خادمكم زاهر
07-31-2010, 03:12 PM
همسات في أذن المجتمع
حمامة الحي لا تطرب
قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال ء أسجد لمن خلقت طينا(61) قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيمة لأحتنكن ذريته إلا قليلا(62) قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا(63))
*مقدمة:
مقدمة / حمامة الحي لا تطرب هذا مثل للأسف الشديد موجود في مجتمعاتنا بشكل ملحوظ حيث أن طاقات البلد الفكرية لا ينظر إليها أبدا بل على العكس من ذلك أحيانا تحاط بموجة من الانتقادات و التحطيم المعنوي من كل جهة فلا يسع هذه الطاقة إلا أن تموت في مكانها أو تجد بيئة أخرى تحتضنها وإذا عرفت موهبتها تقوم وتقعد تقديراً لها . ولذا نريد أن نناقش هذه الظاهرة وما هو اسمها الخفي الذي لا يكاد يرى بشكل واضح . ولعل أحدكم يسأل ماذا تريد أن تقول ؟
أريد يا أحبة أن أقول أن المثل الذي تصدرنا به الجلسة وهو [حمامة الحي لا تطرب] معناه أننا لا نرى الأهلية لصاحب الطاقات والمؤهلات التي موجودة عندنا في البلد سواء كان رجل أو أمراه و أنما الأهلية تكون موجودة عند من يأتي من خارج البلد وأن كان أداءه ضعيفا أو أسلوبه ركيك فيكون له كل الاحترام والتقدير من قبلنا وهذا في حد ذاته حسن ولكن نريد أن نقول : لماذا لا يعطى صاحب الطاقات والمؤهلات الموجود داخل البلد مثل ما يعطى الذي يأتي من خارج البلد ؟!
نقاط نقاشنا في هذا الموضوع ما يلي :
· منشأ ظاهرة الحسد.
· أسباب ظاهرة الحسد.
· علاج ظاهرة الحسد مع ذكر الأمثلة.
(1) منشأ ظاهرة الحسد:
قال تعالى في محكم كتابه:{ وَدَّ كثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَنِكُمْ كُفَّاراً حَسداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَينَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَ اصفَحُوا حَتى يَأْتىَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كلِّ شىْء قَدِيرٌ(109)}
والحسد هو إرادة زوال نعمة المحسود إليه أو كراهة النعمة التي هو فيها، وإرادة أن تصير تلك النعمة بعينها له، وقد يكون تمني زوال نعمة الغير حسدا وإن لم يطمع الحاسد في تحول تلك النعمة إليه، وأشد الحسد التعرض للاغتمام بكون الخير لأحد. وأما الغبطة فهي أن يراد مثل النعمة التي فيها الغير، وإن لم يرد زوالها عنه، ولا يكره كونها له فهذا غير مذموم. والحسد مذموم، ويقال حسدته على الشيء أحسده حسدا وحسدت الشيء بمعنى واحد.
وبعد معرفتنا للحسد تبين لنا أننا من غير أن نشعر أحيانا نحسد إذا رأينا أحداً من أبناء بلدنا يرتقي سلم العلو في الفكر أو الشهادات الجامعية أو منصب معين، وكلها توفيق إلهي للشخص المحسود. وأحيانا يقصد الحسد بعينه لأشخاص معينين أجارنا الله وإياكم من هذه الآفة التي أخرجت أبانا آدم من الجنة، حيث حسده إبليس اللعين، وكذلك قتل قابيل أخاه بسبب الحسد وغيرها من الشواهد القرآنية. كما أن أهل البيت لم يسلموا من هذا المرض من قبل أعدائهم، حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذم من عاداهم: ( بغضا لنا وحسدا لنا أن خصنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم ) . المصدر ( التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي )
(2) أسباب ظاهرة الحسد.
- قلة الوازع الديني لدى الإنسان الذي يمنعه عن النظر للآخرين بنظرة طيبة وفيها نوع من الإيثار.
- الجهل بأنه يحسد ويمارسها بشكل عفوي وتلقائي ولذا عليه التعرف على هذا المرض.
- الخوف بأن يُسحب البساط من تحت قدمه، وذلك بترك الناس له والتوجه للآخر.
- العادات القبلية والتعصب الأعمى الذي يركز أنه مصدر لكل خير أو نفع ويرده عن الآخرين (الغرور).
- حب السيطرة على الساحة الفكرية أو الاجتماعية أو أي نشاط أخر يجعله يفكر بأن لا يسمح لأحد أن يأخذ مكانه.
- عقدة النقص التي يشعر بها بعض الناس يجعله يكثر من الانتقادات لأي شخص يبرز بفكره في المجتمع.
- أعداء النجاح في المجتمع، وذلك بتهوين وتضعيف ووضع العراقيل والعقبات للشخص الذي يحاول أن يتقدم بفكره ويرتقي بمستواه العلمي والثقافي.
- عدم وجود محافل ثقافية في البلد تشجع هذه المواهب وترعاها ووجود حالة الطبقية في المجتمع يخلق هذا الجو عند بعض الناس.
نكتفي بهذا القدر ولعل القارئ الكريم قد وصل إلى ما نرمي إليه، وكما قيل في الأمثال: ( اللبيب بالإشارة يفهم ).
(3) علاج ظاهرة الحسد مع ذكر بعض الأمثلة:
- زيادة الوعي والوازع الديني لدينا كي نسعد حينما نرى أحدا من منطقتنا عنده موهبة يكون مصدر فخر لنا وللطائفة.
- الدعاء لإخواننا في ظهر الغيب كي يتقدموا في ميادين العلم والمعرفة، ونساهم في رعايتهم كي يخدموا منطقتنا أكثر من غيرها.
- وجود حالة من التنافس الشريف الذي يزيد منعتنا وقوتنا أمام كل التحديات الفكرية والعقدية والاجتماعية.
- معالجة أرواحنا بغسلها بموارد التوبة وحب السعادة للآخرين وتمني زيادة الخير لهم في كل شيء.
- العناية بطاقات البلد وتوجيهها لخدمته كل في تخصصه ومجاله، فإن لكل واحد منا دور في تقدم بلدنا، فعلينا التعاون فيما بيننا لما فيه الخير والصلاح في مجتمعنا.
- أن تكون لدينا شجاعة إيمانية تسمح لنا أن نفسح المجال لمن هم أكفأ منا في العمل ووجود دماء جديدة تثري الساحة الثقافية والنشاطات الاجتماعية.
- علينا بالتواضع والتنازل وقبول الأفكار البناءة من أي كانت صادرة، وقد قيل في الأمثال: ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ). ناهيك عن أفواه العقلاء وأصحاب المواهب من أبناء بلدنا الحبيبة.
- وجود حالة من الاحتواء لكل طبقات المجتمع وحسن الظن في نقد الآخرين وقبولها برحابة صدر، فإما أن تؤخذ أو ترد بلطف مع ذكر سبب الرد كي لا يفهم صاحب الفكرة أن كلامه غير مقبول بل لوجود موانع تمنعه من تنفيذ أفكاره.
- وجود محافل ثقافية تثري الساحة العلمية في البلد بشتى وسائل الاتصال المرئية والصوتية و خدمات الإنترنت.
- وكل ما ذكرناه يا أحبه أفضل ضمان له هو الورع الذي يقوي مناعة الإنسان من كل شائبة في نفسه.
وأذكر هنا مثالا واقعيا لعلنا نأخذ منه العظة العبرة. لقد تحدثنا وأجملنا القول عن الذين حسدوا، وكيف أن مصيرهم نار سجرها الله لغضبه، والآن نريد أن نذكر لكم واحدة من الإيثار في مجتمعنا المعاصر، وهو أحد علمائنا الكرام الذي عاش طويلاً في خدمة المذهب، وقرر بناء مؤسسة جديدة تعنى بطبقة مخصصة من العلوم الدينية، وما أن أكتمل هذا المشروع حتى تقدم شاب في الثلاثين من عمره إلى هذا العالم، وقال: هذا مشروع كبير يحتاج إلى طاقات مختلفة ونظام داخلي وخارجي وإعدادات كثيرة ودور علم وفصول دراسية وخلافة من الموارد.فقال له: يا بني خذه، وحاول أن تخاف الله في هذا المشروع، وأن تجعل السفينة تسير إلى أن ترتقي الناس بفكرها وثقافتها، ويصبح ميدانا للعلم والمعرفة. فقد تنازل العالم عن أكثر من أربعين سنة من الخدمة في مشروع أفنى عمره كي يقوى ويصل إلى ما وصل إليه، وسلمه لطاقات شابة تواصل العمل فيه، ولم يتأثر بل ساهم في دعمه لهم بكل ما يستطيع، فهذا الإيثار الواضح منه حفظه الله كان يريد أن يشجع الطاقات الجديدة للمشاركة في بناء المجتمع، ولم يجعلها حكرا على نفسه، ولم تأخذه عصبية أو غيرها من المؤثرات، وهذا كله من ورعه حفظه الله تعالى، ولعل القارئ يقول من هذا العالم أقول لكم اسمحوا لي لن أفصح عنه، فعليكم أن تبحثوا عنه أنتم بأنفسكم !
حمامة الحي لا تطرب
قال تعالى: (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال ء أسجد لمن خلقت طينا(61) قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتن إلى يوم القيمة لأحتنكن ذريته إلا قليلا(62) قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا(63))
*مقدمة:
مقدمة / حمامة الحي لا تطرب هذا مثل للأسف الشديد موجود في مجتمعاتنا بشكل ملحوظ حيث أن طاقات البلد الفكرية لا ينظر إليها أبدا بل على العكس من ذلك أحيانا تحاط بموجة من الانتقادات و التحطيم المعنوي من كل جهة فلا يسع هذه الطاقة إلا أن تموت في مكانها أو تجد بيئة أخرى تحتضنها وإذا عرفت موهبتها تقوم وتقعد تقديراً لها . ولذا نريد أن نناقش هذه الظاهرة وما هو اسمها الخفي الذي لا يكاد يرى بشكل واضح . ولعل أحدكم يسأل ماذا تريد أن تقول ؟
أريد يا أحبة أن أقول أن المثل الذي تصدرنا به الجلسة وهو [حمامة الحي لا تطرب] معناه أننا لا نرى الأهلية لصاحب الطاقات والمؤهلات التي موجودة عندنا في البلد سواء كان رجل أو أمراه و أنما الأهلية تكون موجودة عند من يأتي من خارج البلد وأن كان أداءه ضعيفا أو أسلوبه ركيك فيكون له كل الاحترام والتقدير من قبلنا وهذا في حد ذاته حسن ولكن نريد أن نقول : لماذا لا يعطى صاحب الطاقات والمؤهلات الموجود داخل البلد مثل ما يعطى الذي يأتي من خارج البلد ؟!
نقاط نقاشنا في هذا الموضوع ما يلي :
· منشأ ظاهرة الحسد.
· أسباب ظاهرة الحسد.
· علاج ظاهرة الحسد مع ذكر الأمثلة.
(1) منشأ ظاهرة الحسد:
قال تعالى في محكم كتابه:{ وَدَّ كثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَنِكُمْ كُفَّاراً حَسداً مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَينَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَ اصفَحُوا حَتى يَأْتىَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كلِّ شىْء قَدِيرٌ(109)}
والحسد هو إرادة زوال نعمة المحسود إليه أو كراهة النعمة التي هو فيها، وإرادة أن تصير تلك النعمة بعينها له، وقد يكون تمني زوال نعمة الغير حسدا وإن لم يطمع الحاسد في تحول تلك النعمة إليه، وأشد الحسد التعرض للاغتمام بكون الخير لأحد. وأما الغبطة فهي أن يراد مثل النعمة التي فيها الغير، وإن لم يرد زوالها عنه، ولا يكره كونها له فهذا غير مذموم. والحسد مذموم، ويقال حسدته على الشيء أحسده حسدا وحسدت الشيء بمعنى واحد.
وبعد معرفتنا للحسد تبين لنا أننا من غير أن نشعر أحيانا نحسد إذا رأينا أحداً من أبناء بلدنا يرتقي سلم العلو في الفكر أو الشهادات الجامعية أو منصب معين، وكلها توفيق إلهي للشخص المحسود. وأحيانا يقصد الحسد بعينه لأشخاص معينين أجارنا الله وإياكم من هذه الآفة التي أخرجت أبانا آدم من الجنة، حيث حسده إبليس اللعين، وكذلك قتل قابيل أخاه بسبب الحسد وغيرها من الشواهد القرآنية. كما أن أهل البيت لم يسلموا من هذا المرض من قبل أعدائهم، حيث قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذم من عاداهم: ( بغضا لنا وحسدا لنا أن خصنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم ) . المصدر ( التبيان في تفسير القرآن للشيخ الطوسي )
(2) أسباب ظاهرة الحسد.
- قلة الوازع الديني لدى الإنسان الذي يمنعه عن النظر للآخرين بنظرة طيبة وفيها نوع من الإيثار.
- الجهل بأنه يحسد ويمارسها بشكل عفوي وتلقائي ولذا عليه التعرف على هذا المرض.
- الخوف بأن يُسحب البساط من تحت قدمه، وذلك بترك الناس له والتوجه للآخر.
- العادات القبلية والتعصب الأعمى الذي يركز أنه مصدر لكل خير أو نفع ويرده عن الآخرين (الغرور).
- حب السيطرة على الساحة الفكرية أو الاجتماعية أو أي نشاط أخر يجعله يفكر بأن لا يسمح لأحد أن يأخذ مكانه.
- عقدة النقص التي يشعر بها بعض الناس يجعله يكثر من الانتقادات لأي شخص يبرز بفكره في المجتمع.
- أعداء النجاح في المجتمع، وذلك بتهوين وتضعيف ووضع العراقيل والعقبات للشخص الذي يحاول أن يتقدم بفكره ويرتقي بمستواه العلمي والثقافي.
- عدم وجود محافل ثقافية في البلد تشجع هذه المواهب وترعاها ووجود حالة الطبقية في المجتمع يخلق هذا الجو عند بعض الناس.
نكتفي بهذا القدر ولعل القارئ الكريم قد وصل إلى ما نرمي إليه، وكما قيل في الأمثال: ( اللبيب بالإشارة يفهم ).
(3) علاج ظاهرة الحسد مع ذكر بعض الأمثلة:
- زيادة الوعي والوازع الديني لدينا كي نسعد حينما نرى أحدا من منطقتنا عنده موهبة يكون مصدر فخر لنا وللطائفة.
- الدعاء لإخواننا في ظهر الغيب كي يتقدموا في ميادين العلم والمعرفة، ونساهم في رعايتهم كي يخدموا منطقتنا أكثر من غيرها.
- وجود حالة من التنافس الشريف الذي يزيد منعتنا وقوتنا أمام كل التحديات الفكرية والعقدية والاجتماعية.
- معالجة أرواحنا بغسلها بموارد التوبة وحب السعادة للآخرين وتمني زيادة الخير لهم في كل شيء.
- العناية بطاقات البلد وتوجيهها لخدمته كل في تخصصه ومجاله، فإن لكل واحد منا دور في تقدم بلدنا، فعلينا التعاون فيما بيننا لما فيه الخير والصلاح في مجتمعنا.
- أن تكون لدينا شجاعة إيمانية تسمح لنا أن نفسح المجال لمن هم أكفأ منا في العمل ووجود دماء جديدة تثري الساحة الثقافية والنشاطات الاجتماعية.
- علينا بالتواضع والتنازل وقبول الأفكار البناءة من أي كانت صادرة، وقد قيل في الأمثال: ( خذ الحكمة من أفواه المجانين ). ناهيك عن أفواه العقلاء وأصحاب المواهب من أبناء بلدنا الحبيبة.
- وجود حالة من الاحتواء لكل طبقات المجتمع وحسن الظن في نقد الآخرين وقبولها برحابة صدر، فإما أن تؤخذ أو ترد بلطف مع ذكر سبب الرد كي لا يفهم صاحب الفكرة أن كلامه غير مقبول بل لوجود موانع تمنعه من تنفيذ أفكاره.
- وجود محافل ثقافية تثري الساحة العلمية في البلد بشتى وسائل الاتصال المرئية والصوتية و خدمات الإنترنت.
- وكل ما ذكرناه يا أحبه أفضل ضمان له هو الورع الذي يقوي مناعة الإنسان من كل شائبة في نفسه.
وأذكر هنا مثالا واقعيا لعلنا نأخذ منه العظة العبرة. لقد تحدثنا وأجملنا القول عن الذين حسدوا، وكيف أن مصيرهم نار سجرها الله لغضبه، والآن نريد أن نذكر لكم واحدة من الإيثار في مجتمعنا المعاصر، وهو أحد علمائنا الكرام الذي عاش طويلاً في خدمة المذهب، وقرر بناء مؤسسة جديدة تعنى بطبقة مخصصة من العلوم الدينية، وما أن أكتمل هذا المشروع حتى تقدم شاب في الثلاثين من عمره إلى هذا العالم، وقال: هذا مشروع كبير يحتاج إلى طاقات مختلفة ونظام داخلي وخارجي وإعدادات كثيرة ودور علم وفصول دراسية وخلافة من الموارد.فقال له: يا بني خذه، وحاول أن تخاف الله في هذا المشروع، وأن تجعل السفينة تسير إلى أن ترتقي الناس بفكرها وثقافتها، ويصبح ميدانا للعلم والمعرفة. فقد تنازل العالم عن أكثر من أربعين سنة من الخدمة في مشروع أفنى عمره كي يقوى ويصل إلى ما وصل إليه، وسلمه لطاقات شابة تواصل العمل فيه، ولم يتأثر بل ساهم في دعمه لهم بكل ما يستطيع، فهذا الإيثار الواضح منه حفظه الله كان يريد أن يشجع الطاقات الجديدة للمشاركة في بناء المجتمع، ولم يجعلها حكرا على نفسه، ولم تأخذه عصبية أو غيرها من المؤثرات، وهذا كله من ورعه حفظه الله تعالى، ولعل القارئ يقول من هذا العالم أقول لكم اسمحوا لي لن أفصح عنه، فعليكم أن تبحثوا عنه أنتم بأنفسكم !