فرقنا الاسلاميه بالزواج

*مقدمة:
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه فمن وقع حول الحمى يوشك أن يقع فيه).تفسير الصافي للفيض الكاشني ج1 ص 249 .
من هذا الحديث نفهم أمرا خطيرا جدا، وهو أن أي ممارسة يقوم بها الإنسان في حياته تقع تحت خمسة أحكام كما يقول علماء الفقه، وهي: واجب، أو حرام، أو مكروه، أو مباح، أو مستحب. ولا مانع من أن يشترك اثنان أو ثلاثة من الأحكام في فعل إنسان ما. ومثاله الكلمة الطيبة صدقة، فهي مباحة وأيضا مستحبة. وكذلك الكلام الخبيث الذي ظاهره حسن وباطنه الشماتة. ومثاله لو أنك زرت مريضا في مستشفى، وقد حدث بينك وبينه خلاف شديد، وزرته بنية الشماتة كان ظاهرها زيارة مستحبة، وباطنها زيارة محرمة.
ما أريد قوله لأخواني القراء في هذه المقدمة هو الحذر كل الحذر في أن تكون ممارستنا تجري بغير فقه وعلم سابقين، وخلاف ما عودت قرائي الأعزاء في تبويب البحث في نقاط محددة سأذكر لكم هنا صورة خيالية فيها الرسالة المطلوبة، واسأل من الله أن أوفق لتوصيلها لكم بشكل واضح و جلي.
قصتنا هي:
خرجتُ يوما إلى المسجد للصلاة وبعد لقائي بإخواني الأحبة تبادلنا التحايا والسلام، وأخذ بعضنا يبشرنا بأن هناك عرسا لأحد المؤمنين ويدعونا لحضور حفل زفافه، فسعدنا لهذا الخبر الجميل، فاتفق بعضنا أن نذهب لنشارك أخانا في الفرحة والسرور، ثم وصلنا إلى تلك الصالة وتناولنا العشاء فيها وشكرنا، وبجلنا أصحاب الفرح والسرور، ثم أردنا الذهاب لعريسنا كي نبارك له تمام نصف دينه والبسمة ترتسم على محيا كل واحد منا، وكانت بجانب العريس فرقة إسلامية ولائية تمدح بصوت صاخب عالي مناقب أهل البيت عليهم السلام، وبدؤوا في جو من التصفيق بشكل مرتب ومنظم ثم تكرار الطور من قبل كامل الفرقة.
وفجأةًونحن منشغلون في الحديث مع بعضنا سمعنا صوت جديداً لم نعهده في الفرق الإسلامية، وهو حنجرة أحد أفراد الفرقة، وكأنها طبل من الطراز الأول عقب كل تصفيقة، فالتم الناس مستغربين، وبعضهم مبتهجين، وما هي إلا لحظات جاء أحد الحاضرين، وأمسك بيد العريس، وذهب به إلى وسط الفرقة، وبدأ التصفيق والرقص والهز وتوزيع المال في أثناء الرقص على الرادود، ولا أدري هل تحول المدح لأهل البيت إلى طرب! لعل البعض ممن في قلبه مرض استساغه، وتذكر من خلاله أيام الطرب الجميلة، فاستغل ذلك فتنفس الصعداء وأخذ يرقص رقص الفتاة أمام زوجها في وسط ذهول من بعض الحاضرين، واستنكره آخرون، وخرج آخرون من الصالة لشعورهم بالحرمة قد دخلت أضلاعه ومشاعره . ثم بدأ المداح ينتقل من ذكر أهل البيت في جو من الصخب إلى أشعار بها حمرة الخد وطول الشعر وسواد العين وغيرها من الغزل المريب والبعيد عن منهج أهل البيت عليهم السلام، والقريب من الغناء، فأصبح الناس بين متفرج ومستغرب ومذهول وراضٍ وسعيد، واختلطت عندها الأحكام الخمسة السابقة الذكر فلا يدري المشاهد أو الرادود أو الجمهور أو من جعل حنجرته آلة طبل أو الراقص أو القافز أو الرافع يديه عاليا بالتصفيق هل يمارس الآن مباحا أو مكروها أو حراما أو مستحبا أو واجبا. وربما كان البعض منهم يعرف حكمه وتكليفه وعلى ذلك وقف حائرا. هل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ولكن كيف سيكون؟ ولمن يتحدث؟ وكيف يفهم نية كل واحد على ما يفعله؟ ثم من يحاسب؟ هل الفرقة أم الراقصين أم أصحاب العريس أم جهل بعض الناس؟ و كلها أسئلة لا يعرف كيف يجيب عليها، فيقف الإنسان منا حائرا ماذا يفعل؟ ثم يسأل سؤالا مهما إلى أين يا فرقنا الإسلامية إلى حفرة من حفر النيران أم إلى روضة من رياض الجنان؟!
ونلخص هنا قصتنا في أسباب ما وصلنا إليه من التهاون بحرمات الله سبحانه إلى ما يلي:
1- غياب التفقه في الدين في أي فعل نمارسه.
2- قلة الروع عن محارم الله سبحانه.
3- رضانا عن بعض الممارسات التي تشوبها الشبه و يعترضها الريب مثل (الرقص والقفز والصوت العالي).
4- غياب المرشد الحكيم في فرقنا الإسلامية.
5- عدم المبالاة فيما نفعل أهو حلال أو مكروه أو حرام أو غيرها.
ملاحظة هامة هنا:
إن فرقنا الإسلامية لهم الفضل بعد الله سبحانه في محو الغناء الصريح مثل العرضة وغيرها، ولكن نجد في بعض الفرق الإسلامية تراجعا في مستواها الجميل وقربها من حمى الله سبحانه، وهو اختلاط الحكم الشرعي في أعين الناس، ولا نريد هنا الحكم على النوايا بل الكل يرى ما هو تكليفه بالضبط، ولكن الضابطة في تشخيص الحكم الشرعي هو الشعور بالخفة في النفس عندما تسمع أي شيء سواء كان أنشودة أو جلوة أو قصيدة أو غناء بمعنى آخر كل ما يخرج من الشعور، ويدخلك في عالم آخر من الإنس والطرب، فهو محرم . وكما يقول سماحة آية الله العظمى السيد السستاني دام ظله ( كل ما يتناسب مع مجالس أهل اللهو والطرب فهو محرم).
ولعل سأل يقول كيف أشخص كل ما أسمعه بشكل عملي؟
1- تعرضها على شخص يستمع الغناء، وتخبره عن رأيه فيها هل يصدق عليها الغناء أم لا؟
2- إذا شعرت بخفة وذهاب الشعور في عالم آخر بصورته الخادعة من الأنس.
3- التفاعل معه باليدين أو الرجلين أو غيرها، وأنت لا تشعر بنفسك بل يشعرك من هو جالس بقربك ويراك بعينه.

علاج هذه المشكلة:
هو الأخذ بالحديث الذي تصدرنا به البحث وهو: (إن لكل ملك حمى، وإن حمى الله محارمه فمن وقع حول الحمى يوشك أن يقع فيه)
فكل واحد منا يتأمل كثيراً جدا في تصرفاته، وأنه مسؤول يوم القيامة بين يدي عذاب شديد، ونلتزم قول أمير المؤمنين عليه السلام: [ ولكن أعينونا بورع واجتهاد وعفة وسداد] وقوله عليه السلام: [ لا تعيونا بطلب الشفاعة لكم يوم القيامة بسبب ما قدمتم ] . وكل هذه الروايات تدعونا بشكل واضح بالورع عن محارم الله، وأن نسلك سبيل الاحتياط قدر استطاعتنا، وليست هذه دعوة للابتعاد بشكل كلي أنواع البهجة والسرور بل نكثر من الخيارات التي نفرح ونسعد بها.
وأريد هنا أسأل قلوبكم النيرة بهذه الأسئلة الوجدانية، وأريد الجواب عليها من خلال تعليقاتكم المباركة.
س/ هل فكرت بأن ترى نفسك بعد الزواج على أشرطة الفيديو، وأنت تصفق كي تحكم على نفسك أتمارس حلالاً أم حرام أم مكروها أم مستحبا؟
س/ هل تحب أن يراك أحد، وأنت ترقص وتصفق في هذا الزواج بعد أن يصل عمرك 30 إلى 60 سنة وأنت بهذا الشكل؟
س/ هل تعتقد أنه لا توجد خيارات للفرحة إلا القفز والرقص وغيرها أم هناك خيارات أخرى تعبر فيها عن فرحك؟
س/ هل تعرف الفرقة الولائية مصيرها بعد أن تفتح باب الآلات الموسيقية بحناجرها إلى أين سينتهي الأمر؟
س/ ما هي الضابطة في رأيك بين الحلال والحرام في فرقنا الإسلامية؟
أرجو من أخواني القراء أن يعطوا آراءهم بصراحة وبدون تردد كي تعم الفائدة لجميع القراء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اخي الاسير

بارك الله فيك ولا شك ان هذا الموضوع بجب ان يتدارس برويه وتأني من قبل العلماء والمشايخ وطلبة العلم .

فيجب على ساداتنا ومشايخنا وطلبة اللم ان تكون لهم دور في ذلك وهذا ياتي من تكثيف زيارتهم لهذه الفرق الانشاديه وتذكيرهم بدورهم وما يجب عليهم عمله حتى لايكون منافيا لنهج اهل البيت عليهم السلام .

فيا اخي العزي ان لم يطكن لهم ذلك الدور من الرد والموعضه والنصح فاذا لاهم لاصحاب هذه الفرق غير الكسب وباي طريقه ولا ننسى دور اخواننا الشباب مم يروق له العناء ان يحولوا تلك الاهازيج الولائيه الى طرب ورقص وهز وسط كما كان سابقا .

اشكرك اخي الاسير

	السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الف شكر اخي الاسير على هذا الموضوع القيم والكثير مبتلى به من الفرق الاسلامية الا مارحم ربي لااعلم من اين ظهرت هذه الظاهرة السيئة واين مصدرها كانت الفرق تحيي الاعراس بمجرد الجلوات والتصفيق واما الان دخلت المؤثرات الصوتية من افراد الفرقة وحتى الرقص اصبحت عادة سيئة لدينا في المجتمع وحتى في الاماكن المقدسة مثل الحسينيات والعياذ بالله كما ذكرت اخي الاسير الاسباب كثيرة ولكن اعتقد ابرزها 4- غياب المرشد الحكيم في فرقنا الإسلامية هذا السبب احد الاسباب القوية المؤثرة في اداء الفرقة تلاحظ عدد كبير من الفرق الاسلامية في الاحساء تصل من الممكن الى 200 فرقة او اكثر ولكن بدون مرشد ووعي وتثقف ديني واحيانا اهل العريس يطلبون هذه المؤثرات الصوتية فلو وجد المرشد الديني لرفض طلب اهل العريس لا اقول الا انا لله وانا اليه راجعون الف شكر اخي الاسير عالطرح القيم والمثير للجدل دمت بخير

مراسل الحويرات


الراقي

شكرا للمرور الأكثر من رائع
أنت راق في كلام تخطه دائماً
ومميز في كل ما تأتي به
تحيتي لكـم

الاسير