مشاهدة النسخة كاملة : محاضرات ومجالس سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد
السرب
12-05-2010, 10:54 AM
مواضيع عشرة محرم لعام1432هـ
http://www.qabbas.com/media/pics/1260983339.jpg
قائمة بأطروحة سماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد لمحرم الحرام 1432هـ إن شاء الله تعالى..
الحوار الداخلي شبهات:
شيعية - شيعية
الليلة الأولى
رؤى العلماء في نهضة سيد الشهداء
الليلة الثانية
فتنة (حسبنا كتاب الله) والهجمة على السنة الشريفة
الليلة الثالثة
زيارات الأئمة عليهم السلام المروية هل يعمل بها؟ (1)
الليلة الرابعة
زيارات الأئمة عليهم السلام المروية هل يعمل بها؟ (2)
الليلة الخامسة
نقد الشخصية الدينية:
من النصرة الجهادية لأصحاب الإمام الحسين عليه السلام إلى النصرة العلمية (الشيخ المفيد واحدا)
الليلة السادسة
الاجتهاد ضد النص نظرة في الأدعية ..(1)
الليلة السابعة
الاجتهاد ضد النص نظرة في الفضائل .(2)
الليلة الثامنة
الإمامة بالنص أم بالترشيح؟(1)
الليلة التاسعة
الإمامة بالنص أم بالترشيح؟(2)
الليلة العاشرة
وقائع ليلة عاشوراء
الليلة الحادية عشر
السب والشتم واللعن
بين الإفراط والامتناع
الليلة الثانية عشر
نافذة على الجمهور (حوار مفتوح)
الليلة الثالثة عشر
المرأة واللغة الفقهية
===============
المجالس والتوقيت
حسينية السيد عدنان الناصر بالمبرز: 5:50
حسينية العلي بلدة القارة: 7:45
حسينية السادة بلدة الرميلة: 9:00
حسينية السبطين بلدة الحليلة: 3:45عصرا
●ξـشقتك بڛڪٱټ●
12-05-2010, 07:31 PM
يعطيك الف عافيه على طرحك الراقي
في انتظار جديدك
درة علويه
12-05-2010, 07:40 PM
يسلموا على الطرح
موفقين اجمعكم لما فيه مرضاه الرب
نسألكم الدعاء
الدرة العلويه
أغاريد
12-05-2010, 08:12 PM
في موازين حسناتك السرب
أنوار الأمل
12-06-2010, 12:08 AM
الله يعطيه الف عافيه
في ميزان حسناته
دموع الورد
12-06-2010, 12:11 AM
يعطيكم العافيه تشكرات
السرب
12-07-2010, 11:17 PM
الليلة الأولى - محرم1432هـ
رؤى العلماء في نهضة سيد الشهداء لسماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد
يقول الجليل جلا وعلا : ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا) هود 49.
الحديث في رؤية وآراء العلماء والباحثين في نهضة الإمام الحسين عليه السلام سيكون على جزئيين .
الجزء الأول:
البحث عن الأسباب والمسببات والغاية والأهداف في نهضة الإمام الحسين عليه السلام.
ومن هذه الآراء:
• غاية وهدف الوصول إلى الحكم رأي السيد المرتضى.
• تحفيز الروح النضالية للأمة للتغير رأي محمد مهدي شمس الدين والشيخ مهدي الآصفي.
• أحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رأي المطهري.
• أم انه بدافعين : الدافع الأول : الانقلاب عن الخلافة الملكية الوراثية. وهنا الإمام الحسين حاربها لمبدأين أولها عدم جعل خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلافه ملكيه وراثية
• وثانيها: أن الإمام كان يهدف إلى تصحيح صورة أهل البيت لان الأمويين شوهوها وهذا رأي العلامة الطبطبائي.
ونتكلم عن أسس هذه الآراء:
فالمشكلة الاجتماعية في عقيدة السيد المرتضى لا يمكن أن تصحح إلا بتصحيح النظام فلا تصلح الأمة بنظام لا يهتم بها.
وعند أسس رأي الشيخ مهدي شمس الدين فعقيدته ترك الروح النضالية وموتها عند المجتمع من أجل التغيير ويضيف الآصفي جانب اخر وهو عدم الوقوف أمام حكومة تدعي الشرعية ولا شرعية لها.
والمشكلة في أسس عقيدة الأستاذ المطهري لا تتعدى تعطيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وكلها مقارنات لكاتب تناول النهضة الحسينية.
وهذه مقارنات خاطئة فعلمائنا الأعلام ممن تعلق بالنهضة الحسينية ساروا على طريقة الاكتشاف لا على طريقة الاختلاف فهم يقولون كما قال السيد ابن طاووس عن الغاية والأهداف ( أنها تكليف ومسؤولية إلهيه لا تتضح أسبابها إلا في صورة إجمالية). ولا يعلمها إلا الراسخين في العلم.
الجزء الثاني:
حول مسألة علم الإمام بالغيب. كما تصدرت الآية. فلها محاولتين محاوله عقديه ومحاولة اجتماعية.
الأولى:
فالأمامية يسلمون على كون الإمام عالمُ بالجملة لأن الجهل ظلمة ونقص.ولها عدة تصورات.
هناك من تصور علم الإمام في دائرة الحكم الشرعي فقط.وهناك من يزيد عن الموضوعات الخارجية من حلال وحرام.
وهناك من قال أنها تشمل الإحداث الكوني.وهناك من يقول أنها تشمل الأحداث الماضية والمستقبلية وهنا الكمال.
وهناك اعتراض عن علم الإمام بالغيب. من خلال شبهتين قرآنية وعقلية.
فالآية القرآنية (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ للهِ) آية تعارض القول أن المعصوم يعلم الغيب. وقوله تعالى (وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ).وقوله تعالى (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ)
والشبهة العقلية أن من يعلم الغيب ويعلم ما يحصل عليه فإنها لا يواقع السوء والشر والهلاك عليه لان العقل والشرع يحكمان عليه بعدم الوقوع فيه.
فهل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ألقى بنفسه وبنفس عمه وأصحابه في التهلكة.وهكذا خروج الإمام علي عليه السلام ليلة وفاته وكذا خروج الإمام الحسين عليه السلام؟ ؟
فنأتي للرد على الشبه الأولى: فالقرآن تعامل بجذر لغوي (علِم – يعلم – علم) فالقران له منهجيه مع صفات الله عز وجل وهي تتنوع إلى نوعين: وهي تختلف في حديثه عنهما.
سائر الصفات وهي صفات إضافية وافعالية مثل (الرزق والنعمة والخلق غيرها) فهي تنسب لغير الله. قوله تعالى (إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ).
أئمة الصفات وهي ( العلم -الحياة -القدرة الآلهية) وهي تجر الكثير من الصفات من ورائها. وهنا القران لا يتنازل عن نسبها إلى غير الله . قوله تعالى (عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) وقوله تعالى (قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي) فالعلم لا يسند لغير الله عز وجل.
فهي خصيصة قرآنيه لم يلتفت إليها المنكرون فهم تمسكوا بعموميات القرآن.فالقران مذهب توليفي وليس تجزيئي.
والرد على الشبه العقلية: نقول أن إمامة أهل البيت إمامه إلهية فعندما يختار الإمام الهلاك فأنها لا يقال أنها وقع في الحرام والسوء لأنه يأخذها عن الله.
ونقول أن السوء والقبح إنما يرجع إلى أسباب الحدث وأسباب المفاسد والمصالح.قوله تعالى ({وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.
أما الفائدة المسلكيه والاجتماعية لوجود الغيب في الإمام فهي على أمور متعددة.
فهي على وجه اللطف بالعباد فهو يستطيع أن يستشرف المستقبل ويحرك الحذر من المخاطر في الدين كما هي الفتن ومحاربتها.
وفائدة بعث روح الأمل في دولة الإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف.
وفائدة دخول العبادة من أبواب ومداخل رئيسه وهي مدخل الصبر.كما هم أئمتنا عليهم السلام وصبرهم على مصائبهم.
للاستماع للمحاضرة ( هنــــــــــــــــــــــــا (http://www.qabbas.com/media/media1432/01011432.mp3))
قدوة الصديقين
12-07-2010, 11:26 PM
الله يجزاك خير السرب على الطرح الرائع والمحاضرات
في ميزان حسناتك انشالله
السرب
12-08-2010, 07:47 PM
ملخص الليلة الثانية .
فتنة (حسبنا كتاب الله ) والهجمة على السنة الشريفة
(وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر 7.
سنقف من خلال هذا الحديث مع القرآنيون من خلال حركتهم ونشاطهم من أجل قرأنت الثقافة والفكر الإسلامية وهم من قاموا بإلغاء سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وحديثنا من خلال عدة مواد.
المادة الأولى: دافع الوقوف مع هذه المحطة.
بسبب الشبهات التي ظهرت بها هذه الجماعة.
ومنها إنكار تنصيب الإمام علي عليه السلام من الله عز وجل وإنكار زيارة الأئمة عليهم السلام.
المادة الثانية:أقصى نقطة وصل إليها القرآنيون.
يقولون الباحثين أنهم ظهروا في القرن ال19الميلادي وفي شبه القارة الهندية على يد احمد خان 1897م ثم انتقلت إلى عبد الله الجكورلي وهكذا ... وهي الآن تلقى قبولاً نسبياً في مصر.
وسؤالنا ما هي خلفية هذه الفكرة القرآنية وما هي الإشكالات التاريخية التي ولدتها؟
1/السنة لم تكتب في عهد رسول الله بل انقطعت وكتبت بعد 150 سنة فبالتالي لا تمثل ألفاظ ومنطق رسول الله وأضافوا أن السلف من الصحابة لم يجعلوا السنة مرجعاً فما كتبوه وإضافة لذلك ما قاله الكاتب رشيد رضا صاحب مجلة المنار أن صحابة رسول الله رفضوا جعل السنة مرجعاً لهم.
2/الوضع والدس والتزوير قد انتشر في حديث رسول الله.
ونتيجة ذلك التخلي عن السنة والإبقاء على كتاب الله عز وجل وهو تجديد لما حدث في زمن الرسول والمقولة المشهورة (حسبنا كتاب الله). والنتيجة أنها فكرة مستورده في المناخ السني .
المائدة الثالثة: فكرة القرآنيين في المناخ الشيعي وكيفية ظهورها.
كيف يقولون ذلك ونحن نتعايش مع أحاديث رسول الله من أهل البيت عليهم السلام ومن عدة رجال (ابن عباس- أبو رافع- أبا ذر- سلمان الفارسي).
وسؤالنا كيف تكونت الفكرة في المناخ الشيعي؟
بدأت من خلال هاشم معروف الحسني وكتابه (الأخبار والآثار الموضوعة) ومع الدستري وكتابه (الأخبار الدخيلة) ومع صاحب (كتاب تهذيب أحاديث الشيعة).
والتزوير الذي نال أهل البيت أكثر وأعظم وأشد ممن نال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا أسلوب القرآنيين الشيعة .وما قالوه على لسان المتحدث الرسمي (أن القرآنيين الشيعة لا يرفضون السنة ولكن لا يأخذون من السنة إلا ما وافق كتاب الله وما عارضه يرمونه عرض الحائط)
وهذا قول علمائنا الأعلام (السيد الخوئي وكذا البرجردي والشيخ الأنصاري).
وهذا ما أتوا به على المستوى العملي لا النظري فقط.
المائدة الرابعة: نتائج أصحاب هذه الفكرة.
أول النتائج : يضعف حس التابعية لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ) فيضعف شعور الحب مع الله سبحان وتعالى.
وثانيها: جعل المرجعية للعلم المعاصر لا لشرع.
وثالثها: أراد البعض أن يجامل بها الحضارة ويتوافق معها من خلال إلغاء حكم القتل للمرتد والرجم للمحصن إذا زنا وكلُها وردة في السنة الشريفة.
رابعها: فتح باب السخرية من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بسب كونها مكذوبة وضعيفة.
المائدة الخامسة:الشواهد التي نتجت عن الفكر القرآني الخاطئ.
وهي عند صاحب كتاب (تهذيب أحاديث الشيعة) فهو يذكر نماذج مكذوبة على أهل البيت عليهم السلام.
1/الدعاء الذي يقرأ في رجب (يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر) هو دعاء مكذوب وسخيف لماذا؟ لأنه يخالف القرآن في قوله تعالى (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ .
نرد بالفهم العرفي العام ففي الدعاء نقصد به رجاء وسؤال وطلب ومدح لله فهو المستأمن.
والقرينة هي الرجاء (يا من أرجوه).
2/ حديث الإمام الصادق في مجلسه (إني أعلمُ كل شي) فكبُرت على سامعيها فلم رأى الإمام التغير في وجوههم قال: إنما اعني قوله تعالى (فيه تبيان كل شي) فهم الأعلم بالقرآن.
فيقول الكاتب أن هذا الكلام باطل لعدم علم الإمام بالغيب!!!
وهنا نطرح ثلاث أسأله:
1-هل يعني أن القران بين كل شي لكل احد الجواب: لا
2- هل البيان والتبيان لم يبين لأحد الجواب: لا
3- البيان والتبيان بُين لقومٌ خاصين وهم أهل البيت عليه السلام.
3/الرواية تقول: هناك من الطيور ما لا يؤمن بأهل البيت عليه السلام فقال الكاتب خرافه.
ونرد عليه بالقرآن قال تعالى:﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ).
وقال تعالى (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ).
فالسؤال هل الطيور لا تعرف النبي سليمان عليه السلام بخصائصه الإلهية ؟ وهل سليمان أفضل من علي ابن أبي طالب عليه السلام ؟ قال تعالى (مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) وقوله تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا)
وكلها ردود قرآنيه عليه فالنتيجة أن الكاتب لا يعرف حقيقة القرآن.
المائدة السادسة: هل كل الأحاديث صحيحة؟
ليست كل الأحاديث صحيحة ولا يوجد كتاب صحيح بالمطلق.
وأساليب العلماء هو الرد على الحديث من خلال علم أهله.
فيرد الإمام الصادق على أبان يا أبان إنك أخذتني بالقياس ، والسنة إذا قيست محق الدين " ورواه في كتاب المحاسن ، وزاد - بعد قوله : " إنك أخذتني بالقياس " - " إن السنة لا تقاس.
* فالسنة والأحاديث الشريفة لها معالجة وحلول لكل أمور الحياة الاجتماعية ، والشواهد الاجتماعية والحياتية كثيرة.
صرخة ندم
12-09-2010, 04:00 AM
شكرا لك
في ميزان اعمالك
تحياتي
صرخة ندم
السرب
12-09-2010, 10:06 PM
ملخص الليلة الثالثة لمحاضرات سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد
زيارات الأئمة عليهم السلام المروية هل يعمل بها الجزء الأول
جاء في القرآن الكريم قوله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
البحث سيكون حول مشروعية الزيارة والوقوف على القبور المشرفة للأئمة عليهم السلام بصورة
خاصة والأنبياء بشكل عام.
وشُبهة هذا البحث في بعض الكتابات المطروحة من خلال كتاب (الخرافات الوافرة في الزيارات) وتطرق صاحبها الى معالجة سلبية لزيارات أهل البيت عليهم السلام وهو سلوك غير منهجي نتج عن عدم فهم القرآن الكريم والقرآنين الذين صبوا هجومهم على السنة الشريفة هم يقولون الزيارة سلوك غير صحيح وطرحوا الشُبه فيها وهذا أحدهم.
فكانت شبهته في عدم وجود أي أثر للزيارة مستدلاً بقوله تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
وقوله تعالى (لَهُمْ دَارُالسَّلاَمِ عِندَ رَبِّهِمْ)
وقوله (فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ).
فالآية الأولى: تظهر لنا نتيجتين أولها: ان الأولياء الأموات هم عند الله لا في القبور ولا عند الخلق.
والنتيجة الثانية في الجزء الآخر للآية تحدثت عن الخصائص النفسية لهم (فرحين،يستبشرون،لا خوف عليهم،لا يحزنون) تأكد عدم اتصالهم بالآخرين على اعتبارهم (فرحين) والآخرين من الناس في حزن وألم.
فالنتيجة أن جميع الآيات تذكر أن الأموات عند الله وينعمون بالخير.
في الرد على الشبه: في الجزء الأول من الآية الموت جرى في القرآن بمعنيين. المعنى الأول: في قبال اليقظة وهو السبات العميق ففي الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أن النوم موتٌ).
المعنى الثاني: في قبال الحياة وهو المفارق للحياة والآية في الجزء الأول تذكرهم ولكن هم أحياء انتقلوا الى حياة أخرى.
والجزء الثاني من الآية تفصل لنا أن الأموات في معنى (فرحين،يستبشرون) ترجع للشهداء ومعنى (ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) يعنى بها قرابة الشهيد والمؤمنين.
النتيجة ان الشهيد وهو عند ربه ينظر الى الناس ويعلم عنهم امورهم فهم متصلين بالآخرين.
الجزء الثاني: الخلل المنهجي الذي يبتلى به الكتاب.
وهو التناقض في حديثهم فعند الرد على الآخرين يستشهدون بالسنة حتى لو كانت غير صحيحة بينما هم يرفضونها في كل بنائاتهم فهم يقولون ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم انسان عادي لا يعلم ولا يدري ما يجري عليه كما حدث له في غزوة أُحد وعند السؤال عن الدليل لا يجاوبون.
ويذكرون ويستدلون بهذه الآية: (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ)
فيفسرون الظاهر منها أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ما كان يعلمهم ولا يعرفهم.
والباحث اذا اراد ان يعالج تراث أهل البيت عليهم السلام قال انه لا يصح الكثير منه واستشهد بروايات لا يعلم أنها باطلة، ومنها الخبر المروي من الكشي عن شُريك : أن شُريك سأله أحد الرواة ما بال الناس لا يأخذون عن جعفر بن محمد قال: أن جعفر صدوق ولكن كثرت الكذابة من حوله والذين كانوا يأخذون ويكتبون عنه كانوا من الصفوف الدنى من الناس). فالإمام الخوئي قدس الله روحه يذكر أن شُريك من المخالفين.
والآية (وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ) نفسرها على ثلاثة وجوه.
الوجه الأول: أن الخطاب للأمة والقرآن اعتادى أن يخاطب القاعدة للإشارة للأمة.
الوجه الثاني: في قوله تعالى (لَا تَعْلَمُهُمْ) ليس المقصود الرسول صلى الله عليه وآله وسلم انما يقصد من يريد العلم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعلم الذي يحتاجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو العلم الإجمالي لا التفصيلي.
فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم بوجود المنافقون من حوله وهذا يكفي.
الوجه الثالث: أن هذا يعني ان الله يحجب عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علمه من باب المصلحة والمفسدة.
الطريقة الثالثة لشبهته: في قوله تعالى {إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ) فهؤلاء الموتى لا يسمعون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي الرد : جاءت هذه الآية في تسلية قلب رسول الله من الكافرين فنزلهم الله منزلة الموتى فالنتيجة أن ليس كل مستمع يسمع فالآية ألغت الأثر.
وتحليلها العلمي اصطلاحياً أن أرباب المعقول يقولون إن الإنسان مجموعة ملكات من سمع وبصر وحركة وهذه الملكات لا تطلق على من لا قابلية له لا سلباً ولا إيجاباً.
وعرفياً : مثل حال النائم وقابليته للسمع.
وهذا ما ذكرته الآية.
الطريقة الرابعة : قصة عزير قال تعالى (قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) وقصة أهل الكهف.
يقول ان عزير لم يدري عن شي مما حصل من حوله إلى أن أعلمه الله وكذا أهل الكهف.
وفي الرد : انه طبق خصائص الحياة الدنيا على خصائص الحياة الآخرى وهو دائماً ما تأرقه عبارته
(ومن هنا نعرف ان الكذاب المفتري هو الذي وضع العبارة أنكم تشهدون مقامي و تسمعون كلامي و تردون سلامي) وهذا تطبيق خاطئ .
فالشهيد يعلم ويعرف ما حوله فمسألة ومقام السمع والتواصل بالكلام هي من خصائص تلك النشأة.
ونتطرق إلى ملاحظتان على قصة عزير وأصحاب الكهف.
الأولى : أن هذا الموت موت حياة لا موت آخره.
الثانية : أن هذا الموت يتعلق فيه أجيال أرادها الله أن تصل إاليهم والغرض أن الله قادر على أن يبعث من في القبور وحجب الله عنهم ما حولهم.
فالشهيد والميت له شعور حتى وهو يدخل الجنة قال تعالى (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)
وهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذا جاءته الحسره قال تعالى (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ).
أغاريد
12-09-2010, 11:18 PM
في موازين حسناتك
ونحن بنتظار الباقي للمحاضرات
السرب
12-10-2010, 05:55 PM
ملخص الليلة الرابعة لمحاضرات سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد
زيارات الأئمة عليهم السلام المروية هل يعمل بها الجزء الثاني
جاء في القرآن الكريم قوله تعالى (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوب).
استكمالاً للبحث مع صااحب كتاب (الخرافات الوافرة في زيارة القبور)
المورد الأول : أصل البناء على القبور.
الثاني : النصوص التي اشتبهت عليه من باب الضعف والتزوير في الأسانيد.
أول مورد : دور الشرع الممانعة مع الشعب في جانب المعاملات بينما تعتبر حركة الشعب حركة مفتوحة كما ورد في الحديث ( كل شي لك مطلق حتى يرد فيه نهي ) فالشرع لا يدفع بل يمانع وعليك التحسب في الممانعات الشرعية
فيذكر تعالى في كتابه (قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ ).
وبناء القبور هو دافع شعبي منذ القدم وحتى قبل الاسلام والشرع جعلها دعوة مفتوحة من بناء وتعظيم واهتمام من باب الثقة في العقلية الشعبية كما جاء في القرآن (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ) وقوله تعالى (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ).
ومن الشواهد التاريخية :
في كتاب احمد بن تيمية (اقتضاء الصراط المستقيم) صفحة 580 يذكر ويقول بأن الثابت أن الجيش الإسلامي في الفتوحات الاسلامية وفي عصر الخليفة الثانية قد فتح فلسطين والمسجد الأقصى كانت قبة قبر إبراهيم الخليل موجوده وكانت قبة قبر يعقوب موجودة.
فكان الشعب آنذاك له من التعظيم للقبور لمن يستحق.
وأضاف بن تيمية بأن غرفة ابراهيم كانت مغلقة للقرن الخامس الهجري.
ولو أن قلنا أن الخلفاء كان مشغولين عنها وعن تغييرها فالرد: لا.
لأن الخليفة وأصحابه عند دخولهم على الصخرة في القدس كانوا ينظفونها بثيابهم باعتبارها مقدسة.
فكيف ذكروا الصحابة بأن الرسول هو من دفعهم لتحطيم القبور !!؟؟
والمثال من القرآن قصة أصحاب الكهف قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا)
فالقرآن احتفل بالدوافع الشعبية في البناء فأقرها وتحدث عنها وذكر بها لأنها لا تحتوي على خلل.
وقد يقول احدهم ان القران قصصي في مكان الحكاية لا تشريعي.
والرد: أن القرآن لم يقيم بل أقرها فهي صحيحة من جهت القرآن.
فهذا الكاتب احتج بهذه الآية (( إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ )) (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ) لو تنازعاً على أمر البناء فهذا الرسول لم يأمر ببالناء عليه وايضا الامام علي لم يبني أيضاً .
فالآية لا تستطيع ان تنصر اصحاب البناء القبور.
وهنا تعليق : ان الفقهاء والمرجع يقولون (الأصل في الأشياء الإباحة) فإذاً الممانع في البناء على القبور هو المطلوب بالدليل والبرهان.
والقرآن يقول ({وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}) فهي من الدوافع والذهنية الشعبية العامة.
المورد الثاني : النصوص التي تحمل علامات الضعف في السند فيقول أصل زيارات القبور هي شكل من أشكال الخرافات.
الرواية الأولى : فالرواية التي رواها المجلسي في بحار الأنوار 97/127 رواية بسند : يقول (لا تطف بقبر ولا تشرب قائماً ولا تبل واقفاً).
والرد على كلامه من خلال ثلاث هوامش.
الأول : في كتب اللغة نذكر كتاب (المصباح المنير) للفيومي يذكر بأن الطواف هو الحركة المستديرة وهي دليل على الزيارة لا الممانعة فيجيز لك الوقوف على القبور.
الثاني ابن الأثير في كتاب (النهاية) يقول بأن مادة (طاف) بمعنى الغائط فيذكر وَمِنْهُ الحَدِيثُ: نُهِيَ عَنِ المُتَحَدِّثَيْنِ عَلَي طَوْفِهِمَا)
بمعنى النهي عن الإحداث عند القبر.
الثالث :في رواية للمجلسي 97/127 أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن التخلي عند القبور.
الرواية الثانية : يقول نصوص الزيارات خرافات موضوعة على لسان أهل البيت عليهم السلام.
فمثلاً في بعض الزيارات يذكر هذه العبارات : (فاذا بلغت بابكذا قل كذا واذا اتيت كذا قل كذا وضع خدك على الضريح وقل كذا..)
فيقول إلى زمن الإمام العسكري لم تبنى الأبنية والأضرحة فمن أين أتت هذه العبارات.
نرد ببعض الملاحظات في اللغة:
فكلمة ضريح لا تطلق على الشباك أو القفص من الفضه أو المعدن بل تطلق على القبر وهذا يذكر في كتاب (لسان العرب) لابن منظور.
وجانب آخر وهو أن أغلب الزيارات لا توجد بها مثل هذه العبارات بل أغلبها تتحدث عن القبر (إذا وقفت على القبر).
ومثالها رواية صفوان في زيارة أمير المؤمنين سلام الله عليه يقول (خرجت مع جعفر بن محمد ولم وصلنا إلى النجف تحسس القبر وكشفى عنه وقال يا صفوان قف وأقرأ).
الرواية الثالثة : أن هذه الزيارات لم ترد من طرق أهل البيت فهي ليست برواية بل هي من إنشاء العلماء فابن طاووس والسيد المرتضى والسيد كاظم اليزدي كانوا ينشئون الأدعية والزيارات وهم حملوها وتحملوها بالأمانة فنسبوها لهم.
ولو أتينا إلى أصح الزيارات سنداً ومتناً هي زيارة أمين الله والزيارة الجامعة الكبيرة كما يقول العلامة المجلسي.
وممن استدل به : أن العلماء ذكروا آداب للزيارة فيها ما يدل على الخرافات.
الشهيد الأول في كتاب (الدروس) ذكر أربعة عشر أدباً كلها ليست مخصوصة وهو يذكر ذلك.
يقول الشهيد أن السجود على الأعتاب لم ترد في النص بل اجعلها سجودا لله شكرا وحمداً للوصول.
السرب
12-12-2010, 11:11 PM
ملخص الليلة الخامسة لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
زيارات الأئمة عليهم السلام المروية هل يعمل بها (3)؟
في الزيارة المشهورة : (صلوات الله عليكم وعلى اَرْواحِكُمْ وَعَلى اَجْسادِكُمْ وَعَلى اَجْسامِكُمْ وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ( ..
تدور الشبهات حول زيارات أهل البيت عليهم السلام وهذا النص من الزيارة المشهورة (زيارة وارث) قد وجه إليها النقد محاولة لتضعيفها.
ومدخلاً للموضوع نقول أن كلام أهل البيت عليهم السلام من القرآن فهم كلام النور من لسان النور ومن قلب النور يساوي بها القرآن الكريم.
فرواية الكليني عن سليم بن قيس إنه ألتفت إلى أمير المؤمنين يقول له : إني اسمع إلى شي من تفسير القرآن الكريم مع سلمان والمقداد وأبي ذر ثم أجد عند الناس خلافه وإذا جلست إليكم رأيتكم تصدقون على ما قالته تلك الثلة وتكذبون ما عند الناس فقال له سألت فسمع الجواب : أن الناس بين أيديهم الحق والباطل الصدق والكذب سمعوا بالمنسوخ لم يسمعوا بالناسخ سمعوا بالعام لم يسمعوا بالخاص ركزوا على المتشابه لم يلتفتوا إلى المحكم من الكلام وصل المجمل لم يلتفتوا إلى المبين فكان ذلك سبب لاختلاف الناس وتحولهم إلى مذاهب.
النتيجة إن أحاديث أهل البيت إذا لم يجمع بعضها إلى بعض لم ولن نصل إلى النتيجة الصحيحة.
فالإمام الرضا يقول (إن حديثنا كالقرآن فيه المحكم فيه المتشابه فردوا بعضه إلى بعض).
وهنا الإشكالية في زيارة وارث بعدم الأخذ بالكل ولتفصيل الزيارة توضيح ورد على القائل بضعفها.
أولا: (صلوات الله عليكم وعلى اَرْواحِكُمْ). الروح مخلوق من مخلوقات الله عز وجل من صنف المخلوقات المجردة وليس العنصرية والروايات أحجمت عن ذكر تجديداته وطقوسه لأن القرآن هو من أحجم عنها قال تعالى ({وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي).
الروح لها خصائصها لا تتناسب مع علم الإنسان وعلمه وعقله لا يتحملها ولذا جاء في القرآن (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً).
ثانيا: (وَعَلى اَجْسادِكُمْ وَعَلى اَجْسامِكُمْ). من ضّعف الزيارة ما كان يعلم الفرق بين الجسم والجسد فهو يدمج بينهما ويساويهما.
والجواب: إن النسخ مختلفة في الزيارة ففي بعضها تخلوا من كلمة (أجسامكم) وحتى لو أتت فهي تعني نفس (أجسادكم).
ولكن هناك فروقات بين الجسد والجسم.
الفرق الأول: الجسد هي المادة التي يحملها الإنسان وهي لا يتبعها وصف بينما الذي يلحقه الوصف هو الجسم فيطلق عليه الخليقة.
الفرق الثاني: أن الجسم يقاس فيه بين الحسن والأحسن.
الفرق الثالث: إن الجسم يشار به إلى القوة والمتانة والاستطالة ولا يطلق على الجسد يقول تعالى (وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ}.
فالزيارة أرادت أن تجمع كل هذه المعاني لأهل البيت عليهم السلام من حسن وقوة.
الفرق الرابع: الفرق يوجد بين الخصائص الجسمية بين عالم الإنسان وعالم الملك والجن فأجساد الملك والجن قادرة على أن تتلون وتتنوع.
فهذا أمير المؤمنين عليه السلام يذكره (شرح الزيارة) للشيخ احمد الأحسائي بأنه له خصائص جسمية تفوق الملك والجن (واقعة الجمل).
وعروج الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دليل لخصائصه الجسمية التي تفوق جبرائيل عليه السلام.
بينما الجسد هو محل الطهور والنظافة والبركة.
ثالثاً : (وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ) و بها عدة إشارات نوجهها إليكم.
الأولى : أن الزيارة أرادت أن تنقل المؤمن وتقول له أنك تستقبل إمام وتودع إمام فعليك أن تودع الغائب بمثل ما تستقبل به الشاهد فلهم نفس المنزلة.
الثانية : اليقين دوماً بأن هذا الإمام المعصوم إذا انقطع عن الحياة فان إحساسه وتواصله لا ينقطع عنى قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ).
فتبقى لغة الخطابة والسلام بيننا وبين أهل البيت عليهم السلام (بالتحية والسلام).
الثالثة: تأتي بمعنى الشاهد والغائب في عالم الدنيا لا أن الغائب في عالم البرزخ والآخرة.
لقول الإمام عليه السلام [[لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهر مشهور وإما خائف مستور).
فعلينا بالاتصال بهم بلغة متصله لكي نحمي أنفسنا من الوقوع في المعاصي.
(وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدُعاءَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً،).
السرب
12-12-2010, 11:17 PM
ملخص الليلة السادسة لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
نقد الشخصية الدينية : من النصرة الجهادية لأصحاب الإمام الحسين عليه السلام إلى النصرة العلمية (الشيخ المفيد واحداً).
في الحديث عن الإمام الصادق : (إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين).
الحديث سيكون حول نقد الشخصية الدينية على أربع مراحل.
المرحلة الأولى: دور النهضة الحسينية في وضع بناء الشخصية الدينية ونقدها.
أولاً: من أهم مهمات النهضة الحسينية رفع شعار الاستقلال بإبراز الهوية وهو مضمون النهضة الحسينية وهوية التشيع لم تظهر إلا بعد النهضة الحسينية.
ففي الذهبي يصف معظم صحابة الرسول بأنهم شيعة لعلي بن أبي طالب وأن التشيع اخذ ينتشر في التابعين أكثر من حصة الصحابة. و لكنهم لا يقرون ولا يعترفون بإمامة الإمام علي وأبناءه.
نهضة الإمام الحسين مسألة فكرية وعقائدية وهو ما انطبق على أنصار الإمام الحسين عليه السلام من ناحية الانتماء والانتساب للهوية الشيعية.
وهذا ما أفصح به الإمام عليه السلام للأعداء بقوله (يا شيعة آل أبي سفيان) بوصفهم بعقيدتهم.
والإمام وضع أربع خطوط لأصاحبه خط لصحابة الرسول : أنس بن حارث وعبد الرحمن ابن عبد رب الأنصاري الخزاعي ومسلم ابن عوسجه وحبيب بن مظاهر وزاهر مولى عمر ابن حمق الخزاعي.
رتب الإمام عليه السلام هذا الخط ليستطيع أن يقلب الأفكار المقابلة ليحرك حس التفكر والتوجه لديهم وحقيقة هوية ما يحمله وما يحملونه.
خط أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام اختارهم الإمام وهم 20صحابي لأنهم طريد عهده بالكوفة وكانوا أصحاب سيادة رأي في الكوفة وأصحاب مركزية قرار في الكوفة فبوجودهم سيحركون التفكير والإحساس عند غيرهم.
خط القراء (قراء القرآن) وقد أبرزهم الإمام عليه السلام على جناح المعركة لكي يقلب النفسية التي انغرست في نفوس الأعداء.
المرحلة الثانية: ما هو دور الفقهاء العظماء في التحرك نحو إبراز الهوية الشيعية.
استمروا الفقهاء في المحافظة على هوية التشيع فذهبوا إلى البحث في المسائل الكلامية والفقهية والتفسير حسب معطيات أهل البيت عليهم السلام.
وتوسع ذلك بالزعامة والمرجعية الدينية وأعظم عهودها عهد الشيخ المفيد قدس الله لطيفه.
المرحلة الثالثة: فناء الشيخ المفيد قدس الله لطيفه.
يقول السيد ابن طاووس رحمة الله عليه معرفاً للشيخ المفيد (أن رئاسة المذهب ألقت بكلها عليه)(وأن الشيخ المفيد قد حقق الرئاسة للمذهب والهوية الشيعية).
وعالم آخر يقول (أن رئاسة المذهب قد تحققت في عصر الشيخ المفيد فأصبح رئيساً للمذهب في الكلام والحديث والفقه والتفسير) فكان هو الأبرز والممثل للتيار الشيعي.
وتحرك الشيخ المفيد في أدوار عززت المذهب والهوية الشيعية.
الدور الأول: تواصل بطرق مختلفة مع الشيعة عن طريق الرسائل فربط أقطار العالم به.
الدور الثاني: تربية الجيل فممن تخرج من منبره الشيخ الطوسي والشريف المرتضى.
الدور الثالث: المناظرة مع الأطياف الأخرى.
الدور الرابع: دور النقد الداخلي.
فنتهج نهج الحوار الداخلي واستطاع أن يعكس انصع الصور للحوار الذي يكون في مناخ آمن
ومثاله كان الطرف الآخر الشيخ الصدوق فاستطاع أن يناقش الجانب الشرقي من التشيع (قم والري) فعطف الجانب الغربي مع الشرقي.
فالشيخ الصدوق ترك كتاب (عقائد الأمامية) أو (الاعتقادات) وكان يريد به أن يمثل المذهب الشيعي وهو في حقيقة الأمر لا يمثل التشيع بل الجانب الشرقي.
المناقشة: 1/ أن الشيخ الصدوق وقف وبنى على سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينما الشيخ المفيد بين أن سند هذه الرواية من رجال العامة وهي ذات سند ضعيف.
2/ وعند كلام الشيخ الصدوق عن الصفات الإلهية يذكر (بأن أفعال العباد غير اختيارية وأن الإنسان مسير غير مخير) وقال (أن أفعال العباد مخلوقه لله ولكن بمعنى التقدير لا التكوين).
التكوين: خلق التكوين بمعنى أن الإنسان يرفع الحجر على الحجر تكويناً وبحيث انه لا يقدر أن لا يرفع.
التقدير: أن الإنسان يعمل ذلك بسابق علم من الله عز وجل.
فكان رد الشيخ المفيد : أننا لا نقبل بهذا الكلام. لسببين:
الأول/ انه لو كان العلم بمعنى الخلق إذاً أنا خلقت الرسول لأني أعلم به وأني أنا خلقت السموات لأني أعلم بها وأني أنا خلقت الأرض لأني أعلم بها.
السبب الثاني/ يقول: لما تبني على راوية مفردة مبهمة وتترك روايات أهل البيت فكان الأجدر أن تتحدث عن روايات أهل البيت عليهم السلام التي تنفي خلق الله للأفعال.
سأل أبا الحسن الرضا هل أن الله هو خالق أفعالاً فقال سبحان الله لو كان الله خالق أفعال العباد لما تبرأ منها.
3/ أتى إلى فصل من فصول كتاب الشيخ الصدوق فقال : ذكر الشيخ أبو جعفر الصدوق رحمه الله أن نبينا والأئمة الطاهرين قد ماتوا بين مسموماً ومقتول و لم يثبت ذلك إلا في أمير المؤمنين والحسن والحسين الشهيد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى الرضا ولم يثبت في البقية.
في صفحة 110 من كتاب (تصحيح الاعتقاد) للشيخ المفيد نستفيد من فوائد.
1- أن ما يراه لا يجري على غيره.
2- في كلمة لا يثبت يبين الشيخ المفيد أنها أتت عليها روايات ولكن ليست بقوة الإثبات.
3- ومبنى الشيخ المفيد (الخبر لا يأخذه به وحتى لو كان صحيح الإسناد) الكثير من العلماء خالفوه ومنهم تلميذه الشيخ الطوسي.
وفي (المناقب) يقول صاحبه : من المشهور بين أصحابنا وعلمائنا أن أهل البيت بين مسموماً ومقتول ولم يخرج أحدهم من الدنيا ومات حتف أنفه ينقله صاحب (صراط الحق)3/379.
وفي بحار الأنوار للمجلسي 7/45 يقول : عجباً للشيخ المفيد كيف غفل عن الروايات الكثيرة التي تقول أن أهل ماتوا أما عن سم أو قتل بالإضافة للروايات التي تفصل كل حادثة.
المرحلة الرابعة: بعض المحاولات السلبية في نقد الشخصية الدينية.
في قضية الشيخ الأوحد أحمد بن زين الدين الأحسائي توترت الساحة بالأحداث والسبب أسلوب النقد اللاذع الذي حمل التكفير والإقصاء والإلغاء. بينما عندما أتى الشيخ إبراهيم عرفات القطيفي في كتابه (ردود ونقود) بالنقد رحب به أصحاب الشيخ الأوحد والسبب الأسلوب الراقي.
بينما يأتي من ينتقد الشيخ الصدوق والمجلسي ورواد علم الحديث الشيعي.
ففي بعض الروايات التي ذكرها الشيخ الصدوق:
(أن الأكراد قوماً من الجن فلا تخالفوهم). كيف ذلك؟؟
(في تفسير بطنت علي بن أبي طالب عليه السلام أن البطنه نتيجة أن علياً متخن بالعلم).
التعليق: 1- أن الشيخ الصدوق له مبنى فقهي ومبنى عقائدي للروايات التي يتمناها بينما إذا جلس على كرسي الرواية انفتح على كل الأحاديث ما يتمناه وما لا يتمناه.
2- في طبيعة كتب الصدوق (عيون أخبار الرضا) (الأماني) (الخصال) نجد بعض الروايات بدون تعليق.
فمن ثقافة النقد أن يكون على ما يعلق به العالم لا على بما يذكره فقط.
السرب
12-14-2010, 12:49 AM
ملخص محاضرة الليلة السابعة لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
الاجتهاد ضد النص ..نظرة في الأدعية ..(1)
في الأثر عن أمير المؤمنين عليه السلام (الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمجاً رعاع أتباع كل ناعق)
الاجتهاد مبدأ من مبادئ الحياة العامة لا يسأل عن كونه ضرورة أو لا ويزينه الزيادة فيه من حيث المقابلات الأخرى حتى ترتقي الحياة.
والفاصل بين الاجتهاد والفوضى بمقدار الشروط والمؤهلات المنصوصة لدى العلماء.
ويشير أمير المؤمنين عليه السلام لمن يتصدى للاجتهاد وهي ليس أهلاً لها بقوله: (من تصدر قبل أوانه لاق هوانه).
والاجتهاد عبارة عن جمع افكار وآراء المجتهد بما يأهل المجتهد من شروط ومؤهلات.
وسيكون الموضوع عن الاجتهاد على عنصرين:
العنصر الأول: أقسام الاجتهاد.... وهي ثلاث:
1/ الاجتهاد في النص (قراءة النص): وهو إظهار النص بمعنى الدلالة ومثال ذلك قوله تعالى (فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ)
السؤال: هل أن الأكثر والأفظع من كلمة أف محرمة بنفس الآية أو نحتاج لفهم حرمتها آية أخرى وهل هذه الآية تدل على أن الأفظع والأبشع في سلوك الإنسان العكسي مع والديه بحيث يستفاد من الآية ذاتها أولا يستفاد؟.
جواب الفقهيه: بأن ما دل على الأقل يدل على الأكثر من باب الأولى.
2/ الاجتهاد في قبال النص: وهو عنوان لا تعرفه مدرسة أهل البيت عليهم السلام بل هو عنوان ظهر في المدارس الأخرى وتسمى (بالمدرسة التأويلية) التي تأول نصوص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ومثاله: تأويل الصحابة لنصوص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (السيد شرف الدين في المراجعة 83 و 84) ولنا لها وقفه في قادم المحاضرات.
3/ الاجتهاد ضد النص.
نقد المتن والنص شي معروف لدى العلماء لأن العلماء يدققون في المتون كما يدققون في الأسانيد والمتن والنص صاحب الفضل على السند بحيث يرجح عليه.
مثال ذلك: دعاء الصباح ليس له سند (المجلسي) لا يعيبه الإسناد لقوة وعذابة الكلمات التي يحتويها (فهي لا تخرج إلا من معصوم).
والاجتهاد ضد النص قد يحدث الفوضى لمن ينتقد المتن وهو لا يحمل الخبرة الكافية ولا تنطبق عليه الشروط والمؤهلات في الاجتهاد.
ولنا وقفه مع كلمة أية الله السيد محسن الخرازي حفظه الله (إن عندنا في تراث أهل البيت ما هو فوق السند).
العنصر الثاني: طرح بعض الإسقاطات.
المثال الأول: في كتاب (الأخبار الدخيلة) ذكر صاحب الكتاب مقطع لزيارة عاشوراء وعلق عليه (بأنه لا يخلو من الدسيسة والتحريف) وذلك المقطع ((اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين)) حيث أن كلمة الاجتهاد لا تطلق إلا على الجيش الحق عندما يقاتل جيش الباطل ولا تطلق على جيش الباطل وهذا استنقاص في حق الإمام الحسين عليه السلام ولذا نظن أن حق العبارة هو((اللهم العن العصابة التي جاحدت الحسين)) أو((اللهم العن العصابة التي حاربت الحسين)).
والرد: أن كلمة الجهاد تطلق على القتال إن كان بوجه مشروع أو غير مشروع والمراجعة تأتي من الجذر اللغوي في قواميس اللغة لكلمة (الجهاد) حيث أنها مأخوذة من الجهد والطاقة وبذل التعب. ودليل ذلك قوله تعالى (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ).
المثال الثاني: لدى صاحب كتاب (تهذيب أحاديث الشيعة) فهو يذكر نماذج مكذوبة على أهل البيت عليهم السلام.
ومنها الطعن في مصادر الأدعية فقال أن ثابت ابن نادر (أبو حمزة الثمالي) فقال انه ليس قريباً من أهل البيت عليهم السلام وهو غير موثوق وغير معتبر.
والرد:
1/ صاحب الكتاب لم يشفع رأيه بالدليل.
2/ التباين في الآراء عن أبي حمزة فكان الإطراء من الإمام الخوئي له.
وروى عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: أبو حمزة في زمانه، مثل سلمان في زمانه،)
(راجع معجم رجال الحديث الجزء الرابع 1959).
3/ أنه أتى عن طريقه الكثير من الروايات فإذا كان تراث أهل البيت يصل منه وبهذه الوفرة ولا يعد به ولا يوثق يعتبر أمر خطير في تراثهم صلوات الله عليهم.
عن هشام بن الحكم، عن أبي حمزة، قال: (كانت صبية لي، سقطت، فانكسرت يدها، فأتيت بها التيمى، فأخذها، فنظر إلى يدها، فقال: منكسرة، فدخل يخرج الجبائر، وأنا على الباب، فدخلتني رقّة على الصبية، فبكيت ودعوت، فخرج بالجبائر فتناول بيد الصبية، فلم ير بها شيئا، ثم نظر إلى الأخرى، فقال: ما بها شيء قال: فذكرت ذلك لأبي عبد اللّه الصادق عليه السلام، فقال يا أبا حمزة، وافق الدعاء الرضا فاستجيب لك، في أسرع من طرفة عين).
وهنا استفادة: (وافق الدعاء الرضا فاستجيب لك) بأن التوجه إلى الله والسلوك إلى الله سبحانه وتعالى بآليات السلوك المعروفة من صبر وشكر ودعاء وصلاة وغيرها تحتاج إلى شرط وهو الموافقة وهي الموافقة مع الرضا واليقين بالله عز وجل.
وكيف لا وهو يحمل تراث عظيم لأهل البيت باسمه على لسان الإمام زين العابدين عليه السلام
وهو دعاء (أبو حمزة الثمالي).
كان أبو حمزة من أصحاب الإمام السجّاد و الإمام الباقر عليهما السلام, والسبب في اشتهار هذا الدعاء باسم أبي حمزة الثماليّ ـ حسب رواية المرحوم الشيخ الطوسيّ في كتاب مصباح المتهجّد ـ أنّ أبا حمزة الثماليّ هو الراوي لهذا الدعاء عن الإمام السجّاد عليه السلام, فهو الذي روى أنّ الإمام السجّاد عليه السلام كان في ليالي شهر رمضان المبارك يصلّي أغلب الليل ,وحينما يفرغ من الصلاة كان يقرأ هذا الدعاء.
والدعاء من أعظم الحلول لمشاكل الفتور في العبادة والكسل وصمت وجمود المشاعر.
بوضياء
12-14-2010, 09:55 PM
طرح رائع كعادته سماحة الشيخ في اختيار مواضيع هادفه في كل عام
جزيت كل خير
أخي السرب
على الملخصات والمحاضرات لصوتية
وبانتظار البقية
ألف شكر لك
.
السرب
12-15-2010, 12:08 AM
الاجتهاد ضد النص ..نظرة في الفضائل ..(2)
ملخص الليلة الثامنة من محرم -1432هـ
قال المولى عز وجل (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14)) سورة الصافات.
في بقية الحديث عن موضوع الاجتهاد ضد النص في جزأه الثاني وهي حول فضائل أهل البيت عليهم السلام حيث دارت حولها الشكوك والظنون وبحثها سيكون على مدار فصلين:
الفصل الأول: ننقل دعوة المدعي بأن نشر فضائل أهل البيت أمر غير راجح بل مرجوح وكذلك محاولة النظر في أخبار الأوائل من المناوئين لأهل البيت بحثاً لا يخرج بثمر.
وقام هذا الكاتب والمدعي بجمع مبررات كان منها:
1-أن الكثير من مناقب أهل البيت عليهم السلام يشكل خرق للقرآن الكريم.
2-أن منها ما هو معيب السند لا يصح منه شي.
ومثاله نص أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته المذكورة في نهج البلاغة ((فلا تثنوا علي بجميل ثناء لإخراجي نفسي إلى الله سبحانه وإليكم) وإلى أن يقول (ولستوا بفوق أن أخطاً ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفيني الله سبحانه من نفسي مما هو أملك به مني).
ويقول بأن خطبة علي ونصه هذا يشير إلينا بثلاث نقاط.
1/أن علي أبن أبي طالب عليه السلام لا يرغب في المدح فبالتالي لا توجد حاجة لمدح علي بفضائله والقيام بنشرها.
2/أن علي عليه السلام اعترف أنه غير معصوم كما نقول نحن بعصمته.
3/أن علي عليه السلام كان يستعطي الناس بالنصيحة.
ولكي نجاوب على هذه الإشارات نقف أولاً: على حقيقة هذا النص فهذا النص ذكر لخطبة أمير المؤمنين عليه السلام قالها في موقعة صفين وكان قد طرحها كمنهج تأسيسي للرئاسة والزعامة ولمن تكن تصف نفسه.
وثانياً: أن علي عليه السلام ندد بالثناء والمدح الذي يتجاوز الحد ومنها الغلو في بيان الفضائل ومدحه عليه السلام في وجهه على كل الصور والأوجه فهو لا يرضى بمعاملته كالملوك.
وثالثاً: في قوله (ولست بفوق أن أخطأ) فهي لا تجرد العصمة من أمير المؤمنين عليه السلام فهي على نفس قوله تعالى (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) والتي ذكرت على لسان النبي يوسف عليه السلام فلو أتت هذه الأية بنفس صورة قول أمير المؤمنين لكانت أتت يوسف الصديق وذكرها بعد أن سعى خلف شهواته والعياذ بالله فهو وجه لا يقبل.
يذكر ابن أبي الحديد في شرحه (الذي يرد على الشريف المرتضى) أنها لما وصل إلى هذا النص من الخطبة قال: وأن علياً لا يشير فيه إلى خاص نفسه إنما يشير إلى القوم الذين يخاطبهم فأتى بصيغة الجمع من باب التوسع.
ووصل إلى هذه الصوره لشموليته في الخطبة وما ذكره فيها امير المؤمنين حيث تحدث عليه السلام بأمور ليست فيه مثل الإيمان بعد الكفر والمعرفة بعد الجهل.
و أراد عليه السلام من الخطبة أن يضع ويطرح فيها منهجية الولاية العامة يقول عليه السلام (الولايات مضامين الرجال) فأراد أن يضع منهجية نظرياً وتأسيساً.
فمن تلك الشواهد أن معاوية لما وصل إليه خبر قتل محمد أبن بي بكر خابرهم بأن يأتوه بكتب علي ابن أبي طالب التي يخاطبها بها محمد ابن أبي بكر في وضع منهجية حكمه في مصر ولما أتته قام بنسبها إلى الشيخين فتألم عليه السلام.
ودعاء كميل الذي روي على لسانه عليه السلام أكبر صوره بأن أمير المؤمنين عليه السلام لا يشير إلى نفسه في مثل هذه المواضع.
رابعاً: وحينما ذكر أن علي يريد النصح من غيره وأراد بذلك إلغاء علومه عليه السلام وعصمته والرد يأتي في اللغة فمعنى النصح لغوياً الطاعة.
ففي الزيارة ((الناصح لدينه)) أتت بمعنى المطيع لدينه.
الفصل الثاني: استفهامات حول ضعف الاجابة أمام فضائل أهل البيت عليهم السلام وكراماتهم.
فالسؤال لما الناس لم يصدقوا ولم يستجيبوا ولم يتأثروا بعلي عليه السلام بالرغم من كثرة فضائله؟
مثال ذلك: فضيلة رد الشمس وإعلامه بالغيب والمغيبات.
الرد: التأثر بفضائل الإمام موجوده إلى زمننا الحالي وإلا لما وصل عدد الشيعة إلى ما يزيد عن 400 مليون شيعي وهم في ازدياد.
والجواب على هذا السؤال يجيبنا عليه القرآن الكريم.
آية (عصا موسى) هل آمن فرعون ؟؟؟
آية (رفع الطور) هل آمن بني إسرائيل ؟؟؟
آية إبراهيم عليه السلام (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) هل آمن النمرود وقومه ؟؟؟
آية النبي نوح عليه السلام (الطوفان) هل آمن قومه ومعهم ابنه ؟؟؟
فالرد أن ضعف الإجابة لا يشكل قلق لفضائل علي عليه السلام فهو حقيقة عدم الإيمان بالحق وإن ظهرت بآيات بينات يقول تعالى ((بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ () وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ () وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ ()).
ونشير إلى أن الانفصال عن الحق له منحنيين.
1-أما بالجهل والغرور.
2- وأما بالعلو والعناد والفساد.
ولو أتينا إلى رواية رفع الحائط لفاطمة الزهراء: أن فاطمة عليها السلام عندما دعت ربها فارتفع حيطان المسجد فسطعت غبرة دخلت في خياشيم القوم يقول سلمان)
وهذه الراوية روية عن طريق (اليعقوبي في تاريخه) و(سليم بن قيس في تاريخه) و(الكشي في رجاله) و(الطبرسي في احتجاجه).
ورغم ذلك لم يردعوا القوم وهجموا على الدار.
السرب
12-17-2010, 11:10 PM
ملخص الليلة التاسعة لسماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد
» الإمامة بالنص أم بالترشيح ؟ (1) (http://www.qabbas.com/index.php?show=sounds&action=play&id=89#273)
قال تعالى ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ)).
الحديث هو حول الإمامة وهل هي بالنص أو الترشيح؟؟
وهي فكرة لها جذور تاريخية واستمرت الى زمننا من خلال هذا الكاتب.
وبدايةً للموضوع نعدد المقامات الإلهية للإمام:
1-مقام الهداية وتحويل العقول من الظلمة الى النور ومن الظلالة إلى الهدى وهذا يحتاج الى راية المحبة وهذا ما كان لرسول الله صلى الله عليه وآله من فتوحات اسلاميه لبلاد تعلن اسلامها بدون حرب.
وهذا ما عبر به الكاتب الفرنسي لوقا بقوله (أن غبار حوافر خيول المسلمين إذا استنشقت بلداً ما أعلنت إسلامها).
وبانت راية المحبة في بداية دعوة الرسول في إسلام معظم الصحابة فكان من بينهم عثمان بن مظعون حيث يقول انه أسلم محبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فنفهم أن مقام الهداية يعتمد على الجذبة الروحية والقلبية بين الإمام والأمة.
2-مقام الولاية الدينية والتشريعية وهي إظهار أمور الشريعة للناس في كافة المجالات الدينية من عقائد وفقه.
وهنا نشير أن مسئولية الإمام اتجاه النظام أما أن يكون مديراً للنظام بجلوسه على كرسي الحكم وأما أن تكون مسئوليتة مسئولية مداراة.
وهنا إشارة بأن كلا المقامين يعتبران ولاية دينية مفروضة على الأمة وليست باختيارية.
3-مقام ولاية الخلافة بأن يكون له كرسي الحكم في الدولة وأن يكون الآمر والناهي فيها.
وهي ولاية لا تعتبر من صلب الإمامة متى ما أخذت لا تؤثر في إمامة الإمام فهو إمام سواء كان حاكماً أو غير أو حاضرأ أو غائباً.
وهنا تكون التساؤلات عن الخلافة مع المدعي بقوله انها ليست حقاً للإمام؟؟
ونظهر بسؤالين: 1/من أين علمنا أن الخلافة الظاهرية حق للإمام؟؟؟
2/من أين علمنا أن هذا الحق لو انتزع من الإمام فلن يأثر على مقامه ولن يضر إمامته؟
الجواب للسؤال الأول:
1/نثبت الإمامة للإمام أولاً بالعقل حيث يقول العقل (لا حق للمفضول مع وجود الفاضل) نفهم منها أن عقل الإنسان في أمور حياته سيرشده ويهديه إلى ما يسلم حياته المعيشية ويأمنها على مدى عمره فمثلاً: لن يذهب في مرضه للطبيب العادي بل للمختص واحياناً للمستشار وهكذا حسب الحالة المرضية وقس باقي الأمور الحياتية.
فالعقل يقول على المرء أن يبحث عن الإنسان الأكفى. وهذه الصور الدنيوية فما بالك بأمور الدين وبالآخرة وحق الإمام في الخلافة على اعتباره الأكفئ من الرجال في زمانه فهو المعصوم.
2/ من النصوص:
النص الأول حديث الإنذار(حديث الدار)(حديث العشيرة) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاء عشيرته أخد برقبة علي ابن أبي طالب عليه السلام وقال (هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم من بعدي) وهذا الحديث يعطينى عدة إشارات منها:
1-أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قاله وعلي عليه السلام في بداية فتوتة وأمام أسياد قريش مما جعلهم يتآلفون عليه ومما يدل على ذلك قول الزمخشري (لا ترى قرشياً يحب آل محمد).
ومن خلال قصة إنذار العشيرة وإبلاغ الناس ، نفهم بأنه كان للرسول صلى الله عليه وآله منذ البدء وزير وخليفة وهو أخوه علي عليه السلام.
2-أن هذا الحديث مهد في مكة ومنذ بدأ الدعوة والمعروف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان همه تأسيس العقيدة وإظهار أصولها من توحيد الله ونبوته وذكره لخلافة أمير المؤمنين ما هي إلا كونها أصلاً من أصول الدين.
ومن روى هذا الخبر: المتّقي الهندي في ( كنز العمّال 131:13 / الرقم 36419، مؤسّسة الرسالة ـ بيروت سنة 1405 هـ ) عن: ابن إسحاق، وابن جرير الطبريّ صاحب التفسير والتاريخ، وابن أبي حاتِم الرازي، وابن مَردَويه، وأبي نُعَيم الاصفهاني الحافظ، والبيهقي. كذلك رواه الطبري في ( تفسيره ج 19 ص 74، دار المعرفة ـ بيروت )، والبيهقي في ( السنن الكبرى 7:9، دار المعرفة ـ بيروت )، وابن أبي حاتم في ( تفسيره ج 9 ص 2826 / الرقم 16015 ـ باختلاف، مكتبة نزار الباز ـ مكّة المكرّمة سنة 1417 هـ ) ].
فرواة هذا الحديث هم أئمّة أعلام علماء السنّة، منهم: محمّد بن إسحاق صاحب السيرة النبويّة ( ت 152 هـ )، وهو من رجال البخاري ومسلم والأربعة أصحاب الصحاح ( يراجع: تقريب التهذيب 144:2 ). والخبر مُتَّفَق عليه، إذ ورد بأسانيد كثيرة في كتبٍ معتبرة، فجاء في: ( مسند أحمد بن حنبل 111:1 / الرقم 885، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت 1414 هـ )، وفي ( سنن النَّسائي 248:6، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت )، كذا رواه الحافظ أبو بكر البزّار صاحب المسند، والحافظ الطبراني في ( المعجم الأوسط )، والحاكم النيسابوري في ( المستدرك على الصحيحين )، والطحاوي في ( مشكل الآثار )، والحافظ أبو نُعيم في ( دلائل النبوّة ) و ( حلية الأولياء )، والضياء المَقْدسي في ( المختار ) الذي التزم فيه الضياء بالصحة، فلا يروي فيه إلاّ الروايات الصحيحة المعتبرة في نظره، والحافظ ابن عساكر، والبيهقي في ( دلائل النبوّة )، والحافظ ابن الأثير، والحافظ الهيثمي في ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 113:9، دار الكتاب العربي ـ بيروت 1403 هـ ـ وفيه إسنادٌ جيّد )، والحافظ الذهبي في تلخيص المستدرك وقد نصّ على صحّة هذا الحديث، والحافظ السيوطي في تفسيره ( الدرّ المنثور ـ في ظلّ آية الإنذار الآنفة الذِّكر ).. وغيرهم..
ولو أتينا لمن حاول عدم إظاهر الحديث فهذا ابن حجر في كتابه (فتح الباري في شرح البخاري) يقول: وأن تكتم العلماء على حديث الإنذار قد قدى مذهبا. أي لو آمنوا به لكان علياً خليفة.
النص الثاني: حديث المناقب العشرة (ومن أثبت صحته شرف الدين فهو) حديث ابن عباس أنه كان جالس في رهط من الناس وأتته مجموعة من القرشيين ممن كانوا على خط الخلافة قالوا يا ابن عباس تقوم معنا أو نذهب إلى هؤلاء تبين إنهم يريدون المناظرة فقال أنا آتيكم فذهب معهم فرجع ابن عباس وهو يقول أف تف) فقالوا ما ورائك فقال لقد حاججووا في رجل وعدد مناقب علي عليه السلام إلى أن وصل في قوله رجل سد الرسول كل أبواب المسجد إلا بابه وقال لا يدخل المسجد جنب إلا أنا وأنت ورجل قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لاينبغي أن أخرج من الدنيا إلا وأنت خليفتي).
وهنا إشارة إلى قدسية الإمام وطهارة ما يخرج منه كخصوصية جسمية أمتاز بها عليه السلام.
وذكره الحاكم النيسابوري في ( المستدرك على الصحيحين )، وقال هو على شرطي الشيخيين ولكن لم يخرجاه. وأقر الذهبي للنيسابوري في صحته في الحديث.
السؤال الثاني: من أي علمنا أن حق الخلافة لو انتزع من الإمام فلن يأثر على مقامه ولن يضر إمامته؟
الجواب من الأحاديث الشريفة:
1-الحديث من نهج البلاغة (لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جورٌ إلا عليَّ خاصّة".).
فالإمام علي عليه السلام أسلم من موقعه لأن الغير أعلن الحرب في حقه.
2- وقوله عليه السلام (لا يعاب المرء بأخذ حقه إنما يعاب من يأخذ حق غيره).
وهنا إشارة إلى حق الإمام عليه السلام وسلبه منه.
3- يقول أمير المؤمنين عليه السلام (إنَّ هؤُلاَءِ قَدْ تَمَالاُوا عَلَى سَخْطَةِ إمَارَتِى، وَسَأَصْبِرُ مَا لَمْ أَخَفْ عَلَى جَمَاعَتِكُمْ;)
فنفهم أن الإمام سالم من أجل أمور المسلمين ومن أجل المصلحة العامة ولم يحارب من أجل أن لا تظهر الفتن.
فالإمام عليه السلام بقي في مقامه كقائد بالمداراة وظل يتحدث بحقه المغصوب والمأخوذ منه وهو صابر على ذلك ولكنه أبقى على ذلك من أجل الأمة وسلامتها.
السرب
12-19-2010, 05:31 PM
الإمامة بالنص أم بالترشيح ؟ (2)
قال تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ).
استكمالاً للحديث عن الإمامة هل هي بالنص أو بالترشيح في جزأها الثاني.
فحديثاً سيكون حول كتابات بعض الكتاب التي أظهرت لنا الشبهات القرآنية والتاريخية ومنهم هذا الكاتب الذي طرح الأسئلة وأثارها على شكل شبهة ؟
وما كان هذا منه إلا لضعف قراءته التاريخية وعدم ربط الأحداث بعضها ببعض.
ومحاور الحديث ستكون على أربعة فصول.
الفصل الأول: قال الكاتب في مقطع في كتابه حول تحول الخلافة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم (المشكلة أن الأنصار هم الذين عقدوا جلسة حول هذا الموضوع وهم الذين حاكوا تلك المؤامرة ولو كان غير الأنصار قام بهذا الدور لأصبحت أكثر معقولية لأن الأنصار الذين بذلوا الثمين والرخيص في سبيل الله ورسوله والذين ناصروا الإسلام فكيف نصفهم بأنهم قاموا بمؤامرة وكيف نتهمهم بهذا وهم الذين شيدوا ملة الإسلام إذاً هذه وقفة ترسم لنا علامة استفهام حول ما يقولونه الشيعة حول أنه هناك تآمر على أهل البيت فلا بد أن الأنصار قد فهموا أن الخلافة ليست حقاً لعلي أبن أبي طالب بل أن الخلافة حق للأمة فأرادوا أن يدلُ بدلوهم وأن يستعرضوا فكرهم ونتاج نظرهم في هذا الموضوع).
ولكي نستعرض في كلامه سننتقل بين ثلاثة قراءات لهذا النص.
القراءة الأولى: لو أتينا لقوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ).
فهذه الآية تحدثت عن انقلاب وشيك وتحدثت عن ارتداد على الأعقاب ولم تفصل أو تفرق بين الأنصار أو المهاجرين بل تحدثت بشكل عام والقرآن الكريم في جزء منه كان يستشرف المستقبل فبالتالي الآية لم تسقط الأنصار ولم تستبعدهم عن كونهم ممن انقلبوا على أعقابهم.
وكذلك السنة المطهرة تتحدث عن المستقبل الوشيك فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم لوح للحقيقة المرة التي يستقبلها المسلمون وقد ذكرها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الكثير من الأحاديث والمواقف العديدة فمنها:
ذكر ابن أبي الحديد في شرح النهج 6/218 يقول (بأن علي ابن أبي طالب كان يتعهد نعلي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخصفهما ويتعهد أثوابه يغسلها فقد نُقب نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم فأخذه علي ابن أبي طالب يخصفه.
والحديث لأم سلمه تقول (دخل عليه أبا بكر وعمر فحدثا رسول الله صلى الله عليه وآله بما أراد فقالا يا رسول الله : لا ندري قدر ما تصطحبنا هل لا أعلمتنا بالذي يستخلف علينا من بعدك فقال صلى الله عليه وآله وسلم أني لأرى مكانه ولكن لو أني أعلمتكم به لتفرقتم كما تفرق بنو إسرائيل).
فالإشارة من خلال الحديث لم تبين وتحدد وتفرق أي الأقوام ستفترق كانوا أنصار أو مهاجرين.
وفي كلام لمالك بن نبي حول الآية الشريفة يعلق بقوله (بأن علاقة الإنسان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم كعلاقة الطفل بأبويه تكون على ثلاثة مراحل.
مرحلة التعلق بالصورة وتكون للطفل الصغير الذي لا يحفظ من والديه سوى الصورة.
مرحلة التعلق بشخصية الأبوين وهي لمرحلة الولد الذي يتعلق ببعض تصرفات والديه وتنعكس عليه بالتصرفات وهي تزيد عن سابقتها.
مرحلة التعلق بمبادئ الأبوين وهي تبرز في سن الشباب بحيث أنه يحمل فكر ومبادئ والديه وهي أكثر تجلي من ما سبق).
فالرابط والعامل في كلامه هو قوة الرابط من حيث المدة والالتصاق.
فنفهم من كلامه أن الناس حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ثلاثة:
1/أناس تعلقوا بصورة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويُخشى عليهم من الشوشرة والنفاق.
2/أناس تعلقوا بشخصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهؤلاء ثبتوا في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وما إن مات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلا وانقلبوا على أعقابهم.
3/أناس تعلقوا بمبادئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهم قلة وهم الذين ثبتوا على الدين وما جاء وأمر به الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
الفصل الثاني: مخالفة الأنصار سنن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فالسؤال هل كانت هناك جرأة للأنصار لمخالفة سنن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟
وإجابة السؤال ستكون من التاريخ فهم خالفوا أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومن تلك الشواهد:
1/قول رسول الله صلى الله عليه وآله (لا يزال أمر هذا الدين ماضياً ما وليه أثنا عشر خليفة) أو (أثنا عشر إماماً) أو(أثنا عشر نقيباً)
وأتى الاختلاف في الحديث على اعتبار أن الرسول صلى الله عليه وآله كان يكرره مِراراً وتكراراً
(ثم تكلم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكلمة فقال كلهم من قريش).
هل ألتزم به الأنصار بقولهم (منا أميراً ومنكم أمير).
فيأتي عمر بن العاص مقيماً حركة الأنصار هذه بقوله (والله أنهم كادوا أن يحلوا حبل الإسلام بعد أن قاتلوا فيه وأن يخرجوا من أدخلوا فيه ولكن كادوا يخرجوا الناس عن دين الله فإذا كان سمعوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : كلهم من قريش ثم ادعوها لأنفسهم فقد هلكوا وأهلكوا ) الحديث للطبري 2/580.
2/وكذلك المهاجرين خالفوا الأحاديث:
حيث يروى عن عمر بن الخطاب أنه قيل له : لو استخلفت ، فقال : ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته .
ويقول عمر أيضاً: ولو كان معاذ بن جبل لاستخلفته.
والسؤال هل سالم ومعاذ بن جبل قرشي الجواب لا.
وبالتالي نفهم أن التراجع والانقلاب عن سنة الرسول صلى الله عليه وآله كانت تمثل ظاهرة عانى منها الأنصار والمهاجرين.
3/ العقلية والذهنية القبلية.
أثرت العقلية القبلية على انقلاب الأنصار ففي يوم السقيفة، اثر وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيث أعلن فريق من الأنصار، وعلى رأسهم سعد بن عبادة أحقيتهم بالخلافة، وطال الحوار، واحتدمت المناقشة، كان موقف أسيد بن خضير، وهو كما هو معروف زعيم أنصاري كبير، كان موقفه فعالا في حسم الموقف، وكانت كلماته كفلق الصبح في تحديد الاتجاه..
فوقف أسيد فقال مخاطبا فريق الأنصار من قومه:
" تعلمون أن رسول الله كان من المهاجرين.. فخليفته أذن ينبغي أن يكون من المهاجرين.. ولقد كنا أنصار رسول الله .. وعلينا اليوم أن نكون أنصار خليفته"..
فيتضح لنا من الحادثة أن عملية الترشيح أخذت البعد القبلي لا الشخصي لكل فرد فكل شيخ قبيلة انفرد برأي قبيلته.
وهذا الموقف يعكس حقيقة بيعة الغدير حين احتشدوا أكثر من 120 ألف شخص هم لا يمثلون أنفسهم بل قبائلهم.
الفصل الثالث: أشار الكاتب والمدعي إلى رأيين وطرحهما.
الرأي الأول: رأي الأستاذ المطهري.
حيث يقول في كتابه الإمامة صفحة 18-20 (أن ما فعله النبي من تعيين أحدهم والياً على مكّة حاكماً عليها، أو ما قام به مثلاً من إرسال معاذ بن جبل مبلِّغاً للإسلام في اليمن، كان من قبل الوحي وعلى أثر توجيهه، كذلك يجب أن يقال إن ما قام به من تعيين عليٍّ خليفةً من بعده هو من تدبيره الخاص، انطلاقا من كون النبي حاكماً مخوّلاً من قبل الله في قيادة الأمة وإدارة شؤون المجتمع، له أن يتصرف بتدبيره الخاص فيما لا يبلغه فيه وحي، كما جرت عليه سيرته في وقائع من نظير بعث معاذ إلى اليمن أو تعيين حاكم لمكة بل أن تعيين الخلافة لأمير المؤمنين أتى لأجل أمور الدين وأن يوصل للإنسان ما انقطع من الوحي والتعيين ليس بمعنى الحكومة ولو كانت بهذا المعنى لكانت مقولة أهل السنة أكثر جاذبية من مقولة الشيعة لأنهم يقولون (أن الخليفة ليس له أن يعين من بعده بل هو متروكة للأمة) إلا إذا قلنا أن للشيعة معنى آخر وهو أن تعين علي عليه السلام ليس فقط للخلافة والحكم بل عين من رسول الله بالإمامة الإلهية.
ومن ثم يأتينا الكاتب ليقول :(بأن الخلافة ليست من الإمامة وبالتالي من أخذ الخلافة من علي ابن أبي طالب ليسوا بمأثومين)؟؟
وكان الرد كما جاء بالجزء الأول على اعتبار الخلافة ليست من صميم الإمامة.
وفي ضوء المنطق والنهج الذي يحويه الكاتب في تصوره تنحدر الإمامة إلى مستوى كونها شأنا إداريا عاديا يدخل في إطار ممارسة الحاكم لصلاحياته في إدارة البلاد، مما لا شأن له إلى ما تسمو إليه الإمامة في المعتقد الشيعي وهي تتحرك في مدارات البيان والهداية والولاية.
والكاتب أخطأ في فهم الشهيد مطهري حيث يقول المطهري (أن الخلافة يحتاجها عليٌ عليه السلام لأمور الدين وأحكامه).
فالإمامة أما جزئية بمعنى وجود الحكم الباطل وهذا لا ينقص قدر الإمام ولا يتعطل دوره.
وأما كُلية وهو أن يضع الإمام يده على الحكم بحيث ترتفع الشرور من الحياة بأكملها.
وكما قال سلمان الفارسي (رضي الله عنه) في خطبة له بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) : «والله لو وليتموها علياً لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم ولو دعوتم الطير في السماء لأتتكم والحيتان في البحار لأجابتكم ولما طاش سهم من سهام الله ولا تعطل حكم من أحكام الله ولكن حظكم أخطأتم ونصبيكم ضيعتم».
و ما قاله أبو ذر رضي الله عنه (فيا أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها لو قدمتم من قدمه الله ورسوله، وأخرتم من أخره الله ورسوله لما عال ولي الله، ولا طاش سهم في سبيل الله، ولا اختلف الأمة بعد نبيها).
وعندما نصل إلى قوله تعالى (أَلَّوِ اسْتَقَـمُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لاَسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً )) فبتفسير أئمة التفاسير من أهل السنة بان الطريقة هي ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام.
الرأي الثاني: عندما جاء إلى السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه المراجعات المراجعة 83 و84 يقول مخاطباً الشيخ الأزهر في رده على تخطأتهُ الصحابة (يمكن أن نُحملهم الخطأ ونُحسن الظن بهم لأنهم كانوا متأوله).
على اعتبار أن الصحابة كانوا يقسمون مقامات للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وبأن الرسول ينطق عن الوحي في أمور العبادة فيأخذونها) بينما باقي الأمور فهي اجتهاد شخصي.
والحقيقة أن حتى العبادة حرفوا وأولوا فيها.
فحديث أنس بن مالك روي في صحيح البخاري - كِتَاب مَوَاقِيتِ الصَّلَاةِ -
(حدثنا عمرو بن زرارة قال أخبرنا عبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد عن عثمان بن أبي رواد أخي عبد العزيز بن أبي رواد قال سمعت الزهري يقول دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي فقلت ما يبكيك فقال لا أعرف شيئا مما أدركت إلا هذه الصلاة وهذه الصلاة قد ضيعت.)
ويشير شرف الدين إلى أن الصحابة كانوا لا يتبعون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلا في أمور العبادات أما في موضوع السياسات فلا يرجعوا فيه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولهذا تعارفت عندهم بعض الأحاديث.
والسيد شرف الدين انتبه لخطورة كلمته بعد أن تمت طباعة كتاب المراجعات فهي تعكس الخط الشيعي ولكنه عاد وصححها في كتاب كامل اسمه (النص والاجتهاد).
ومن هنا يأتينا الكاتب والمدعي بقوله (أن السيد يقول بأن الناس كانت متأوله لأحاديث الرسول).
حيث أخذ بكتاب المراجعات ولم يشر إلى كتاب النص والاجتهاد.
الفصل الرابع: هل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عين الخلافة في علي ابن أبي طالب عليه السلام؟
الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أشار إلى علي ابن أبي طالب عليه السلام وأشار إلى أن الخلافة ليست متروكة للأمة فالإسلام دينُ ودولة.
بينها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منذ بداية الدعوة.
قال ابن إسحاق حدثني الزهري أن الرسول صلى الله عليه وآله أتى بني عامر بن صعصعة ، فدعاهم إلى الله عز وجل ، وعرض عليهم نفسه ، فقال له رجل منهم: أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ، ثم أظهرك الله على من خالفك ، أيكون لنا الأمر من بعدك ؟ قال : الأمر إلى الله يضعه حيث يشاء ، قال : فقال له : أفتهدف نحورنا للعرب دونك ، فإذا أظهرك الله كان الأمر لغيرنا لا حاجة لنا بأمرك ، فأبوا عليه).
وفي النسائي عن يحيى بن سعيد عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم بالحق حيث كنا لا نخاف لومة لائم).
ونوجه الحديث للكاتب برغم زخم وغزارة الروايات والأحاديث الصحيحة من الشيعة والسنة في أمر خلافة الإمام علي عليه السلام وأن الرسول صلى الله عليه وآله قد جعله أميراً على المسلمين.
فهذا السيد ابن طاووس يكتب مجلد كامل يذكره فيه الروايات التي ذكرت أن الإمرة للإمام علي ابن أبي طالب عليه السلام وهم كتاب (اليقين في تسميته لأمير المؤمنين) وكذلك (التحصين في تسميته لأمير المؤمنين).
وكذا الدُستري ألف كتاب جمع فيه الأحاديث عن طريق السنة والشيعة لتسمية علي عليه السلام بأمير المؤمنين.
ونعود إلى من خالف أمر الرسول صلى الله عليه وآله في حق الخلافة لعلي عليه السلام وهل أن الصحابة لا يعلمون منزلة أمير المؤمنين عليه السلام أو ماذا؟
يرجع لأسباب كثيرة أهمّها الأحقاد الكامنة في صدور القوم الذين كانوا حديثين عهد بالإسلام ؛ لأنّ عليّاً (عليه السّلام) قتل آباءهم وإخوانهم وأبناء عشيرتهم في الغزوات دفاعاً عن النبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله) ، وفي سبيل تشييد أركان الإسلام ،
وإلى ذلك أشارت الزهراء (عليها السّلام) في خطبتها المعروفة : « وما نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله نكير سيفه ، وقلّة مبالاته بحتفه ، و شدّة تنمّره في ذات الله » .
فلم يكونوا يتحمّلون خلافة عليّ (عليه السّلام) بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وأخذ البيعة له ، وهو الذي قتل آباءهم وأقربائهم والذي لم ولن يميل عن الحق.
واستمر وجرى الحقد على أبناءه الأئمة المعصومين عليهم السلام وشيعته إلى يومنا هذا.
vBulletin® v3.8.8 Beta 3, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir