خلونا نضحك على بعض!

اليوم سنلعب لعبة جميلة اسمها: (اضحك علي وأضحك عليك)، قواعد اللعبة سهلة جدا وتتلخص في أن أقول لكم كلاما لا يقبله العقل فتقولون لي: صدقت يا أخا العرب، ثم يأتيكم الدور لتنسجوا حكاية من وحي الخيال فأبصم لكم بأصابعي العشرة وأطرح نفسي كشاهد عيان، لن تخسروا شيئا وأنا كذلك لن أخسر، بالعكس ..لعبنا وضحكنا على بعضنا البعض وأثبتنا أن الحياة مجرد أضحوكة.
فقد أعلن مدير صندوق الموارد البشرية إبراهيم المعيقل أن شركات تخطط لتشغيل السعوديات عاملات منزليات برواتب يومية وشهرية!، مشترطا ـ جزاه الله خيرا ـ ألا يقل الراتب عن ثلاثة آلاف ريال مؤكدا أن هذا العمل (لا يعد عيبا، إذ أن الإسلام حض على العمل بدلا من الجلوس وانتظار الأموال) !.
وقد طالب المعيقل وسائل الإعلام (اللي هي حنا) بالإسهام في إعادة المجتمع السعودي (اللي هو أنتم) إلى أصله ومساره الذي يقبل بالأعمال الحرفية، لذلك أرجو أن تتعاونوا معي أيها الأحبة وتساعدوني كي (أضحك عليكم) وأقنعكم بأن عمل البنات خادمات في البيوت هو الحل الأمثل لمشكلة بطالة المرأة وأنه يؤدي إلى ارتفاع الناتج القومي 5 بالمائة (وخميسة بعين العدو)! .. وأن آلاف الخريجات سوف ينخرطن فورا في دورات لنطق العربية بلكنة إندونيسية كي لا يخسرن فرصة العمل الذهبية التي يقدمها لهن صندوق الموارد البشرية!.
وأرجوكم (اضحكوا علي) وأقنعوني أن الأنظمة التي تعتبر ركوب المرأة سيارة رجل ليس بمحرم لها (خلوة) تستدعي التحقيق والإيقاف يمكن أن تستوعب بسهولة دخول المرأة البيوت كي تعمل خادمة منزلية، ثم امنحوني الفرصة كي (أضحك عليكم) من جديد وأقنعكم بأن الوزارات والمؤسسات والصناديق واللجان المعنية بتوظيف السعوديين قد استوعبت النساء في مختلف قطاعات العمل وأوجدت لهن مئات الآلاف من فرص العمل في المصانع والمكاتب والمستشفيات والأسواق ولم يعد ثمة مجال يستوعب النساء العاطلات سوى الخدمة في البيوت.
ثم يأتي دوركم لـ (تضحكوا علي) بأن الزوجات سوف يقبلن بكل رحابة صدر خادمات سعوديات في بيوتهن، ثم دعوني (أضحك عليكم) وأقول بأن أرباب العمل سوف يلتزمون براتب 3 آلاف ريال للخادمة في الوقت الذي يرفض فيه معظم أصحاب المدارس الأهلية بأن يدفعوا للمعلمة السعودية أكثر من الفي ريال شهريا ..اضحكوا علي وأضحك عليكم ..واتركوا الناس تضحك علينا حتى الصباح!.

للكاتب : خلف الحربي