السرب
10-30-2010, 11:32 PM
دحو الأرض
في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة تهل ذكرى " دحو الأرض " ،
وهي مناسبة جليلة في المفهوم الإسلامي ، وقد وردت آيتان في كتاب الله العزيز تتحدثان عنها ،
وهي قوله تعالى " والأرضَ بعدَ ذلك دَحاها " النازعات 30 ،
وقوله تعالى : " والأرض وما طحاها " الشمس 6 ،
والدحو هو البسط أو الجرف والإزالة عن المقر ،
و طحا بمعنى: بسط فوسع، والطحا: المنبسط من الأرض ،
وقيل الدحو كالطحو وهو البسط للشئ والذهاب به ..
ففي هذا اليوم بسط الله السماء ومدها بعدما رفع السماء ، وقد جاءت عدة روايات تسهم في ذكر تفاصيل لدحو الأرض ،
منها ما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله: إنّ الله تعالى دحا الأرض مِن تحت الكعبة إلى مِنى، ثمّ دحاها مِن مِنى إلى عَرَفات، ثمّ دحاها من عَرَفات إلى مِنى. فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة .
مما نجد فيه ربطاً وثيقاً بين الدحو والكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة تأكيداً على مكانتها ومركزيتها .
ويرى البعض أن آية " والأرضَ بعدَ ذلك دَحاها " فيها دلالة على كروية الأرض فالدحية هي بيض النعام وجمعها دحى. وبيض النعام كروي الشكل مع تفلطح قليل فيه .
فالبارئ المصور أراد أن يصور هذه الأرض بالشكل الأكثر ملائمة للحياة ؛ فأبدع هذه الكرة الجميلة , وجعلها كالدحية أي كبيضة النعام. ولقد ثبت بدراسة الأرض بالأقمار الإصطناعية أن الأرض كروية الشكل مفلطحة قليلا بنفس الشكل الذي خلقت به بيضة النعام.
ولسنا هنا في صدد الحديث عن تناول الآيات والنصوص الروائية لهذه الظاهرة ، ولكننا نريد أن نسلط الأضواء على درسين مستفادين من هذه الذكرى :
أولاً : يود الدحو يوم عبادة وتقرب لله :
ففي ليلة الدحو ويومه برنامج عبادي نوهت به بعض النصوص الروائية ، حيث مما ورد في ذلك أنها ليلة شريفة تنزل فيها الرحمة الإلهية ، وفيها مناسبة ميلاد بعض الأنبياء كعيسى وإبراهيم ،
وورد استحباب صيام ذلك اليوم والغسل فيه والدعاء وزيارة الأئمة وبالخصوص الإمام الرضا عليه السلام .
ولعل هذا البرنامج العبادي يراد منه تذكير الإنسان بهدفية خلق هذه الكرة الأرضية ، وعظمة ما فيها عند الله تعالى ، فيوم خلقها أو دحوها يوم للتوجه بالشكر لله وطلب نائله ، والتقرب إليه عز وجل .
ثانياً : خلافة الإنسان في الأرض :
"الأرض هي الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية بعد عطارد والزهرة وهي تدور حول الشمس في مدار ثابث حيث تكمل دورتها حول الشمس كل 365.4يوم وهي تقطع مسافة 915 مليون كيلومترا في مسارها حول الشمس لتعود بعد عام كامل إلى نفس النقطة حول الأرض بسرعة 30كلومتر كل ثانية .
وهذه الرحلة التي تقوم بها حول الشمس تسمى السنة الشمسية ، وقد أحيطت الأرض بنظام دقيق يربطها بكل الموجودات في الكون ، إبداعاً منه تعالى ، وجعل الله الإنسانَ مركزاً ومحوراً لكل المخلوقات ، وأناط به مهمة الخلافة في الأرض ، وإعمارها ، فالنظام الكوني الدقيق الذي تُسيّر به المخلوقات لا يكتمل عطاؤه وثماره إلا بانتظام الإنسان وانسجام حركته مع حركة الكون في ظل طاعته لله عز وجل وتطبيق شرعه ، وباختلال ذلك قد يحدث خلل ليس فقط في حياة الإنسان وإنما أيضا في النظام بأكمله .
إن إيتاء الأرض ثمارها ، وفتح البركات من السماء والأرض مرهون بمدى امتثال الإنسان لأوامر الله ، وبمقياس تقواه وطاعته له .
ففي هذا اليوم – يوم دحو الأرض – علينا أن نستذكر المسئولية الكبرى علينا في خلافة الله في أرضه ، والهروب من أفق الأرض الضيق لوسع رحمته ، وبهذا يتسع الكون و تخضر الأرض ، وتخرج الأرض باطنها خيرا ...
في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة تهل ذكرى " دحو الأرض " ،
وهي مناسبة جليلة في المفهوم الإسلامي ، وقد وردت آيتان في كتاب الله العزيز تتحدثان عنها ،
وهي قوله تعالى " والأرضَ بعدَ ذلك دَحاها " النازعات 30 ،
وقوله تعالى : " والأرض وما طحاها " الشمس 6 ،
والدحو هو البسط أو الجرف والإزالة عن المقر ،
و طحا بمعنى: بسط فوسع، والطحا: المنبسط من الأرض ،
وقيل الدحو كالطحو وهو البسط للشئ والذهاب به ..
ففي هذا اليوم بسط الله السماء ومدها بعدما رفع السماء ، وقد جاءت عدة روايات تسهم في ذكر تفاصيل لدحو الأرض ،
منها ما ورد عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قوله: إنّ الله تعالى دحا الأرض مِن تحت الكعبة إلى مِنى، ثمّ دحاها مِن مِنى إلى عَرَفات، ثمّ دحاها من عَرَفات إلى مِنى. فالأرض من عرفات، وعرفات من منى، ومنى من الكعبة .
مما نجد فيه ربطاً وثيقاً بين الدحو والكعبة المشرفة والمشاعر المقدسة تأكيداً على مكانتها ومركزيتها .
ويرى البعض أن آية " والأرضَ بعدَ ذلك دَحاها " فيها دلالة على كروية الأرض فالدحية هي بيض النعام وجمعها دحى. وبيض النعام كروي الشكل مع تفلطح قليل فيه .
فالبارئ المصور أراد أن يصور هذه الأرض بالشكل الأكثر ملائمة للحياة ؛ فأبدع هذه الكرة الجميلة , وجعلها كالدحية أي كبيضة النعام. ولقد ثبت بدراسة الأرض بالأقمار الإصطناعية أن الأرض كروية الشكل مفلطحة قليلا بنفس الشكل الذي خلقت به بيضة النعام.
ولسنا هنا في صدد الحديث عن تناول الآيات والنصوص الروائية لهذه الظاهرة ، ولكننا نريد أن نسلط الأضواء على درسين مستفادين من هذه الذكرى :
أولاً : يود الدحو يوم عبادة وتقرب لله :
ففي ليلة الدحو ويومه برنامج عبادي نوهت به بعض النصوص الروائية ، حيث مما ورد في ذلك أنها ليلة شريفة تنزل فيها الرحمة الإلهية ، وفيها مناسبة ميلاد بعض الأنبياء كعيسى وإبراهيم ،
وورد استحباب صيام ذلك اليوم والغسل فيه والدعاء وزيارة الأئمة وبالخصوص الإمام الرضا عليه السلام .
ولعل هذا البرنامج العبادي يراد منه تذكير الإنسان بهدفية خلق هذه الكرة الأرضية ، وعظمة ما فيها عند الله تعالى ، فيوم خلقها أو دحوها يوم للتوجه بالشكر لله وطلب نائله ، والتقرب إليه عز وجل .
ثانياً : خلافة الإنسان في الأرض :
"الأرض هي الكوكب الثالث في المجموعة الشمسية بعد عطارد والزهرة وهي تدور حول الشمس في مدار ثابث حيث تكمل دورتها حول الشمس كل 365.4يوم وهي تقطع مسافة 915 مليون كيلومترا في مسارها حول الشمس لتعود بعد عام كامل إلى نفس النقطة حول الأرض بسرعة 30كلومتر كل ثانية .
وهذه الرحلة التي تقوم بها حول الشمس تسمى السنة الشمسية ، وقد أحيطت الأرض بنظام دقيق يربطها بكل الموجودات في الكون ، إبداعاً منه تعالى ، وجعل الله الإنسانَ مركزاً ومحوراً لكل المخلوقات ، وأناط به مهمة الخلافة في الأرض ، وإعمارها ، فالنظام الكوني الدقيق الذي تُسيّر به المخلوقات لا يكتمل عطاؤه وثماره إلا بانتظام الإنسان وانسجام حركته مع حركة الكون في ظل طاعته لله عز وجل وتطبيق شرعه ، وباختلال ذلك قد يحدث خلل ليس فقط في حياة الإنسان وإنما أيضا في النظام بأكمله .
إن إيتاء الأرض ثمارها ، وفتح البركات من السماء والأرض مرهون بمدى امتثال الإنسان لأوامر الله ، وبمقياس تقواه وطاعته له .
ففي هذا اليوم – يوم دحو الأرض – علينا أن نستذكر المسئولية الكبرى علينا في خلافة الله في أرضه ، والهروب من أفق الأرض الضيق لوسع رحمته ، وبهذا يتسع الكون و تخضر الأرض ، وتخرج الأرض باطنها خيرا ...