سماحة السيد هاشم السلمان يدعو إلى التصرف بحكمة ويحذر من تداعيات الموقف وفقدان السيطرة

بريد حساكم
دعا سماحة العلامة السيد هاشم السلمان إمام جامع آل الرسول إلى تحكيم العقل في مجريات الأمور وأن لا يتبع الفرد شهواته ورغباته فيها ، وقال لا بد أن يكون الإنسان مالكاً لزمام الأمور ، وهذا لا يكون إلا باتباع العقل ، ودراسة كل حركة وعمل دراسة دقيقة وحكيمة.
وتناول سماحته دور الفرد في هذا المجال بأنه من الضروري أن يكون ناصحاً ومصلحاً لأمور الدين ومسانداً لعامة المسلمين فإذا تعرضوا إلى ما يسيء إليهم تضامن معهم بقدر الاستطاعة ولو بالدعاء.
وشدد على القيام بالسعي إلى إصلاح كل ما يتعلق بأمور وشؤون الناس والوطن ، وأكد بأن النصيحة والإصلاح لا يكون إلا بحرية التعبير وأن يكون الطرف الآخر مستمعاً للخطاب وللأمر والنهي.
مؤكدا أيضاً أنه على الراعي المسئول أن يسمع من الرعية وأن يرحب بما تقدمه من مطالب وإصلاحات تؤدي إلى إصلاح حياتهم وشؤونهم ليستطيع أن يمسك بالأمور ، وقال أن عدم الاستماع لهم يؤدي إلى نشوء حالة الاحتقان والتذمر ، محذراً من أنها قد تبرز على السطح بالوسائل التي لاتناسب، لأنها تراكمات و ضغوط نفسية ، وفي هذه الحالة قد لا يمكن للمسؤؤل السيطرة عليها، وأنه قد يؤدي تصاعد التوتر إلى أحداث لا تكون مرغوبة.
وتطرق سماحته إلى أن النصيحة والمشورة هي وسيلة من وسائل الإصلاح ، ونتائجهما جيدة وطيبة ، وأن النقص فيهما ، إما لكون هذا المستشار ليس مؤهلاً للاستشارة والنصيحة ، أوغير متمكن من إبداء النصيحة لوجود مانع يمنعه أن يقدمها، وهذا مالايحقق المشورة المرجوة.
وقد دعا سماحته إلى الهدوء وضبط النفس وعدم الاندفاع في معالجة الأمور ، والقيام بأعمال مسيئة وتخريبية وما يؤدي إلى الاضطراب والإخلال بأمن الوطن ، وأكد سماحته في نفس الوقت بأنه لا يمكن أن يسيطر ويحتوى الوضع إذا لم تسعى الجهات المسئولة إلى معالجة الموقف بالإجراءات المناسبة ومنها معالجة الموقف والإسراع إلى إطلاق سراح الشيخ توفيق العامر وجميع السجناء مشيراً في ذلك إلى البيان الذي صدر موقعاً من أكثر من خمسين عالماً من علماء الأحساء.
وأكد سماحته بأن التعبير عن المطالب وبيانها أمر طبيعي ، ولابد للجهات المسئولة أن تتعامل مع هذه الحالات تعاملا حكيما ودقيقا ، لأن أي إجراء قوي يُتخذ قد تكون ردة الفعل عليه أسوء وأكبر ، وتتحول إلى أمور لا يحمد عقباها ، فالاعتقالات وغيرها لا يعالج الأمر ، بل يصعّد الحالة ويزيد حالة الاحتقان والتذمر ، وقال أن العلاج الأمثل هو الاستماع في هذا الأمر وليس الاعتقال ، لأن هذا يهيّج النفوس خصوصاً مع هذه الأوضاع الملتهبة في المنطقة العربية فالمطالب ربما في بدايتها تكون قليلة وبسيطة ولكن مع عدم الاستماع إليها تكبر وتتحول إلى حالات وإلى مطالب أخرى وهذا ما شوهد في هذه الأيام في منطقتنا العربية.
وأكد سماحته في السياق نفسه بأن إطلاق السجناء خصوصاً في هذا الوقت مناسب جداً لأن فيه تسكين للنفوس وراحة للقلوب وقد أهاب بالمسئولين أن يستجيبوا لهذه الدعوة تجنباً لحدوث تداعيات سلبية.
وتطرق سماحته إلى المساعي السابقة التي بذلت للمطالبة بحقوق الشيعة وآخرها قبل أسبوعين حيث رفعت عدة مطالب للمحافظ لمعالجة الإشكالات المتعلقة بالشعائر الدينية وغير ها، وقال ستقدم حزمة أخرى من المطالب للجهات العليا.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها سماحته يوم الجمعة 28/3/1432هـ الموافق 4/3/2011م

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .