خادمكم زاهر
08-19-2010, 10:18 PM
همسات في أذن المجتمع
آهات تتبعها حسرات
قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة: ( الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق، والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد )
*مقدمة:
أحببتُ أن أسطر هذه الكلمات لأحبائي القراء سائلا المولى العلي القدير أن يوفقنا أن نضع أيدينا على بعض الجراح التي ما زالت تمزق روح التدين في مجتمعنا.
لو حاولنا أن ننظر لمجتمعنا نظرة المحب الحاني والغيور على ما فيه نجد في طياته الجميلة أنواعا شتى من المكارم والآداب التي بفضل الله ثم المجالس الحسينية والمحاضرات الهادفة والموروث الطيب أصلت في نفوسنا قيما جميلة، ونذكر أبرز أنواع القيم الجميلة التي يتحلى بها مجتمعنا:
· المجالس الحسينية والمناسبات والمواليد والأعياد التي تنشر السرور وسط مجتمعنا.
· جمعية البر الخيرية وما لها من دور فاعل لتقويم مستفيدي المنطقة.
· النوادي الرياضية بمجملها العام التي تقوي الجسد، ومشاركتها الفاعلة في الأنشطة الخيرية.
· الآداب التي ورثناها من آبائنا كاحترام الكبير وتوقير الصغير.
· احترام علمائنا ومشايخنا الكرام صفة ظاهرة في مجتمعنا.
وما ذكرناه هو على سبيل الحصر ، ولكن يا أحبتي ما يشوش هذه القيم، ويضع علامات الاستفهام في بعض تصرفاتنا هذا الحديث الذي تصدرنا به المقال: ( الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد ).
وهذه بعض الجراح أشار إليها الحديث بأننا نمدح من لا يستحق خوفاً من وضعه الاجتماعي أو مركزه أو غيره، ونترك من يستحق الثناء والتبجيل حسدًا منا إليه أو بسبب مرض حيث لا يروق لنا أن نرى من هو أفضل منا، ولو لاحظنا أغلب مشاكلنا فإن منشأها الكبر، وهو أول ما عصي الله عز وجل به، ثم خرج من هذه المعصية الحسد، وخرج من الحسد خصال ذكرها مولانا زين العابدين لذلك الراهب حيث قال: ( خرج من الحسد خصال، وهي: حب النساء، وحب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الراحة، وحب الكلام، وحب الثروة ). وقال أحد الحكماء : ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ). وهنا وضح لنا الإمام عليه السلام مكمن الظلمة في قلوبنا، وهو الكبر والحسد وحب الدنيا كلها عوامل ساعدت على انتشار الفساد في مجتمعنا، فنبدأ بالجراح الآن من حديث الإمام زين العابدين عليه السلام.
1- حب النساء:
صار مجتمعنا بسبب القنوات الفضائية وعدم الورع عن محارم الله والجهل بعواقب الأمور فريسة سهلة لهذا الداء، ولا نقصد من حب النساء هو الأرحام قطعًا من الأم والزوجة وغيرها، بل غيرهن، وأعتقد أن القارئ فهم ما أقصد، فعلينا يا أحبتي أن نعين بعضنا على الحفاظ على مجتمعنا من خلال التمسك بأوامر الله واجتناب نواهيه. وتربية أبنائنا وإخواننا على ثقافة المراقبة الذاتية والخوف من عقاب الله عز وجل والرغبة في ثوابه و البعد عن الوحدة أمام التلفاز أو النت أو صحبة من يزينون المعصية من قول أو فعل وأن نتعامل مع هذه الغريزة فيما أحل الله سبحانه وتعالى .
2- حب الدنيا:
مرتبط بأمل البقاء وعدم الفناء والغفلة عن الموت فنحاول أن نبذل الجهد حتى لو كان ذلك على حساب أولادنا وأهلنا كي نلاحق ذلك الأمل في الوصول إلى الغناء والثروة و الجاه العظيم والرصيد العالي في البنك و السيارة الفاخرة وغيرها من متاع الدنيا الفانية كذلك سعينا المتواصل وغير المحدود أن نحصد المال من أي جهة سواء كانت حلالا أم حراما، فالمهم أن نعيش بالأمل الكاذب حتى على حساب ديننا، ولو تجولت في الأسواق لرأيت أمور الأرباح تجد فيها صفة المكر والخديعة وموت الضمير وشراء الذمم والتضليل في البيع وغيرها من المفاسد التي ترتبط بالمال تظهر على السطح، فتنظر بعين الغيرة والحسرة وما يزيد ذلك إذا كان بعض أبناء الطائفة الذين عرف عنهم الصدق والأمانة هم أيضا مساهمون في انتشار الفساد المالي والاقتصادي في المجتمع، وفي ظل هذا الغلاء توجد موجة الجشع و الطمع في بعض نفوس مجتمعنا هدانا الله وإياهم إلى طريق الخير والصلاح. فصدق رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال : ( سيأتيكم زمان لا ينال الرزق إلا بمعصية الله )
3- حب الرئاسة:
وهذا داء أصاب كل أطياف المجتمع صغيرها وكبيرها ولو تجولت في كل ميادان في الحياة تجد عنوان الرئاسة والتفرد وبيدي القرار لا لأحد غيري فأنا أنا وليس غيري ، ولكن الأشد وجعا في القلب أنه أصاب الطبقة الواعية في مجتمعنا، ولم يسلم منها أحد، وأقصد هنا بعضا من رجال الدين والوجهاء وأرباب الفكر والنقد والتنظير. وقد طال بها المقام إلى جمعيات الأسر والجمعيات والنوادي الثقافية وغيرها. ولو نظرنا قليلاً في عمرنا كم سنبقى وكم مضى صدقوني يا أحبتي نجد الدنيا لا تستحق منا إلا طاعة الله واجتناب نواهيه .
4ـ حب الراحة:
وهذا ما يطمح له البعض حيث الربح السهل من غير جهد، أو التكاسل عن عمل الواجب، أو عدم الانخراط في العمل التطوعي في المجتمع، والاعتماد على الغير، والتهرب من المسؤوليات العائلية أو الاجتماعية بصفة عامة، والهروب من حل المشاكل العالقة، والتجاهل أمام معالجة بعض القضايا الهامة في حياة الفرد.
فعلينا يا أحبة أن نجد ونجتهد في هذه الدنيا كي نلقى الله سبحانه جادين كادحين محبين لأداء الواجب، وما علينا من مسؤوليات نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ونسأل عنها يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته ). وهذا يتطلب العمل، وليس الراحة.
5ـ حب الكلام:
وقد ابتلينا بهذه الصفة التي كثير ما نجدها في مجتمعنا، وأن محدثكم هذا ليس أفضل حالا من غيره، فهذه الصفة ذمها أهل البيت عليهم السلام حيث قالوا: ( من كثر كلامه كثر خطؤه ). وقيل إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب ). وقيل: ( الصمت حكمة ). ولكن للأسف الشديد على حد علمي تجد هذه الصفة قليلة في مجتمعنا.
5ـ حب الثروة:
وهذا داء ليس له علاج إلا من حباه الله وهداه إلى طرق الحق، فيعظم الخالق في نفسه، ويصغر بذلك في عينه كل شيء، وقد قال الله في كتابه: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ).
وهذه جملة من الأمور التي تحتاج لمجاهدة النفس، وهذه من الاختبارات التي وضعها الله لعباده ليميز الطيب من الخبيث، فعلينا أحبتي أن ندعو لبعضنا في ظهر الغيب كي يخلصنا الله من حب الدنيا وزخرفها وزبرجها.
فهذه آهات أحببت أن أنظر إليها بعين الاعتبار كي نعين بعضنا للتخلص منها، وأرجو من كل قلبي أن نحرص على تحمل المسؤولية تجاه بعضنا من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
آهات تتبعها حسرات
قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة: ( الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق، والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد )
*مقدمة:
أحببتُ أن أسطر هذه الكلمات لأحبائي القراء سائلا المولى العلي القدير أن يوفقنا أن نضع أيدينا على بعض الجراح التي ما زالت تمزق روح التدين في مجتمعنا.
لو حاولنا أن ننظر لمجتمعنا نظرة المحب الحاني والغيور على ما فيه نجد في طياته الجميلة أنواعا شتى من المكارم والآداب التي بفضل الله ثم المجالس الحسينية والمحاضرات الهادفة والموروث الطيب أصلت في نفوسنا قيما جميلة، ونذكر أبرز أنواع القيم الجميلة التي يتحلى بها مجتمعنا:
· المجالس الحسينية والمناسبات والمواليد والأعياد التي تنشر السرور وسط مجتمعنا.
· جمعية البر الخيرية وما لها من دور فاعل لتقويم مستفيدي المنطقة.
· النوادي الرياضية بمجملها العام التي تقوي الجسد، ومشاركتها الفاعلة في الأنشطة الخيرية.
· الآداب التي ورثناها من آبائنا كاحترام الكبير وتوقير الصغير.
· احترام علمائنا ومشايخنا الكرام صفة ظاهرة في مجتمعنا.
وما ذكرناه هو على سبيل الحصر ، ولكن يا أحبتي ما يشوش هذه القيم، ويضع علامات الاستفهام في بعض تصرفاتنا هذا الحديث الذي تصدرنا به المقال: ( الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد ).
وهذه بعض الجراح أشار إليها الحديث بأننا نمدح من لا يستحق خوفاً من وضعه الاجتماعي أو مركزه أو غيره، ونترك من يستحق الثناء والتبجيل حسدًا منا إليه أو بسبب مرض حيث لا يروق لنا أن نرى من هو أفضل منا، ولو لاحظنا أغلب مشاكلنا فإن منشأها الكبر، وهو أول ما عصي الله عز وجل به، ثم خرج من هذه المعصية الحسد، وخرج من الحسد خصال ذكرها مولانا زين العابدين لذلك الراهب حيث قال: ( خرج من الحسد خصال، وهي: حب النساء، وحب الدنيا، وحب الرياسة، وحب الراحة، وحب الكلام، وحب الثروة ). وقال أحد الحكماء : ( حب الدنيا رأس كل خطيئة ). وهنا وضح لنا الإمام عليه السلام مكمن الظلمة في قلوبنا، وهو الكبر والحسد وحب الدنيا كلها عوامل ساعدت على انتشار الفساد في مجتمعنا، فنبدأ بالجراح الآن من حديث الإمام زين العابدين عليه السلام.
1- حب النساء:
صار مجتمعنا بسبب القنوات الفضائية وعدم الورع عن محارم الله والجهل بعواقب الأمور فريسة سهلة لهذا الداء، ولا نقصد من حب النساء هو الأرحام قطعًا من الأم والزوجة وغيرها، بل غيرهن، وأعتقد أن القارئ فهم ما أقصد، فعلينا يا أحبتي أن نعين بعضنا على الحفاظ على مجتمعنا من خلال التمسك بأوامر الله واجتناب نواهيه. وتربية أبنائنا وإخواننا على ثقافة المراقبة الذاتية والخوف من عقاب الله عز وجل والرغبة في ثوابه و البعد عن الوحدة أمام التلفاز أو النت أو صحبة من يزينون المعصية من قول أو فعل وأن نتعامل مع هذه الغريزة فيما أحل الله سبحانه وتعالى .
2- حب الدنيا:
مرتبط بأمل البقاء وعدم الفناء والغفلة عن الموت فنحاول أن نبذل الجهد حتى لو كان ذلك على حساب أولادنا وأهلنا كي نلاحق ذلك الأمل في الوصول إلى الغناء والثروة و الجاه العظيم والرصيد العالي في البنك و السيارة الفاخرة وغيرها من متاع الدنيا الفانية كذلك سعينا المتواصل وغير المحدود أن نحصد المال من أي جهة سواء كانت حلالا أم حراما، فالمهم أن نعيش بالأمل الكاذب حتى على حساب ديننا، ولو تجولت في الأسواق لرأيت أمور الأرباح تجد فيها صفة المكر والخديعة وموت الضمير وشراء الذمم والتضليل في البيع وغيرها من المفاسد التي ترتبط بالمال تظهر على السطح، فتنظر بعين الغيرة والحسرة وما يزيد ذلك إذا كان بعض أبناء الطائفة الذين عرف عنهم الصدق والأمانة هم أيضا مساهمون في انتشار الفساد المالي والاقتصادي في المجتمع، وفي ظل هذا الغلاء توجد موجة الجشع و الطمع في بعض نفوس مجتمعنا هدانا الله وإياهم إلى طريق الخير والصلاح. فصدق رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال : ( سيأتيكم زمان لا ينال الرزق إلا بمعصية الله )
3- حب الرئاسة:
وهذا داء أصاب كل أطياف المجتمع صغيرها وكبيرها ولو تجولت في كل ميادان في الحياة تجد عنوان الرئاسة والتفرد وبيدي القرار لا لأحد غيري فأنا أنا وليس غيري ، ولكن الأشد وجعا في القلب أنه أصاب الطبقة الواعية في مجتمعنا، ولم يسلم منها أحد، وأقصد هنا بعضا من رجال الدين والوجهاء وأرباب الفكر والنقد والتنظير. وقد طال بها المقام إلى جمعيات الأسر والجمعيات والنوادي الثقافية وغيرها. ولو نظرنا قليلاً في عمرنا كم سنبقى وكم مضى صدقوني يا أحبتي نجد الدنيا لا تستحق منا إلا طاعة الله واجتناب نواهيه .
4ـ حب الراحة:
وهذا ما يطمح له البعض حيث الربح السهل من غير جهد، أو التكاسل عن عمل الواجب، أو عدم الانخراط في العمل التطوعي في المجتمع، والاعتماد على الغير، والتهرب من المسؤوليات العائلية أو الاجتماعية بصفة عامة، والهروب من حل المشاكل العالقة، والتجاهل أمام معالجة بعض القضايا الهامة في حياة الفرد.
فعلينا يا أحبة أن نجد ونجتهد في هذه الدنيا كي نلقى الله سبحانه جادين كادحين محبين لأداء الواجب، وما علينا من مسؤوليات نتقرب بها إلى الله سبحانه وتعالى، ونسأل عنها يوم القيامة كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته ). وهذا يتطلب العمل، وليس الراحة.
5ـ حب الكلام:
وقد ابتلينا بهذه الصفة التي كثير ما نجدها في مجتمعنا، وأن محدثكم هذا ليس أفضل حالا من غيره، فهذه الصفة ذمها أهل البيت عليهم السلام حيث قالوا: ( من كثر كلامه كثر خطؤه ). وقيل إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب ). وقيل: ( الصمت حكمة ). ولكن للأسف الشديد على حد علمي تجد هذه الصفة قليلة في مجتمعنا.
5ـ حب الثروة:
وهذا داء ليس له علاج إلا من حباه الله وهداه إلى طرق الحق، فيعظم الخالق في نفسه، ويصغر بذلك في عينه كل شيء، وقد قال الله في كتابه: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ).
وهذه جملة من الأمور التي تحتاج لمجاهدة النفس، وهذه من الاختبارات التي وضعها الله لعباده ليميز الطيب من الخبيث، فعلينا أحبتي أن ندعو لبعضنا في ظهر الغيب كي يخلصنا الله من حب الدنيا وزخرفها وزبرجها.
فهذه آهات أحببت أن أنظر إليها بعين الاعتبار كي نعين بعضنا للتخلص منها، وأرجو من كل قلبي أن نحرص على تحمل المسؤولية تجاه بعضنا من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.