الحاضرون: ليس في هذه الصحراء بطيخ خصوصاً هذه البطيخة التي ما رأينا مثلها أبداً.



ثم رجعوا إلى أنفسهم وتكلموا فيما بينهم وكأنهم علموا صدق مقالتي وأن هذه معجزة من الإمام (ع) فأقبلوا علي وقبلوا يدي وصدروني في مجلسهم وأكرموني غاية الإكرام وأخذوا لباسي تبركاً به وكسوني ألبسة جديدة فاخرة وأضافوني يومين وليلتين.



فلما كان اليوم الثالث أعطوني عشرة توامين ووجهوا معي ثلاثة منهم حتى أدركت القافلة.









يتبع......

قطعة سكر
12-27-2010, 08:22 AM
الحكاية الرابعة : الامام المهدي عليه السلام والحجر الاسود


إن القرامطة بعد أن قلعوا الحجر الأسود أثناء هجومهم على مكة المكرمة 317هـ ونقلوه إلى هجر وكان ذلك إبان الغيبة الصغرى بقي الحجر لديهم ثلاثين عاماً أو يزيد وأرجعوه إلى مكة 339 أو 337 هـ فكان المهدي (ع) هو الذي وضعه في مكانه وأقره على وضعه السابق كما ورد في أخبارنا.



قال الراوي لما وصلت إلى بغداد في سنة ثلاثين وثلاثمائة عزمت على الحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر في مكانه إلى البيت. كان أكثر همي الظفر بمن ينصب الحجر لأنه يمضي في أبناء الكتب قصة أخذه فإنه لا يضعه إلا الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (ع) في مكانه.



وأوضح الراوي بأن الناس فشلوا في وضعه في محلة وكلما وضعه إنسان اضطرب الحجر ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله فوضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الأصوات.



ثم أن المهدي (ع) خرج من المسجد ولاحقه الراوي طالباً منه حاجة فقضاها له وأقام الدلالة ساعتئذ على حقيقته.

قطعة سكر
12-27-2010, 08:23 AM
الحكاية الخامسة : تشرف السيد عطوة الحسني بلقائه (ع)


يقول العالم الفاضل الألمعي علي بن عيسى الإربلي صاحب (كشف الغمة) حكي لي السيد باقي بن عطوة العلوي الحسني قال: كان أبي عطوة زيدي المذهب وكان يشكو علة عجز أطباء عن علاجها وكان ينكر علينا نحن بنيه الميل إلى مذهب الأمامية ويقول لا أصدقكم ولا أقول بمذهبكم حتى يجئ صاحبكم- يعنى الإمام المهدي (ع)- فيبرئني من هذا المرض ولا يفتأ يكرر هذا القول.



فيبنا نحن مجتمعون عند وقت العشاء الأخرى ذات ليلة إذ أبونا يصيح ويستغيث بنا فأتيناه سراعاً فقال ألحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي فخرجنا فلم نرى أحداً فعدنا إليه وسألناه فقال إنه دخل إلى شخص وقال يا عطوة فقلت من أنت؟ فقال أنا صاحب بنيك قد جئت لأبرئك مما بك ثم مد يده فعصر موضع الألم عندي ومشى ومددت يدي فلم أجد لما بي أثراً.



قال لي ولده: وبقي مثل الغزال ليس به علة واشتهرت هذه القصة وسألت عنها غير أبنه فأخبروني وأقروا بها.

قطعة سكر
12-27-2010, 08:25 AM
الحكاية السادسة : في ذكر دعاء العبرات




قال آية الله العلامة الحلي (رحمة الله ) في كتاب ( منهاج الصلاح) في شرح دعاء العبرات.



الدعاء المعروف هو مروي عن الصادق جعفر بن محمد (ع) وله- من جهة السيد السعيد رضي الدين محمد ين محمد بن مجمد الأوى قدس الله روحه- حكاية معروفة بخط بعض الفضلاء في هامش ذلك الموضع من (المنهاج) روى المولى السعيد فخر الدين محمد بن الشيخ الأجل جمال الدين يعنى العلامة الذي روي عن والده عن جده الفقيه سديد الدين يوسف عن السيد الرضي المذكور أنه كان مأخوذاً ( أي مسجوناً) عند أمير من أمراء السلطان جرماغون مدة طويلة مع شدة وضيق فرأى في نومه الخلف الصالح المنتظر فبكى وقال يا مولاي اشفع في خلاصي من هؤلاء الظلمة فقال (ع) ادع دعاء العبرات فقال ما دعاء العبرات؟ فقال (ع) إنه في مصباحك فقال يا مولاي ما في مصباحي دعاء فقال عليه السلام أنظر تجده فانتبه من منامه وصلي الصبح وفتح المصباح فلقي ورقة مكتوباً فيها هذا الدعاء بين الأوراق فدعا به أربعين مرة وكان لهذا الأمير امرأتان إحداهما عاقلة مدبرة وهو كثير الاعتماد عليها فجاء الأمير في نوبتها فقالت له أخذت أحداً من أولاد أمير المؤمنين (ع) ؟ فقال لها لم تسألين عن ذلك؟ فقالت: رأيت شخصاً كأن نور الشمس يتلألأ من وجهه فأخذ بخلقي بين أصبعيه ثم قال: أرى بعلك أخذ ولدي وهو يضيق عليه في المطعم والمشرب فقلت له: يا سيدي من أنت؟ قال أنا علي بن ابي طالب قولي له إن لم تخل عنه لأخربن بيته.



فشاع هذا المنام وبلغ السلطان فقال ما أعلم ذلك وطلب نوابه فقال من عندك مأخوذ؟ فقالوا الشيخ أمرت بأخذه فقال: خلوا سبيله وأعطوه فرساً يركبها ودلوه على الطريق ليمض إلى بيته.

ليت الحزن يشفي
12-27-2010, 08:26 AM
يسسسسسلموياااالغلا ع القصه الرائعه من عضوه رائعه
وربي يجعله في مييييزااان حسسسسسسسسناتكـ

تقبلي مرووووووري

مع ح ــــــبي

قطعة سكر
12-27-2010, 08:26 AM
الحكاية السابعة : حكاية الحرز اليماني


رواها العلامة المجلسي في (البحار) عن والده وأنا الحقير رأيت بخط والده الملا محمد التقي رحمة الله في ظهر الدعاء المعروف بالحرز اليماني قصة أكثر بسطاً مما هو مذكور هنا مع إجازة لبعضهم وها أنذا أنقل ترجمتها:



بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد:



فقد التمس مني السيد النجيب الأديب الحسيب زبده السادات العظام والنقباء الكرام الأمير محمد هاشم أدام الله تعالى تأييده بجاه محمد وآله الأقدسين أن أجيز له الحرز اليماني المنسوب إلى أمير المؤمنين وإمام المتقين وخير الخلائق بعد سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهما ما دامت الجنة مأوى الصالحين فأجزته دام تأييده وما يرويه من الدعاء هو مني بإسنادي عن السيد العابد الزاهد الأمير إسحاق الأسترابادي المدفون بقرب سيد شباب أهل الجنة أجمعين – بكربلاء- عن مولانا ومولى الثقلين خليفة الله تعالى صاحب العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الأقدسين.



وقال السيد: كنت في الطريق إلى مكة فتأخرت عن القافلة ويئست من الحياة فنمت على ظهري كالمحتضر وأخذت في قراءة الشهادة وإذا بي أرى فوق رأسي مولانا ومولى العاملين خليفة الله على الناس أجمعين فقال لي: قم يا إسحاق فقمت وكنت عطشان فسقاني حتى رويت، وأردفني خلفه فأخذت في قراءة الحرز اليماني وهو عليه السلام يصححه لي في بعض المواضع حتى أكملته فإذا أنا بالأبطح فقال: أنزل فلما غاب عني فلما كان بعد تسعة أيام وصلت القافلة واشتهرت بين أهل مكة أني أتيت بطي الأرض وبعد أداء المناسك تواريت عن الناس.



يقول الشيخ عباس القمي (رحمة الله) وكان هذا السيد قد حج أربعين حجة ماشياً فلما تشرفت بلقائه في أصفهان عندما قدم من كربلاء قاصداً زيارة مولى الكونين الإمام علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليهما)وكان في ذمته مهر زوجته سبعة تومانات كانت مودعه عند شخص من ساكني المشهد الرضوي فرأى في نومه أن أجله قد أقترب فقال لقد جاورت في كربلاء خمسين سنة كي أموت هناك وأخاف أن يأتيني الموت من مكان غيره فلما علم بحاله بعض إخواننا أعطاه ذلك المبلغ وبعث معه إخواننا في الله.



قال ذلك الأخ لما بلغ السيد كربلاء وأدى الدين الذي عليه وقع مريضاً وتوفي في اليوم السابع في منزله.



وقد رأيت منه أمثال هذه الكرامات خلال إقامته في أصفهان (رضي الله عنه) ولي إجازات كثيرة لهذا الدعاء لكني اقتصرت على هذا وأرجو أنه- دام تأييده- لا ينساني في مظان الدعوات والتمس منه أن لا يدعو بهذا الدعاء إلا الله تبارك وتعالى وأن لا يدعو به لهلاك عدوه إن كان ذا إيمان لو كان فاسقاً أو ظالماً وأن لا يدعو به لأجل الدنيا الدنية كلها. بل يجدر الدعاء به التماساً للتقرب من الله تبارك وتعالى ودفعاً لضرر شياطين الإنس والجن عنه وعن جميع المؤمنين فإن أمكنه أن ينوي القربة في هذا وإلا فالأولى ترك جميع المطالب غير القرب من الله تعالى شأنه.



نمقه بيمناه الداثرة أحوج المربوبين إلى رحمة ربة الغني محمد تقي بن المجلسي الأصفهاني حامداً لله تعالى ومصلياً على سيد الأنبياء وأوصيائه النجباء الأصفياء قال والد شيخي: فأخذت منه هذه النسخة من الدعاء على تصحيح الإمام (ع) وأجازني بروايته عن الإمام (ع) وهو أجاز ولده الذي هو شيخي المذكور طاب ثراه وكان ذلك الدعاء من حملة إجازات شيخي لي وقد مضى علي وأنا به أربعون سنة ورأيت منه خيراً وفيراً.



ثم ذكر قصة منام السيد وأنه قيل له في المنام عجل بالذهاب إلى كربلاء فقد دنا أهلك وهذا الدعاء موجود بالنحو المذكور في المجلد التاسع عشر من (بحار الأنوار).

قطعة سكر
12-27-2010, 08:28 AM
الحكاية الثامنة : وتشتمل على ادعية الفرج



ذكر السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب (فرج المهموم) وذكر العلامة المجلسي في (البحار) عن كتاب (الدلائل) للشيخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري أنه قال:



حدثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري قال حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال:



تقلدت عملاً من أبي منصور بن صالحان وجرى بيني وبينه ما أوجب استشاري فطلبني وأخافني فمكثت مستتراً خائفاً ثم قصدت مقابر قريش (أي مرقد الكاظم (ع) ليلة الجمعة واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر فسألت أبا جعفر القيم أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما أريده من الدعاء والمسألة وآمن من دخول إنسان مما لم آمنه وخفت من لقائي له، ففعل وقفل الأبواب وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ومكثت أدعو وأزور وأصلي.



فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطأ عند مولانا موسى (ع) وإذا رجل يزور فسلم على آدم وأولي العزم ثم الأئمة واحداً واحداً إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان (ع) فلم يذكره فعجبت من ذلك وقلت: لعله نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب الرجل.



فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر (ع) فزار مثل تلك الزيارة وذلك السلام وصلى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه ورأيته شاباً تاماً من الرجال عليه ثياب بيض وعمامة محنك بذؤابة ورائده على كتفه مسبل فقال يا أبا الحسن بن أبي البغل أين أنت من دعاء الفرج؟ فقلت: وما هو يا سيدي؟ فقال: تصلي ركعتين وتقول:



﴿يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر يا عظيم المن يا كريم الصفح يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا منتهى كل نجوى يا غاية كل شكوى يا عون كل مستعين يا مبتدئاً قبل استحقاقها يا رباه (عشره مرات) يا غاية رغبتاه (عشره مرات) أسألك بحق هذه الأسماء وبحق محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام) إلا ما كشفت كربي ونفسي همي وفرجت غمي وأصلحت حالي﴾.



وتدعو بعد ذلك ما شئت وتسأل حاجتك ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وتقول مئة مرة في سجودك: ( يا محمد يا علي يا علي يا محمد أكفياني فإنكما كافياي وانصراني فإنكما ناصراي).



وتضع خدك الأيسر على الأرض وتقول مئة مرة: (أدركني) وتكررها كثيراً وتقول: ( الغوث الغوث الغوث) حتى ينقطع النفس وترفع رأسك فإن الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله.



فلما شغلت بالصلاة والدعاء خرج فلما فرغت خرجت إلى أبي جعفر لأسأله عن الرجل وكيف دخل فرأيت البواب على حالها مغلقه مقفلة فعجبت من ذلك وقلت:



لعله بات ههنا ولم أعلم فانتهيت إلى أبي جعفر القيم فخرج إلى من بيت الزيت (أي الحجرة حيث محل زيت السراج) فسألته عن الرجل ودخوله فقال الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتها فحدثته بالحديث فقال: هذا مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) وقد شاهدته مراراً في مثل هذه الليلة عند خلو المرقد من الناس.



فتأسفت على ما فاتني منه، وخرجت عند اقتراب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستتراً فيه فما أضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي ويسألون عني أصدقائي عنده، فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه وقال:



انتهت بك الحال أن تشكوني إلى صاحب الزمان (صلوات الله عليه)؟ فقلت قد كان مني دعاء ومسألة فقال ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان (صلوات الله عليه) في النوم يعنى ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل ويجفو علي جفوة خفتها.



فقلت: لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق ومنتهى الحق رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي كذا كذا وشرحت ما رأيته في المشهد فتعجب من ذلك وجرت منه بحقي أمور عظام حسان بهذا المعنى وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه.

قطعة سكر
12-27-2010, 08:30 AM
الحكاية التاسعة : تشرف السيد عمر بن حمزة بلقائه (ع)



قال الشيخ الجليل والأمير الزاهد ورام بن أبي فراس في آخر المجلد الثاني في كتاب (تنبيه الخاطر) حدثني السيد الجليل الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني عن علي بن علي بن نما: قال حدثنا الحسن بن علي بن حمزة الاقساسي في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدائني العلوي قال:



كان بالكوفة شيخ قصار وكان موسوماً بالزهد منخرطاً في سلك السياحة متبتلاً للعبادة مقتفياً للآثار الصالحة فاتفق يوماً أنني كنت بمجلس والدي وكان هذا الشيخ يحدثه وهو مقبل عليه.



قال الشيخ: كنت ذات ليلة بمسجد جعفي وهو مسجد قديم في ظاهر الكوفة وقد انتصف الليل وأنا بمفردي فيه للخلوة والعبادة إذ أقبل على ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد فلما توسطوا صرحته جلس أحدهم ثم مسح الأرض بيده يمنة ويسرة فخضخض الماء ونبع فأسبغ الوضوء منه ثم أشار إلى الشخصين الآخرين بإسباغ الضوء فتوضأ ثم تقدم فصلى بهما إماماً فصليت معهم مؤتماً به. فلما سلم وقضى صلاته بهرني حاله واستعظمت فعله من أنباع الماء فسألت الشخص الذي كان منهما على يميني عن الرجل فقلت له: من هذا؟ فقال لي هذا صاحب الأمر ولد الحسن (ع) فدنوت منه وقبلت يديه، وقلت له يا ابن رسول ما تقول في الشريف عمر بن حمزة هل هو على الحق؟ فقال: لا وربما اهتدى إلا أنه لا يموت حتى يراني.



قال فاستطرفنا هذا الحديث من الشيخ فمضت برهة طويلة فتوفي الشريف عمر ولم سمع أنه لقيه فلما اجتمعت بالشيخ الزاهد أذكرته بالحكاية التي كان ذكرها وقلت له مثل الراد عليه: ألست كنت ذكرت أن هذا الشريف لا يموت حتى يرى صاحب الأمر الذي أشرت إلية؟ فقال لي: ومن أين علمت أنه لم يراه؟



ثم إنني اجتمعت فيما بعد بالشريف بي المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة وتفاوضنا أحاديث والده فقال إنا كنا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي وهو في مرضه الذي مات فيه وقد سقطت قوته وخفت صوته والأبواب مغلقة علينا إذ دخل علينا شخصاً هبناه واستطرفنا دخوله وذهلنا عن سؤاله فجلس إلى جنب والدي وجعل يحدثه ملياً ووالدي يبكي ثم نهض.



فلما غاب عن أعيننا تحامل والدي وقال أجلسوني فأجلسناه وفتح عينيه وقال: أين الشخص الذي كان عندي؟ فقلنا خرج من حيث أتى فقال أطلبوه فذهبنا في أثره فوجدنا الأبواب مغلقة ولم نجد له أثراً فعدنا إليه فأخبرناه بحاله وأنا لم نجده وسألناه عنه فقال هذا صاحب الأمر ثم عاد إلى ثقله في المرض وأغمي عليه.

قطعة سكر
12-27-2010, 08:32 AM
الحكاية العاشرة : حكاية ابي راجح الحمامي


ذكر المجلسي (ره) في (البحار) نقلاً عن كتاب (السلطان المفرج عن أهل الإيمان) تأليف العالم الكامل السيد علي بن عبد الحميد النيلي النجفي قال علي بن عبد الحميد عند ذكر من رأى القائم (ع) السلام:



فمن ذلك ما اشتهر وذاع وملأ بقاع وشهد بالعيان أبناء الزمان وهو قصة أبي راجح الحمامي بالحلة وقد حكي ذلك جماعة من الأعيان الأماثل وأهل الصدق الأفاضل ومنهم الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون سلمه الله تعالى قال:



كان الحاكم بالحلة شخصاً يدعى مرجان الصغير وكان ناصبياً فرفع إليه أن أبا راجح هذا يسب الصحابة فأحضره وأمر بضربه فضرب ضرباً شديداً مهلكاً على جميع بدنه حتى أنه خرب على وجهه فسقطت ثناياه وأخرج لسانه فجعل فيه مسلة من الحديد وخرق أنفه ووضع فيه حبل من الشعر وشد فيه حبل آخر وآمر بأن يجر منه فيدار به أزقة الحلة فداروا به والضرب يأخذ من جوانبه حتى سقط إلى الأرض وعاين الهلاك.



وأخبر الحاكم بذلك فأمر بقتله فقال الحاضرون إنه شيخ كبير وقد حصل له ما يكفيه وهو ميت لما به فاتركه يموت حتفه أنفه ولا تتقلد بدمه وبالغوافي ذلك حتى أمر بتخليه وقد انتفخ وجهه ولسانه فنقله أهله ولم يشك أحد أنه يموت من ليلته.



فلما كان من الغد غدا عليه الناس فإذا هو قائم يصلي على أتم حالة وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت واندملت جراحاته ولم يبق لها أثر والشجة قد زالت من وجهه.



فعجب الناس من حاله وسألوه عن أمر فقال: إني لما عاينت الموت ولم يبق لي لسان أسال الله تعالى به فقد كنت أسأله بقلبي، واستغثت بسيدي ومولاي صاحب الزمان (ع) فلما جن علي الليل إذا بالدار قد امتلأت نوراً وإذا بمولاي صاحب الزمان قد أمر يده الشريفة على وجهي وقال لي: اخرج وكد على عيالك فقد عافاك الله تعالى فأصبحت كما ترون.



وحكي الشيخ شمس الدين محمد بن قارون المذكور قال وأقسم بالله تعالى إن أبا راجح هذا كان ضعيفاً جداً ضعيف التركيب أصفر اللون شين الوجه مقرض اللحية وكنت دائماً أدخل الحمام الذي هو فيه وكنت دائماً أراه على هذه الحالة وهذا الشكل فلما أصبحت كنت ممن دخل عليه فرأيته وقد اشتدت قوته وانتصبت قامته وطالت لحيته واحمر وجهه وعاد كأنه ابن عشرين سنة ولم يزل على ذلك حتى أدركته الوفاة.



ولما شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاكم وأحضر عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة وهو الآن على ضدها كما وصفناه ولم ير لجراحاته أثراً وثناياه قد عادت فداخل الحاكم في ذلك رعب العظيم.



وكان يجلس في مقام الإمام (ع) في الحلة ويعطي ظهره القبلة الشريفة فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها وعاد يتطلف بأهل الحلة ويتجاوز عن مسيئهم ويحسن إلى محسنهم ولم ينفعه ذلك بل لم يلبث في ذلك إلا قليلاً حتى مات.

قطعة سكر
12-27-2010, 08:42 AM
الحكاية العاشرة : حكاية ابي راجح الحمامي


ذكر المجلسي (ره) في (البحار) نقلاً عن كتاب (السلطان المفرج عن أهل الإيمان) تأليف العالم الكامل السيد علي بن عبد الحميد النيلي النجفي قال علي بن عبد الحميد عند ذكر من رأى القائم (ع) السلام:



فمن ذلك ما اشتهر وذاع وملأ بقاع وشهد بالعيان أبناء الزمان وهو قصة أبي راجح الحمامي بالحلة وقد حكي ذلك جماعة من الأعيان الأماثل وأهل الصدق الأفاضل ومنهم الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون سلمه الله تعالى قال:



كان الحاكم بالحلة شخصاً يدعى مرجان الصغير وكان ناصبياً فرفع إليه أن أبا راجح هذا يسب الصحابة فأحضره وأمر بضربه فضرب ضرباً شديداً مهلكاً على جميع بدنه حتى أنه خرب على وجهه فسقطت ثناياه وأخرج لسانه فجعل فيه مسلة من الحديد وخرق أنفه ووضع فيه حبل من الشعر وشد فيه حبل آخر وآمر بأن يجر منه فيدار به أزقة الحلة فداروا به والضرب يأخذ من جوانبه حتى سقط إلى الأرض وعاين الهلاك.



وأخبر الحاكم بذلك فأمر بقتله فقال الحاضرون إنه شيخ كبير وقد حصل له ما يكفيه وهو ميت لما به فاتركه يموت حتفه أنفه ولا تتقلد بدمه وبالغوافي ذلك حتى أمر بتخليه وقد انتفخ وجهه ولسانه فنقله أهله ولم يشك أحد أنه يموت من ليلته.



فلما كان من الغد غدا عليه الناس فإذا هو قائم يصلي على أتم حالة وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت واندملت جراحاته ولم يبق لها أثر والشجة قد زالت من وجهه.



فعجب الناس من حاله وسألوه عن أمر فقال: إني لما عاينت الموت ولم يبق لي لسان أسال الله تعالى به فقد كنت أسأله بقلبي، واستغثت بسيدي ومولاي صاحب الزمان (ع) فلما جن علي الليل إذا بالدار قد امتلأت نوراً وإذا بمولاي صاحب الزمان قد أمر يده الشريفة على وجهي وقال لي: اخرج وكد على عيالك فقد عافاك الله تعالى فأصبحت كما ترون.



وحكي الشيخ شمس الدين محمد بن قارون المذكور قال وأقسم بالله تعالى إن أبا راجح هذا كان ضعيفاً جداً ضعيف التركيب أصفر اللون شين الوجه مقرض اللحية وكنت دائماً أدخل الحمام الذي هو فيه وكنت دائماً أراه على هذه الحالة وهذا الشكل فلما أصبحت كنت ممن دخل عليه فرأيته وقد اشتدت قوته وانتصبت قامته وطالت لحيته واحمر وجهه وعاد كأنه ابن عشرين سنة ولم يزل على ذلك حتى أدركته الوفاة.



ولما شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاكم وأحضر عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة وهو الآن على ضدها كما وصفناه ولم ير لجراحاته أثراً وثناياه قد عادت فداخل الحاكم في ذلك رعب العظيم.



وكان يجلس في مقام الإمام (ع) في الحلة ويعطي ظهره القبلة الشريفة فصار بعد ذلك يجلس ويستقبلها وعاد يتطلف بأهل الحلة ويتجاوز عن مسيئهم ويحسن إلى محسنهم ولم ينفعه ذلك بل لم يلبث في ذلك إلا قليلاً حتى مات.

جنان الخلد
12-27-2010, 02:41 PM
الف شكر لكـ قطعة سكر

على هذه القصص الرائعه جزاكي الله خيرا

قطعة سكر
12-27-2010, 03:06 PM
http://i51.servimg.com/u/f51/12/21/93/94/y610.gif

أغاريد
12-27-2010, 11:45 PM
جزيت خيراااااا وفي موازين حسناتك
قطعة سكر وعسى حياة العسل حليفك
قصصص رااااااائعه عن امام راااااااااائع
يارب يجعلنا واياك ممن ينصرونه والثبات على الولايه لجده عليااااااا عليهم السلام جميعاااااااااااا

قطعة سكر
01-05-2011, 08:04 AM
الحكاية الحادية عشر : حكاية الكاشاني المريض وشفائه ببركته (ع)



وجاء في البحار أيضاً أخبرني جماعة من أهل النجف الأشرف أن رجلاً من أهل كاشان أتي النجف متوجهاً إلى بيت الله الحرام فاعتل علة شديدة حتى يبست رجلاه ولم يقدر على المشي فخلفه رفقاؤه عند رجل من الصلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيط بالروضة المقدسة وذهبوا إلى الحج.



فكان هذا الرجل النجفي يغلق عليه الباب كل يوم ويذهب إلى الصحاري للتنزه ولطلب الدراري التي تؤخذ منها فقال له في بعض الأيام إني قد ضاق صدري واستوحشت من هذا المكان فاذهب بي اليوم واطرحني في مكان واذهب حيث شئت.



قال الكاشاني فأجابني إلى ذلك وحملني وذهب بي إلى مقام خارج النجف يقال له مقام القائم (ع) فأجلسني هناك وغسل قميصه في الحوض وطرحه على شجرة كانت هناك وذهب إلى الصحراء وبقيت وحدي مغموماً أفكر في ما يؤول إليه أمري فإذا أنا بشاب صبيح الوجه أسمر اللون دخل الصحن وسلم علي وذهب إلى بيت المقام وصلى عند المحراب ركعات بخضوع وخشوع لم أر مثله قط، فلما فرغ من الصلاة أتاني وسألني عن حالي فقلت له ابتليت ببلية ضقت بها لا يشفيني الله فأسلم منها ولا يذهب بي فأستريح فقال لا تحزن سيعطيك الله كليهما وذهب.



فلما خرج رأيت القميص وقد وقع على الأرض فقمت وأخذته وغسلته وطرحته على الشجرة وتفكرت في أمري وقلت كنت لا أقدر على القيام والحركة فكيف صرت هكذا؟ فنظرت إلى نفسي فلم أجد شيئاً مما كان بي فعلمت أنه كان القائم (صلوات الله عليه) فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحداً فندمت ندامة شديدة.



فلما أتاني صاحب الحجرة سألني عن حالي وتحير في أمري فأخبرته بما جرى فتحسر على ما فات منه ومني ومشيت معه إلى الحجرة.



قال الرواة: وبقي الرجل سالماً حتى عاد الحجاج وعاد رفقاؤه وكان معهم مدة ثم مرض ومات ودفن في الصحن المقدس وظهر صحة ما أخبره به (عليه السلام) من وقوع الأمرين معاً.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:06 AM
الحكاية الثانية عشر : حكاية الرمان والوزير الناصبي بالبحرين



وجاء في ذلك الكتاب الشريف أيضاً أن بعض الأفاضل الكرام والثقاة الأعلام قال: لما كانت بلدة البحرين تحت حكم الفرنجة جعلوا والياً عليها رجلاً من المسلمين ليكون ادعى إلى تعميرها وأصلح بحال أهلها وكان هذا الوالي من النواصب وله وزير أشد نصباً منه يظهر العداوة لأهل البحرين لحبهم لأهل البيت عليهم السلام ويحتال في إهلاكهم والإضرار بهم بكل حيلة.



فلما كان في بعض الأيام دخل الوزير على الوالي وبيده رمانه فأعطاها الوالي فإذا مكتوب عليها:



(لا إله إلا الله محمد رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول الله).



فتأمل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده أن تكون من صناعة البشر فتعجب من ذلك وقال للوزير هذه آية بينة وحجة قوية على إبطال مذهب الرافضة فما رأيك في أهل البحرين؟ فقال له أصلحك الله إن هؤلاء جماعة متعصبون ينكرون البراهين وينبغي أن تحضرهم وتريهم هذه الرمانة فإن قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك وإن أبو إلا المقام على ضلالتهم فخيرهم بين ثلاث: إما أن يؤدوا الجزية وهم صاغرون أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البينة التي لا محيص عنها أو تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وأولادهم وتأخذ بالغنيمة أموالهم.



فاستحسن الوالي رأيه وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار والنجباء والسادة الأبرار من أهل البحرين وأحضرهم وأراهم الرمانة وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف من القتل والأسر وأخذ الأموال أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفار فتحيروا في أمرهم ولم يقدروا على جواب وتغيرت وجوههم وارتعدت فرائصهم.



فقال كبراؤهم أمهلنا أيها الأمير ثلاثة أيام لعنا نأتيك بجواب ترتضيه وإلا فاحكم فينا ما شئت فأمهلهم فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين متحرين.



فاجتمعوا في مجلس وأجالو الرأي في ذلك فاتفق رأيهم على أن يختاروا من صلحاء البحرين وزهادهم عشرة ففعلوا ثم اختاروا من العشر ثلاثة فقالوا لأحدهم أخرج الليلة إلى الصحراء واعبد الله فيها واستغث بإمام زماننا وحجة الله علينا لعله يبين لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء.



فخرج وبات طوال ليلته متعبداً خاشعاً داعياً باكياً يدعو ويستغيث بالإمام (ع) حتى أصبح ولم ير شيئاً فأتاهم وأخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم فرجع كصاحبة ولم يأتيهم بخير فازداد قلقهم وجزعهم.



فأحضروا الثالث وكان تقياً فاضلاً اسمه محمد بن عيسى فخرج الليلة الثالثة حافياً حاسر الرأس إلى الصحراء وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى وتوسل إلى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البلية عنهم واستغاث بصاحب الزمان.



فلما كان في آخر الليل إذا هو برجل يخاطبه ويقول: يا محمد بن عيسى مالي أراك على هذه الحالة ولماذا خرجت إلى هذه البرية؟ فقال له: أيها الرجل دعني فإني خرجت لأمر عظيم وخطب لا أذكر إلا لإمامي ولا أشكوه إلا إلى من يقدر على كشفه عني.



فقال: يا محمد بن عيسى أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك فقال: إن كنت هو فأنت تعلم قصتي ولا تحتاج إلى أن شرحها لك فقال له نعم خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة وما كتب عليها وما أوعدكم الأمير به.



قال محمد بن عيسى فلما سمعت ذلك توجهت إليه قلت له نعم يا مولاي لأنت تعلم ما أصابنا وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا.



فقال (صلوات الله عليه) يا محمد بن عيسى إن الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شيئاً من الطين على هيئة الرمانة وجعلها نصفين وكتب في داخل كل نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما على الرمانة وشدهما عليها وهي صغيرة فأثر فيها وصارت هكذا فإذا مضيتم غداً إلى الوالي فقل له جئتك بالجواب ولكني لا أبدية لك إلا في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك فترى غرفة فقل للوالي لا أجيبك إلا في تلك الغرفة وسيأبى الوزير ذلك فبالغ أنت في ذلك ولا ترض إلا بالصعود غليها فإذا صعد فاصعد معه ولا تتركه يتقدم عليك فإذا دخلت الغرفة رأيت فيها كوة فيها كيس أبيض فانهض إليه وخذ ترفيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ثم ضعها أمام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له جلية الحال.



يا محمد بن عيسى قل للوالي أيضاً إن لدينا معجزة أخرى وهي أن هذه الرمانة ليس فيها إلا الرماد والدخان وإن أردت صحة ذلك فمر الوزير بكسرها فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته.



فلما سمع محمد بن عيسى ذلك من الإمام فرح فرحاً شديداً وقبل الأرض بين يدي الإمام (صلوات الله عليه) وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور.



فلما أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمد بن عيسى كل ما أمره الإمام وظهر كل ما أخبره فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى وقال له من أخبرك بهذا؟ فقال: إمام زماننا وحجة الله علينا فقال ومن إمامكم؟ فأخبره بالأئمة واحداً بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الأمر (صلوات الله عليهم).



فقال الوالي: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن الخليفة من بعده بلا فصل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ثم أقر بالأئمة إلى آخرهم (عليهم السلام) وحسن إيمانه.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:08 AM
الحكاية الثالثة عشر : مناظرة رجل من الشيعة رجل من السنة



ذكر العالم الفاضل الخبير الميرزا عبدالله الأصفهاني تلميذ العلامة المجلسي (ره) في الفصل الثاني من خاتمة القسم الأول من كتاب (رياض العلماء) أن الشيخ أبا القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي هو الفاضل العالم الكامل المعروف بالحاسمي وهو من كبار مشايخ أصحابنا ويظهر أنه من قدماء الأصحاب.



وقال الأمير السيد الحسين العاملي المعروف بالمجتهد المعاصر للسلطان الشاه عباس الماضي الصفوي في أواخر رسالته التي ألفها في أحوال أهل الخلاف في الدنيا والآخرة في مقام الحديث عن بعض المناظرات الواقعة بين الشيعة وأهل السنة ما نصه:



الثانية منها حكاية غريبة وقعت في البلدة الطيبة همدان بين شيعي اثني عشر وبين شخص سني رأيتها في كتاب قديم يحتمل حسب العادة أن تاريخ كتابته يعود إلى ثلاثمائة سنة قبل الآن وجاء فيه:



قامت بين بعض علماء الشيعة ألاثني عشرية واسمه أبو القاسم محمد بن أبي القاسم الحاسمي وبين بعض علماء أهل السنة واسمه رفيع الدين الحسين صداقة وصحبة قديمتان وشراكة في الأموال ومخالطة في أكثر الأحوال وفي الأسفار ولم يكن أحدهما ليخفي مذهبه عن صاحبه وكان أبو القاسم يدعو رفيع الدين مازحاً بالنصب كما ينسب رفيع الدين أبا القاسم إلى الرفض ولم يقع بينهما خلال صحبتهما أي بحث في المذهب إلى أن اتفق لهما يوماً أن تبادلا الكلام في ذلك وكانا في مسجد بلدة همدان الذي يقال له المسجد العتيق وأثناء الكلام جعل رفيع الدين الحسين يفضل فلاناً وفلاناً على أمير المؤمنين (ع) ورد عليه أبو القاسم ففصل أمير المؤمنين (ع) على فلان وفلان واستدل أبو القاسم على صحة مذهبه بذكر الآيات والأحاديث الكثيرة وذكر المقامات والكرامات والمعجزات التي صدرت عنه (ع) بينما جعل رفيع الدين يعكس الأمر، ويستدل على فضل أبي بكر على علي (ع) بصحبة النبي (ص) له في الغار ودعوته إياه بالصديق الأكبر بين المهاجرين والأنصار وأنه خص من بينهم بالمصاهرة والخلافة والإمامة كما أورد عن النبي (ص) حديثين في شأن أبي بكر وأحدهما أنه منه بمنزل القميص... الخ والآخر أنه (ص) ينصر باثنين بعده أبي بكر وعمر فلما سمع أبو القاسم مقالته قال له: بأي وجه وسبب تفضل أبا بكر والإنس الأوصياء وسند الأولياء وحامل اللواء وعلى إمام الجن والإنس قسيم الجنة والنار في حين أنك تعلمت أن علياً (ع) هو الصديق الأكبر والفاروق الأزهر وهو أخو رسول الله (ص) وزوج البتول؟ وتعلم أيضا أنه عندما خرج رسول (ص) نحو الغار هارباً من الظلمة والفجرة الكفار نام في فراشة وشاركه في العسر والفقر وأن رسول الله (ص) سد أبواب الصحابة إلى المسجد إلا باب علي (ع) وأنه رفع علياً (ع) على كتفه فحطم الأصنام في فجر الإسلام وأن الله عز وجل زوجه من فاطمة (ع) في الملأ الأعلى وأنه قاتل عمرو بن عبد ود العامري وفاتح خبير وأنه لم يشرك بالله طرفة عين على نقيض أولئك الثلاثة وتعلم أن رسول الله (ص) شبهه بالأنبياء الأربعة حيث قال:



من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في شدته وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب.



فمع هذه الفضائل والكمالات الظاهرة الباهرة إلى قرابته من رسول الله (ص) إلى رد الشمس له كيف يعقل أو يجوز تفضيل أبي بكر على علي (ع)؟! فلما سمع رفيع الدين مقالة صاحبة وظهور فضل علي (ع) على أبي بكر تزعزع ما كان يربطه بأبي القاسم من علاقة خاصة وتبادلاً كلاماً قال رفيع الدين بعده:



أترضى بحكم أول داخل إلى هذا المسجد فإلى أينا حكم رضينا حكمه؟



تردد أبو القاسم هنيئة فهو يعرف تماما مذهب أهل الحمدان وأنهم من أهل السنة فخاف من هذا الشرط لكنه أمام إلحاح صاحبه قبل بالشرط على مضض ولم يمض إلا قليل حتى ظهر شاب تبدو عليه مخايل النجابه والجلالة وكان يبدو من حالته أنه قادم من سفر ودخل الشاب المسجد وطاف فيه وبعد الطواف دنا منهما فسارع رفيع الدين إليه وهو يضطرب وبعد السلام على الشاب عرض عليه ما كان بينه وبين صاحبه وبالغ في إظهار مذهبه إلى الشاب مشفعاً أقواله بالإيمان المؤكده وأقسم عليه أن يقول ما يعتقد واقعاً فبادر الشاب دون توقف فأنشد هذين البيتين:



ومتى أقل مولاي أفضل منهما أكن للذي فضلته متـنقــــصاً.

ألم تر أن السيف يزري بحده مقالك هذا السيف أحدى من العصا



وبعد أن فرغ الشاب من قراءة البيتين وأبو القاسم ورفيع الدين في ذهول مما رأياه من فصاحته وبلاغته أراد معرفة المزيد عن حاله لكنه غاب عن ناظريهما ولم يجد له أثراً فما كان من رفيع الدين بعد أن رأى ما رأى إلا أن تخلى عن مذهبه وقال بالإمامة الأثني عشرية.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:09 AM
الحكاية الرابعة عشر : شفاء الشيخ الحر العاملي من مرضه ببركته (ع)



قال المحدث الجليل الحر العاملي في (إثبات الهداة) كنت في عصر الصبا وسني عشر سنين أو نحوها حين أصابتي مرض شديد جداً حتى اجتمع أهلي وأقاربي وبكوا وتهيأوا للتعزية وأيقنوا أني أموت تلك الليلة فرأيت النبي والأئمة الأثني عشر (صلوات الله عليهم) وأنا فيما بين النائم واليقظان فسلمت عليهم وصافحتهم واحداً واحداً وجاء بيني وبين الصادق (ع) كلام ولم يبق في خاطري إلا أنه دعا لي.



فلما سلمت على صاحب الأمر (ع) وصافحته بكيت وقلتك يا مولاي أخاف أن أموت في هذا المرض ولم أقض وطري من العلم والعمل فقال (ع) لا تخف فإنك لا تموت في هذا المرض بل يشفيك الله وتعمر عمراً طويلاً ثم ناولني قدحاً كان في يده فشربت منه وأفقت في الحال وزال عني المرض بالكلية وجلست وتعجب أهلي وأقاربي ولم أحدثهم بما رأيت بعد أيام.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:10 AM
الحكاية الخامسة عشر : لقاء المقدس الأردبيلي بالقائم (ع)



قال المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية) أخبرني أوثق مشايخي في العلم والعمل وكان تلميذاً لمولاي الأردبيلي من أهل (تفرش) واسمه الأمير علام وكان في غاية الزهد والورع قال:


كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة بالغري واتفق لي ذات ليلة أن خرجت بعد أن فرغت من المطالعة وكان قد ذهب كثير من الليل فبينا أنا أجول في الصحن رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة المقدسة فتساءلت إن كان الرجل من لصوص القناديل فأقبلت نحوه فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي (قدس الله روحه) فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مقفلاً فانفتح له عند وصوله إليه وجرى مثل ذلك عند الباب الثاني والثالث حتى دخل الروضة المقدسة فسلم ورد عليه السلام صوت من جهة القبر الشريف وسمعته يحدث الإمام (ع) في مسألة علمية


ثم خرج فمشيت خلفه حتى خلف الغري متوجهاً نحو مسجد الكوفة فكنت خلفه بحيث لا يراني حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين (ع) عنده فسمعته يتكلم مع أحدهم في المسألة نفسها ثم خرج من المسجد ورجع أدراجة ورجعت خلفه وهو لا يراني وعندما وصل إلى بوابة البلدة كان الصبح قد أسفر فأظهرت نفسي له وقلت يا مولانا لقد كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن وأقسم عليك ألا أخبرتني بما جرى عليك ومن هو الشخص الأول الذي كلمته ومن هو الثاني؟



فقال: أخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمت حياً فلما توثق ذلك مني قال كنت أفكر في بعض المسائل وقد استغلقت علي فوقع في قلبي أن أتى أمير المؤمنين (ع) وأساله عن ذلك ولما فعلت أحالني (ع) إلى صاحب الزمان (ع) وقال: ائت مسجد الكوفة فالقائم هناك هذه الليلة وإنه إمام زمانك فسله مسألتك.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:11 AM
الحكاية السادسة عشر : المرحوم محمد تقي المجلسي



جاء في (شرح من لا يحضره الفقيه) ضمن ترجمة المتوكل بن عمير راوي الصحيفة السجادية الكاملة قال رحمة الله:



كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة الله تعالى وساعياً في طلب رضاه عز وجل ولم يكن لي قرار بذكره إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أن صاحب الزمان (ع) كان واقفاً في الجامع القديم بأصفهان قريباً من باب الطنابي الذي هو الآن مدرسي فسلمت عليه وأردت أن أقبل رجله فلم يدعني فقبلت يده وسألته مسائل قد أشكلت علي منها أني كنت أوسوس في صلاتي وكنت أقول إنها ليست كما طلبت مني وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني إتيان صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي (رحمه الله تعالى) فقال: صلى صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل فسألت الحجة (ع) أصلي صلاة الليل؟ فقال صلها ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.





ثم قلت: يا مولاي لا يتيسر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت فأعطني كتاباً أعمل عليه دائماً فقال (ع): أعطيت لأجلك كتاباً إلى المولى محمد التاج وكنت أعرفه في النوم وقال (ع) اذهب وخذه منه فخرجت من باب المسجد إلى ذلك الشخص فلما رآني قال لي بعثك الصاحب (ع) إلي؟ قلت نعم فأخرج من جيبه كتاباً قديماً فلما فتحته ظهر لي أنه كتاب الدعاء فقبلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجهاً إلى الصاحب (ع) وهنا انتهت من النوم ولم يكن معي ذلك الكتاب.



فشرعت في التضرع والبكاء لفوات ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلاة والتعقيب وقع في خاطري أن مولانا محمد التاج هو الشيخ البهائي نفسه وأن تسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء فجئت إلى مدرسه وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلاً بمقابلة الصحيفة (السجادية) وكان معه القارئ السيد صالح أمير ذو الفقار الكالبايكاني فجلست ساعة حتى فرغ من عمله والظاهر أن كلامهما كان في سند الصحيفة لكن للغم الذي أن عندي لم أفهم كلامهما وكنت أبكي فتوجهت إلى الشيخ وقصصت عليه رؤياي وأنا أبكي لفوات الكتاب فقال الشيخ أبشر بالعلوم الإلهية والمعارف اليقينية وجميع ما كنت تطلب دائماً وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوف وكان مائلاً إليه.



فلم يسكن قلبي وخرجت باكياً متفكراً فألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم فلما وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلاً صالحاً اسمه آغا حسن فأتيته وسلمت عليه فقال الكتب الوقفية عندي وكل من يأخذ منها من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف ولعلك تعمل بها أنظر إلى هذه الكتب فما احتجت إليه منها فخذه فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم فشرعت في البكاء وقلت هذا يكفيني وليس في بالي أني ذكرت له المنام أم لا ثم أتيت إلى الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته التي متبها جد أبيه عن نسخه الشهيد وكان الشهيد (ره) قد كتب نسخته عن نسخه عميد الرؤساء وابن السكون وكان قابلها مع نسخه ابن إدريس واسطة أو بواسطة واحدة.



وكانت النسخة التي أعطا فيها الصاحب (ع) مكتوبة بخط الشهيد وكانت موفقة لها غاية الموافقة حتى في النسخ التي كان مكتوباً على هامشها وبعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة مع النسخة التي عندي وببركة عطاء الحجة (ع) صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس الطالعة في كل بيت، وسيما في إصفهان فإن لدى أكثر الناس صحائف متعددة وأكثرهم صلحاء ومن أهل الدعاء وكثير منهم مستجابوا الدعوة وهذه آثار إعجاز صاحب الأمر (ع) وما أعطانيه الله تعالى من العلوم بسبب الصحيفة لا أحصيها.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:13 AM
الحكاية السابعة عشر : الورد والخرابات



قال العلامة المجلسي في (البحار) أخبرني جماعة عن السيد السند الفاضل الميرزا محمد الاسترابادي (نور الله مرقده) أنه قال:



إنني كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه فأخذ في الطواف فلما قرب مني أعطاني باقة ورد أحمر في غير أوانه فأخذته منه وشممته وقلت له: من أين يا سيدي؟ قال: من الخرابات ثم غاب عني فلم أره

قطعة سكر
01-05-2011, 08:14 AM
الحكاية الثامنة عشر : تشرف الشيخ قاسم بلقائه (ع)



قال الفاضل المتبحر السيد علي خان الحويزي حدثني رجل من ذوي الإيمان من أهل بلادنا يقال له الشيخ قاسم وكان كثير السفر إلى الحج قال:



تعبت يوماً من المشي فنمت تحت شجرة فطال نومي ومضى عني الحاج كثيراً فلما انتبهت علمت من الوقت أن نومي قد طال وأن الحاج بعد عني وصرت لا أدري إلى أين أتوجه فمشيت على جهة وأنا أصيح بأعلى صوتي يا أبا صالح قاصداً بذلك صاحب الأمر (ع) كما ذكره ابن طاووس في كتاب (الأمان) فيما يقال عند إضلال الطريق.



فبينا أنا أصيح كذلك إذا براكب على ناقة وهو على زي البدو فلما رآني قال لي أنت منقطع عن الحاج؟ فقلت: نعم فقال اركب خلفي لألحقك بهم فركبت خلفه فلم يكن إلا ساعة وإذا قد أدركنا الحاج فلما قربنا أنزلني وقال لي امض لشأنك فقلت له العطش قد أضر بي فأخرج من شداده ركوه فيها ماء وسقاني منه فوالله إنه ألذ وأعذب ماء شربته.



ثم أني مشيت حتى دخلت الحاج والتفت إليه فلم أره ولا رأيته في الحاج قبل ذلك ولا بعده حتى رجعنا.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:15 AM
الحكاية التاسعة عشر : استغاثة رجل سني بالقائم (ع) وإغاثته له..




حدثني العالم الجليل والحبر النبيل مجمع الفضائل والفواضل الصفي الوفي المولى علي الرشتي طاب ثراه وكان عالما براً تقياً زاهداً حاوياً لأنواع العلم بصيراً ناقداً من تلامذة خاتم المحققين الشيخ المرتضى أعلى الله مقامه والسيد السند الأستاذ الأعظم دام ظله ولما طالت شكوى أهل بلاد (لار) ونواحيها إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم أرسله إليهم وعاش فيهم سعيداً ومات هناك حميداً (رحمه الله) وقد صاحبته مدة سفراً وحضراً ولم أجد في خلقه وفضله نظيراً إلا يسراً.



قال: رجعت مرة من زيارة أبي عبدالله (ع) عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات فلما ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربلاء وطويريج رأيت أن ركابها من أهل الحلة ومن طويرج تفترق طريق الحلة والنجف واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح ورأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم عليه آثار السكينة والوقار فلا يمازح ولا يضحك وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى محل كان الماء فيه قليلاً فأخرجنا صاحب السفينة فكنا نمشي على شاطئ النهر.



فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه وذمهم إياه وقدحهم فيه فقال هؤلاء من أقاربي من أهل السنة وأبي منهم وأمي من أهل الإيمان وكنت أيضاً منهم ولكن الله من علي بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان (ع) فسألته عن كيفية إيمانه فقال:



اسمي ياقوت وأنا أبيع الدهن عند جسر الحلة فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن من أهل البراري خارج الحلة فبعدت عنها بمراحل إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت أريده منه وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلة ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهت فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جميعاً وكان طريقنا في برية قفر ذات سباع كثيرة ليس في أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثيرة فقمت وجعلت الحمل على الحمار ومشيت خلفه فضل عني الطريق وبقيت خائفاً من السباع والعطش فأخذت استغيث بالخلفاء والمشايخ واسألهم الإعانة وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى وتضرعت كثيراً فلم يظهر منهم شيء فقلت في نفسي إني سمعت من أمي أنها كانت تقول إن لنا إماماً حياً يكن أبا الصالح يرشد الضال ويغيث الملهوف ويعين الضعيف فعاهدت الله تعالى عن ان استغثت به فأغاثني أن أدخل في دين أمي.



فناديته واستغثت به فإذا برجل من جانبي وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء وكانت خضرتها مثل خضرة هذه النبات وأشار إلى نبات على حافة النهر ثم دلني على الطريق وأمرني بالدخول في دين أمي. وذكر كلمات نسيته وقال ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جميعاً من الشيعة فقلت: يا سيدي أنت لا تجيء معي إلى هذه القرية؟ فقال لا لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ثم غاب عني فما مشيت إلا قليلا حتى وصلت إلى القرية وكانت على مسافة بعيدة ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.



فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طاب ثراه وذكرت له القصة فعلمني معالم ديني فسألته عملاً أتوصل به إلى لقائه (ع) مرة أخرى فقال: زر أبا عبدالله (ع) أربعين ليلة جمعة.



قال: فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة فذهبت من الحلة يوم الخميس فلما وصلت إلى باب البلد إذا جماعة من أعوان الظالمين يطالبون الواردين بالتذكرة وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها متحيراً والناس متزاحمون على الباب فأردت مراراً أن أتخفى وأجوز عنهم فيما تيسر لي وإذ بصاحبي صاحب الأمر (ع) في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلما رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب فما رآني أحد فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس فبقيت متحسراً على فراقه عليه السلام.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:16 AM
الحكاية العشرون : لقاء العلامة بحر العلوم به (ع) في مكة



ذكر العالم الجليل الملا زين العابدين السلماسي عن ناظر أمور العلامة بحر العلوم أيام مجاورته بمكة أنذه قال:



كان رحمه الله- مع كونه في بلد الغربه منقطعا عن الأهل والأخوة- قوي القلب في البذل والعطاءً غير مكترث بكثرة المصارف فاتفق في بعض الأيام أننا لم نجد إلى درهم سبيلاً فعرفته الحال وكثرة المؤونة وانعدام المال فلم يقل شيئاً وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار فيجلس في القبة المختصة به فنأتي إليه بالغليان فيشربه ثم يخرج إلى قبة أخرى يجتمع فيها تلامذته من كل المذاهب فيدرس كلاً على مذهبه.



فلما رجع من الطواف في اليوم الذي شكوت إليه في أمسه نفاد النفقة وأحضرت الغليان على العادة إذا بالباب يدقه أحدهم فاضطرب أشد الاضطراب وقال لي خذ الغليان وأخرجه من هذا المكان وقام مسرعاً ففتح الباب ودخل شخص في هيئة الأعراب وجلس في تلك القبة وقعد السيد عند بابها في غاية الذلة والمسكنة والأدب وأشار إلي أن لا أقرب إليه الغليان.



فقعدا ساعة يتحدثان ثم قام فقام السيد مسرعاً وفتح الباب وأركبه على جمله الذي أناخه عنده ومضى لشأنه.



ورجع السيد مغير اللون وناولني براءة وقال: هذه حوالة على رجل صراف قاعد في جبل الصفا فاذهب إليه وخذ منه ما أحيل عليه فأخذتها وأتيت بها إلى الرجل الموصوف فلما نظر إليها قبلها وقال علي بالحماميل (أي الحمالين) فذهبت وأتيت بأربعة حماميل فجاء بالدراهم من الصنف الذي يقال له: (ريال فرانسة) ويساوي الواحد منها خمسة قرانات عجمية ويزيد فحملوها على أكتافهم وأتينا بها إلى الدار.



ولما كان في بعض الأيام ذهبت إلى الصراف لأسأله عن حاله وممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافاً ولا دكاناً فسألت بعض من حضر في ذلك المكان عن الصراف فقال ما عهدنا في هذا المكان صرافاً أبداً وإنما يقعد فيه فلان فعرفت أنه من أسرار الملك المنان وألطاف ولي الرحمن.




يتبع.....

قطعة سكر
01-05-2011, 08:17 AM
الحكاية الحادية والعشرون : لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر



حدثني السيد السند والعالم المعتمد المحقق الخبير والمطلع البصير السيد علي سبط بحر العلوم أعلى الله مقامه وكان عالماً مبرزاً له (البرهان القاطع في شرح النافع) في عدة مجلدات عن الصفي المتقي والثقة الزكي السيد المرتضى صهر السيد علي بنت أخته وكان مصاحباً به في السفر والحضر مواظباً على خدماته في السر والعلانية قال:



كنت معه في (سر من رأى) في بعض أسفار زياراته وكان السيد ينام في حجرة وحده وكانت لي حجرة بجنب حجرته وكنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته بالليل والنهار وكان يجتمع إليه الناس في أول الليل إلى أن يذهب شطر منه فاتفق أنه في بعض الليالي قعد على عادته والناس مجتمعون حوله فرأيته كأنه يكره الاجتماع ويحب الخلوة ويتكلم مع كل واحد بكلام فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج من عنده فتفرق الناس ولم يبق غيري فأمرني بالخروج.



فخرجت إلى حجرتي متفكراً في حالته في تلك الليلة فامتنع عني الرقاد فصبرت زماناً ثم خرجت متخفياً لأتفقد حاله فرأيت باب حجرته مغلقاً.






فنظرت من شق الباب وإذا بالسراج على حاله وليس فيها أحد فدخلت الحجرة فعرفت من وضعها أنه ما نام في تلك الليلة.



فخرجت حافياً متخفياً أطلب خبره وأقفوا أثره فدخلت الصحن الشريف فرأيت أبواب قبة العسكريين مغلقة فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد له أثراَ فدخلت صحن السرداب فرأيته مفتح الأبواب فنزلت الدرج متأنياً بحيث لا يسمع مني حس ولا حركة فسمعت همهمة من صفة السرداب كأن أحداً يتكلم مع آخر ولم أميز الكلمات إلى أن بقي من الدرجات ثلاث أو أربع وكان دبيبي النملة في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء فإذا بالسيد قد نادى من مكانه هناك يا سيد مرتضى ما تصنع؟ ولم خرجت من المنزل؟



فبقيت متحيراً ساكناً كالخشب المسنده وعزمت على الرجوع قبل الجواب ثم قلت في نفسي كيف تخفي حالك على من عرفك من غير طريق الحواس؟ فأجبته متعذراً نادماً ونزلت في خلال الاعتذار إلى حيث شاهدت الصفة فرأيته وحده واقفاً تجاه القبلة ليس لغيره هناك أثر، فعرفت أنه يناجي الغائب عن أبصار البشر (صلوات الله عليه).

قطعة سكر
01-05-2011, 08:25 AM
الحكاية الثانية والعشرون : في تأكيده (ع) على خدمة الأب المسن



ذكر العالم العامل والفاضل الكامل قدوة الصلحاء السيد محمد الموسوي الرضوي النجفي المعروف بالهندي وكان من العلماء المتقين يؤم الجماعة في حرم أمير المؤمنين (ع) عن العالم الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي الكاظمي المجاور بالنجف الأشرف عن رجل صادق اللهجة كان حلاقاً وله أب كبير مسن وهو لا يقصر في خدمته حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فإنه يمض إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد فسألته عن سبب ذلك فقال:



خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى أن قرب المغرب فمشيت وحدي صار الليل وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق وكانت الليلة مقمرة فرأيت أعرابياً على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدو من العرب وسألني عن مقصدي فقلت مسجد السهلة فقال معك شئ من المأكول؟ فقلت: لا فقال أدخل يدك في جيبك فقلت ليس فيه شئ فكرر على القول بزجر حتى أدخلت يدي في جيبي فوجدت فيه زبيباً كنت اشتريته لطفل عندي ونسيته فبقي في جيبي.



ثم قال لي الأعرابي: (أوصيك بالعود) ثلاث مرات والعود في لسانهم اسم للأب المسن ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي (ع) وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:25 AM
الحكاية الثالثة والعشرون : تشرف الشيخ حسين آل رحيم بلقائه (ع)



حدث الشيخ العالم الفاضل الشيخ باقر النجفي نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي المعروف بآل طالب قال:



كان في النجف الأشرف رجل مؤمن يسمى الشيخ حسين رحيم من الأسرة المعروفة بآل رحيم وحدثنا أيضاً العالم والعابد الكامل مصباح الأتقياء الشيخ طه عن آل العالم الجليل والزاهد العابد دون بديل الشيخ حسين النجف إمام الجماعة الآن في مسجد الهندية بالنجف الأشرف والحائز على قبول الخاصة والعامة في التقوى والصلاح والفضل بأن الشيخ حسين رحيم المشار إليه كان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة وقد ابتلي بمرض السعال فإذا سعل خرج من صدره مع الأخلاط دم وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج لا يملك قوت يومه وكان يخرج في أغلب وقته إلى البادية إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف ليحصل على القوت ولو على شعير.



وكان مع ذلك قد تعلق قلبه بامرأة من أهل النجف وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك لقلة ذات يده وكان في هم وغم شديدين من جهة ابتلائه بذلك، فلما اشتد به الحال ويأس من تزوج البنت عزم على ما هو معروف عند أهل النجف من أنه إذا أصيب امرؤ بأمر فواظب على الرواح إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء فلا بد أن يرى صاحب الأمر عجل الله فرجه من حيث لا يعلم ويقضي له مراده.



قال المرحوم الشيخ باقر قال الشيخ حسين فواظبت على ذلك أربعين ليلة فلما كانت الليلة الأخيرة وكانت ليلة شتاء مظلمة وقد هبت ريح عاصفة فيها قليل من المطر وأنا جالس في الدكة التي هي داخل باب المسجد وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول وتكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد ولا أتمكن من دخول المسجد من جهة سعال الدم ولا يمكن قذفه في المسجد وليس معي شيء أتقي به البرد وقد ضاق صدري واشتد همي وغمي وضاقت الدنيا في عيني وأنا أفكر أن الليالي قد انقضت وهذه آخرها وما رأيت أحداً ولا ظهر لي شيء وقد تعبت هذا التعب العظيم وتحملت الخوف والمشاق أربعين ليلة أجيء فيها من النجف إلى مسجد الكوفة ويكون لي الأياس من ذلك!



فينما أنا أفكر في ذلك وليس في المسجد أحد أبداً وقد أوقدت ناراً لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف لا أتمكن من تركها لتعودي عليها وكانت قليلة جداً إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجه إلي فلما نظرته من بعيد تكدرت وقلت في نفسي هذا أعرابي من أطراف المسجد قد جاء ليشرب من القهوة وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم ويزيد على همي وغمي.



فبينما أنا أفكر في ذلك إذا به قد وصل إلي وسلم علي باسمي وجلس في مقابلي فتعجبت من معرفته باسمي وظنته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف فصرت أسأله من أي العرب يكون قال من بعض العرب فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف فيقول لا، لا وكلما ذكرت له طائفة قال لا لست منها فأغضبني فقلت له: أجل أنت من طر يطره، مستهزئاً وهو لفظ بلا معنى فتبسم من قولي وقال لا عليك من أينما كنت ما الذي جاء بك إلى هنا؟ فقلت وأنت ما عليك من السؤال عن هذه الأمور؟ فقال ما ضرك لو أخبرتني؟ فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقة فمال قلبي إليه وصار كلما تكلم ازداد حبي له فعملت له السبيل من التتن وأعطيته فقال أنت اشرب فأنا ما أشرب وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته فأخذه وشرب قليلاً منه ثم ناولني الباقي وقال أنت اشربه فأخذته وشربته ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان ولكن يزداد حتى له أنا فأناً فقلت له يا أخي قد أرسلك الله إلي في هذه الليلة تؤنسني أفلا تروح معي لنجلس عند قبر مسلم (ع) ونتحدث؟ فقال أروح معك فحدث حديثك فقلت أحكي لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة مذ عرفت نفسي ومعي سعال أتنخع الدم وأقذفه من صدري منذ سنين ولا أعرف علاجه وما عندي زوجة وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها وقد غرني هؤلاء الملائية وقالوا لي اقصد في حوائجك صاحب الزمان وبت أربعين ليلة أربعاء في مسجد الكوفة فإنك تراه ويقضي لك حاجتك وهذه آخر ليلة من الأربعين وما رأيت فيها شيئاُ وقد تحملت هذه المشاق في تلك الليالي فهذا الذي جاء بي وهذه حوائجي.



فقال لي وأنا غافل غير ملتفت أما صدرك فقد برئ وأما المرأة فتأخذها عن قريب وأما فقرك فيبقى على حاله حتى تموت.



فقلت وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبداً ألا نروح إلى حضرة مسلم؟ قال قم فقمت وتوجه أمامي فلما وردنا أرض المسجد قال ألا تصلي صلاة تحية المسجد؟ فقلت: بلا فوقف قريباً من الشاخص الموضوع في المسجد وأنا خلفه بفاصله ثم كبرت للصلاة وشرعت بقراءة الفاتحة ما سمعت أحداً يقرأ مثلها أبداً فمن حسن قراءته قلت في نفسي لعله هو صاحب الزمان وذكرت كلمات له تدل على ذلك ثم نظرت إليه بعدما خطر في قلبي ذلك وهو في الصلاة فإذا به قد أحاطه نور عظيم منعني من تشخيص شخصه الشريف وهو مع ذلك يصلي وأنا أسمع قراءته فارتعدت فرائصي ولم أستطع قطع الصلاة خوفاً منه فأكملتها على أي وجه كان وقد علا النور عن وجه الأرض فصرت أبكي وأعتذر من سوء أدبي معه عند باب المسجد وقلت له أنت صادق الوعد وقد وعدتني الرواح معي على قبر مسلم (ع)



وبينما أنا أكلم النور إذا بالنور قد توجه نحو قبر مسلم فتبعته فدخل النور الحضرة وصار في جو القبة وبقي على ذلك وأنا لم أزل أبكي حتى إذا طلع الفجر عرج النور فلما كان الصباح التفت إلى قوله (ع) أما صدرك فقد برئ وإذا أنا صحيح الصدر وليس بي سعال أبداً وما مضى أسبوع إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لا أحتسب وبقي فقري على ما كان كما قال (ع) والحمد لله.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:27 AM
الحكاية الرابعة والعشرون : في إجلائه (ع) بني عنيزه عن طريق الزوار



حدثني مشافهة سيد الفقهاء وسند العلماء العالم الرباني السيد مهدي القزويني ساكن الحلة قال أيده الله.



خرجت اليوم الرابع عشر من شبعان من الحلة أريد زيارة الحسين (ع) ليلة النصف منه فلما وصلت إلى شط الهندية وعبرت إلى الجانب الغربي منه وجدت الزوار الذاهبين من الحلة وأطرافها والواردين من النجف ونواحيه محاصرين جمعياً في بيوت عشيرة بني طرف من عشائر الهندية ولا طريق لهم إلى كربلاء لأن عشيرة بني عنيزة قد نزلت على الطريق وقطعته عن المارة ولا يدع أفرادها أحداً يخرج من كربلاء ولا أحداً يلج إليها إلا انتهبوه.



قال: فنزلت على رجل من العرب وصليت صلاة الظهر والعصر وجلست انتظر ما يكون من أمر الزوار وقد تغيمت السماء وأمطرت مطراً يسيراً.



فبينما نحن جلوس إذ خرج الزوار بأسرهم من البيوتات متوجهين نحو طريق كربلاء فقلت لبعض من معي اخرج وسأل ما الخبر فخرج ورجع إلي وقال لي إن عشيرة بني طرف قد خرجوا بالأسحلة النارية وتعهدوا بإيصال الزوار إلى كربلاء ول آل الأمر إلى القتال مع بني عنيزة.



فلما سمعت ذلك قلت لمن معي هذا الكلام لا أصل له لأن بني لا قدره لهم على مقابلة بني عنيزة وأظن هذه مكيدة منهم لإخراج الزوار عن بيوتهم لأنهم استثقلوا بقاءهم عندهم في ضيافتهم.



فبينما نحن كذلك إذ رجع الزوار إلى البيوت فتبين الحال كما قبل، ولم يدخل الزوار إلى البيوت بل جلسوا في ظلالها والسماء متغيمة فأخذني لهم رقة شديدة وأصابني انكسار عظيم فتوجهت إلى الله بالدعاء والتوسل بالنبي وآله وطلبت إغاثة الزوار مما هم فيه.



فبينما على هذه الحال إذ أقبل فارس على فرس كريم لم أر مثله وبيده رمح طويل وهو مشمر عن ذراعية فأقبل يخب به جواده حتى وقف على البيت الذي أنا فيه وكان بيتاً من الشعر مرفوع الجوانب فسلم فرددنا عليه السلام فقال يا مولانا – يسميني باسمي- بعثني من يسلم عليك وهم كنج محمد آغا وصفر آغا وكانا من قواد العساكر العثمانية ويقولان فليأت الزوار فإنا قد طردنا عنيزة عن طريق ونحن ننتظره مع عسكرنا في عرقوب السليمانية على الجادة فقلت له وأنت معنا إلى عرقوب السليمانية؟ قال نعم فأخرجت الساعة فإذا قد بقي من النهار ساعتان ونصف تقريباً فقلت إلينا بخليلنا فقدمت إلينا فتعلق بي ذلك البدوي الذي نحن عنده وقال يا مولاي لا تخاطر بنفسك وبالزوار وأقم الليلة حتى يتضح الأمر فقلت له لا بد من الركوب لإدراك الزيارة المخصوصة.



فلما رآنا الزوار قد ركبنا تبعوا أثرنا بين راجل وراكب فسرنا والفارس المذكور بين أيدينا كأنه الأسد الخادر ونحن خلفه حتى وصلنا إلى عرقوب السليمانية فصعد عليه وتبعناه في الصعود ثم نزل وارتقينا إلى أعلى العرقوب فنظرنا فلم نر له عيناً ولا أثراً فكأنما صعد في السماء أو نزل في الأرض ولم نر قائداً ولا عسكراً فقلت لمن معي أبقي شك في أنه صاحب الأمر؟ فقالوا: لا والله كنت وهو بين أيدينا أطيل النظر إليه كأني رأيته من قبل لكنني لا أذكر أين رأيته فلما فارقنا تذكرت أنه الشخص الذي زارني بالحلة وأخبرني بواقعة السليمانية.



وأما عشيرة عنيزة فلم نر أثراً لهم في منازلهم ولم نر أحداً نسأله عنهم سوى أننا رأينا غبرة شديدة مرتفعة في كبد البر فوردنا كربلاء تخب بنا خيولنا فوصلنا إلى باب البلد وإذا بعسكر على السور فنادوا: من أين جئتم وكيف وصلتم؟ ثم نظروا إلى سواد الزوار فقالوا: سبحان الله والبرية امتلأت بالزوار فأين صارت عشيرة عنيزة؟ فقلت لهم اجلسوا في البد وخذوا أرزاقكم ولمكة رب يرعاها وهذا القول مضمون كلام عبد المطلب حين صار إلى ملك الحبشة في طلب إبله التي استولى عليها الأحباش فقال له الملك ولم لا تطلب مني رد البيت إليكم؟ فقال: (أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه).



قال: فدخلنا البدل فإنا أنا بكنج محمد آغا جالساً على تخت قريب من الباب فسلمت عليه فقام في وجهي فقلت له يكفيك فخراً أنك ذكرت باللسان فقال ما الخبر؟ فأخبرته بالقصة فقال لي يا مولاي من أين أعلم أنك قادم للزيارة حتى أرسل لك رسولاً؟ وأنا عسكري منذ خمسة عشر يوماً محاصرون في البلد لا نستطيع الخروج خوفاً من عنيزة؟



ثم قال لي فأين صارت عنيزة ؟ قلت لا علم لي سوى أني رأيت غبرة شديدة في كبد البر كأنها غبرة الظعائن ثم أخرجت الساعة وإذا قد بقي من النهار ساعة ونصف فكان مسيرنا كله في ساعة وبين منازل بني طرف وكربلاء فراسخ ثم بتنا تلك الليلة بكربلاء فلما أصبحنا سألنا عن خبر عنيزة فأخبرنا بعض الفلاحين ممن في بساتين كربلاء قال بينما عنيزة جلوس في أنديتهم وبيوتهم إذا بفارس قد طلع عليهم على فرس مطهم وبيده رمح طويل فصرخ فيهم بأعلى صوته يا معشر عنيزة قد جاءكم الموت الزؤام عساكر الدولة العثمانية متوجهة إليكم بخليها ورجالها وها هم على أثري مقبلون فارحلوا وما أظنكم تنجون منهم فألقى الله فيهم الخوف والذل حتى أن الرجل منهم يترك بعض متاع بيته استعجالاً للرحيل فلم تمض ساعة حتى ارتحلوا بأجمعهم وتوجهوا نحو البر فقلت له صف لي الفارس فوصفه لي فإذا هو صاحبنا بعينه.



والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين.

قطعة سكر
01-05-2011, 08:28 AM
الحكاية الخامسة والعشرون : قصة الرجل البحراني والإمام (ع)



روى أن جماعة من أهل البحرين عزموا على ضيافة جماعة من المؤمنين بشكل متسلسل في كل مرة عند واحد منهم وساروا في الضيافة حتى وصلت النوبة على أحدهم ولم يكن لديه شيء فركبه في ذلك حزن وغم شديد فخرج من أحزانه إلى الصحراء في بعض الليالي فرأى شخصاً حتى ما إذا وصل إليه قال له اذهب إلى التاجر الفلاني- وسماه- وقل له يقول لك محمد بن الحسن: ادفع لي الاثنا عشر أشرفيا التي كنت نذرتها لنا ثم اقبض المال منه واصرفه في ضيافتك.



فذهب الرجل إلى ذلك التاجر وبلغ الرسالة عن ذلك الشخص فقال له التاجر: أقال لك محمد بن الحسن بنفسه فقال البحراني نعم فقال التاجر: وهل عرفته؟ قال الرجل البحراني: لا فقال التاجر: ذاك صاحب الزمان (ع) وكنت نذرت هذا المال له ثم أنه أكرمه هذا البحراني وأعطاه المبلغ وطلب منه الدعاء ...

قطعة سكر
01-05-2011, 08:30 AM
الحكاية السادسة والعشرون : قصة مسجد جمكران والإمام (ع)



نقل الشيخ الفاضل حسن بن محمد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق في (تاريخ قم) عن كتاب (مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين) من مصنفات الشيخ أبي جعفر محمد بن بابوية القمي ما لفظه بالعربية.



باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي (ع) سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام (ع) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة نائماً في بيتي فلما مضى نصف الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني وقالوا: قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان (ع) فإنه يدعوك.



قال: فقمت وتعبأت وتهيأت فقلت دعوني حتى ألبس قميصي فإذا بنداء من جانب الباب (هو ما كان قميصك) فتركته وأخذت سراويلي فنودي: (ليس ذلك منك فخذ سراويلك) فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي: (الباب مفتوح).



فلما جئت إلى الباب رأيت قوماً من الأكابر فسلمت عليهم فردوا ورحبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان وعليها وسائد حسان ورأيت فتى في زي ابن ثلاثين متكأ عليها وبين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلاً يصلون في تلك البقعة وعلى بعضهم ثياب بيض وعلى بعضهم ثياب خضر.



وكان ذلك الشيخ هو الخضر (ع) فأجلسني ذلك الشيخ (ع) ودعاني الإمام (ع) باسمي وقال اذهب إلى حسن بن مسلم وقل له أنك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونخن نخربها زرعت خمس سنين والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة ولا رخصة لك في العود إليها وعليك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض ليبني فيها مسجد وقل لحسن بن مسلم أن هذه الأرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرفها وأنت قد أضفتها إلى أرضك وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر قال حسن بن مثلة قلت يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة فإن القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجة عليه، ولا يصدقون قولي: قال أنا سنعلم هناك فاذهب وبلغ رسالتنا واذهب إلى السيد أبي الحسن وقول له يجئ ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ويتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتم المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلته كل عام ويصرف إلى عمارته.



وقل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزروه ويصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة وسورة الإخلاص سبع مرات ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات ركعتان للإمام صاحب الزمان (ع) هكذا يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ كرره مائة مرة ثم يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات فإذا أتم الصلاة يهلل ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي وآله مائة مرة ثم قال (ع) ما هذه حكاية لفظه: فمن صلاها فكأنما صلى في البيت العتيق.



قال حسن بن مثلة قلت في نفسي كأن هذا موضع أنت تزعم إنما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشيراً إلى ذلك الفتى المتكئ على الوسائد فأشار ذلك الفتى إلى أن أذهب فرجعت فلما سرت بعض الطريق دعاني ثانية وقال إن في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزاً يجب أن تشتريه فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه وإلا فتعطي من مالك وتجئ به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ومن به علة شديدة فإن الله يشفي جمعيهم وذلك المغر أبلق كثير الشعر وعليه سبع علامات سود وبيض: ثلاث على جانب وأربع على جانب سود وبيض كالدراهم.



فذهبت فأرجعوني ثالثة وقال (ع) تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر وهو الثالث والعشرون وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة وكلاهما يوم مبارك.



قال حسن بن مثلة فعدت حتى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكراً حتى أسفر الصبح فأديت الفريضة وجئت إلى علي بن المنذر فقصصت عليه الحال فجاء معي حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة فقال والله إن العلامة التي قال لي الإمام واحد منها إن هذه السلاسل والأوتاد ههنا.



فذهبنا إلى السيد الشريف أبي الحسن الرضا فلما وصلنا إلى باب داره رأينا خدامه وغلمانه يقولون أن السيد أبا الحسين الرضا ينتظرك من السحر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم فدخلت عليه الساعة وسلمت عليه وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني ومكن لي في مجلسه وسبقني قبل أن أحدثه وقال يا حسن بن مثلة إني كنت نائماً فرأيت شخصاُ يقول لي إن رجلاً من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ولتصدقن ما يقول واعتمد على قوله فإن قوله قولنا فلا تردن عليه قوله فانتبهت من رقدتي وكنت انتظرك الآن.



فقص عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً فأمر بالخيول لتسرج وتخرجوا فركبوا فلما قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع وكان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به فأقسم جعفر الراعي أني ما رأيت هذا المعز قط، ولم يكن في قطيعي إلا أني رأيته وكلما أريده أن آخذه لا يمكنني والآن جاء إليكم فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع وذبحوه.



وجاء السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) إلى ذلك الموضع وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلات وجاؤوا بغلات رهق وسقفوا المسجد بالجذوع وذهب السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته فكان يأتي المرضى والإعلاء ويمسون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلاً ويصحون.



قال أبو الحسن محمد بن حيدر: سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا في المحلة المدعوة بموسويان من بلدة قم فمرض بعد وفاته ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق الذي فيه السلاسل والأوتاد فلم يجدها.

الاحزان
02-10-2011, 09:14 PM
يعطيك بالف عافيه

قطرات المطر
02-11-2011, 04:42 PM
مااشاء الله
شكرراا

كلي جروح
02-22-2011, 09:12 PM
يسلموووووو خيتووووو
يعطيك ربي الف الف عااافيه

دموع الورد
02-23-2011, 03:36 AM
قصة رائعة جدا جدا تسلمين حبيبتي المبدعة
ربي يسعدك دنيا وآخرة

ابووجدان
03-10-2011, 11:04 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
( عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال : من قرأ بعد كل فريضة هذا الدعاء فإنه يرى الإمام م ح م د بن الحسن عليه وعلى آبائه السلام في اليقظة أو في المنام : بسم الله الرحمن الرحيم اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان عليه السلام أينما كان وحيثما كان من مشارق الأرض ومغاربها سهلها وجبلها عني وعن والدي وعن ولدي وإخواني التحية والسلام عدد خلق الله وزنة عرش الله ومااحصاه كتابه وأحاط به علمه اللهم إني أجدد له في صبيحة هذا اليوم وماعشت فيه من أيام حياتي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي لاأحول عنها ولا أزول اللهم اجعلني من أنصاره ونصَاره الذابين عنه والممتثلين لأوامره ونواهيه في أيامه والمستشهدين بين يديه اللهم فإن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتما مقضيا فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجردا قناتي ملبيا دعوة الداعي في الحاضر والبادي اللهم ارني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة واكحل بصري بنظرة مني إليه وعجل فرجه وسهل مخرجه اللهم اشدد أزره وقوِ ظهره وطول عمره واعمر اللهم به بلادك واحي به عبادك فإنك قلت وقولك الحق ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس فأظهر اللهم لنا وليك وابن بنت نبيك المسمى باسم رسولك صلواتك عليه واله حتى لا يظفر بشيء من الباطل إلا مزقه ويحق الله الحق بكلماته ويحققه اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بظهوره إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا وصلى الله على محمد واله ).


اللهم إجعلنا من أنصاره وأعوانه والذابين عنه

مشكورة خيتو - قطعة سكر- عالقصص الجميلة .