الأحساء: الاعتداء على مراقبي البلدية في حملة «الهروب الجماعي»

الأحساء: الاعتداء على مراقبي البلدية في حملة «الهروب الجماعي»
إحباط محاولة لتخويف المراقبين قادها بائعو السمك


إبراهيم المبرزي - الأحساء




رفعت العمالة الأجنبية في أسواق الهفوف «الهروب الجماعي» شعاراً، بمجرد أن رأت مراقبي الأسواق متوجهين إليهم، في حملة مفاجئة، كشفت أن عدد أصحاب التجاوزات والمخالفات في الأسواق يفوق من يلتزمون بالإجراءات والنظام المتبع. وتعرض المراقبون، الذين لم يتسلحوا بأي عناصر من الشرطة، إلى اعتداء متعمد من بائعي الأسماك، كما كانوا مستهدفين من بائعين آخرين، أرادوا أن يروجوا بضاعتهم «الفاسدة» في الأسواق. وتصدر عمال آسيويون قائمة العمالة الأجنبية المخالفة.. فلا إقامات.. ولا تراخيص عمل.. ولا التزام بأي اشتراطات صحية، الأمر الذي أصر معه المراقبون على مطاردة كل مخالف.. وكان الطريف تأكيد عامل عربي يبيع المأكولات منذ سنوات، أنه للمرة الأولى يعلم بشرط الشهادة الصحية لمن يمتهن مهنته.
بدء الحملة
في تمام الساعة السابعة صباحا، كان فريق مراقبة الأسواق بمقره في الهفوف، على استعداد لبدء يوم جديد مع جولة تفتيشية على أحد الأسواق الشعبية الكبيرة في محافظة الأحساء، كان الجميع متحمسا للجولة التي كانت بمتابعة وكيل الأمين للخدمات المهندس عبدالله العرفج ومدير إدارة مراقبة الأسواق عبدالله الشبيكي ومشرف الفترة محمد بوعايشه وفريق الجولة، الذين اتفقوا ألا يعودوا إلا بصيد ثمين، ينقي الأسواق من التجاوزات والمخالفات التي تنشرها العمالة الأجنبية, وذلك قبل بدء شهر رمضان المبارك الذي بقي عليه نحو شهر.
عمالة آسيوية
وقرر فريق الحملة دخول السوق في وقت مبكر، حتى يخرج بصيده المقصود، من المخالفات، وتحديداً قبل ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها، إذ كان السوق مكتظاً بالمتسوقين من جميع الجنسيات، وغالبيتهم من الجنسيات الشرق آسيوية، وقررت الحملة البدء مع العمالة الوافدة، التي تقوم ببيع الأطعمة المكشوفة ودون وجود الكفيل، ومعروف أن هذه المهنة تتطلب وجود الكفيل أو أي وكيل عنه، شريطة أن يكون سعودي الجنسية، كان أول المخالفين الذين صادفتهم الحملة مقيماً آسيوياً، يقوم ببيع الأطعمة دون لبس القفاز الواقي، ويقف في موقع يبعد عن الأسفلت أمتاراً قليلة جداً، وتصل لهذا الموقع عوادم السيارات، خاصة الدخان الأسود، استسلم العمال للحملة، التي وجهت لهم إنذارات بضرورة قيام الكفيل بمراجعة إدارة مراقبة الأسواق لتصحيح أوضاعهم، وكان تعامل الفريق مع العمالة بحكمة متناهية، لأنهم في النهاية ليسوا مجرمين، بل لديهم مخالفات تتم متابعة حلها بالتفاهم مع الكفيل».



أشعة الشمس
وفي موقع قريب شاهد فريق الحملة شخصاً يقوم بعرض عدد من أنواع العسل، تحت أشعة الشمس، وحينما طلب أفراد الحملة منه الإثبات، قال: «ليس عندي إثبات، وتمت مصادرة العسل، وإخطار المذكور بمراجعة الإدارة لاستكمال باقي الإجراءات التي تتم في مثل هذه الحالات». وفي موقع آخر من السوق، شاهدنا الخطورة تمرح حول بائعي السمك، الذين يبيعون السمك فوق سياراتهم، وما أن شاهدوا الحملة قادمة إليهم، إلا وفروا هاربين إلى خارج السوق، وتم الإمساك ببعضهم ومصادرة ما لديهم من اسماك، يتم بيعها تحت أشعة الشمس، دون الاهتمام بإرشادات حفظ وبيع الأطعمة الصحية، يضاف إلى ذلك عدم وجود شهادات صحية لهؤلاء الباعة، حاول بعض الباعة الاشتباك مع منسوبي حملة الأمانة، ولكن كثرة المراقبين حالت دون ذلك، بيد أن أحد المراقبين تعرض إلى جرح في يده اليمنى، وتم علاجه، ورغم ذلك قرر المراقب متابعة الجولة مع الفريق، وحاول باعة الأسماك إخفاء كمية كبيرة من الأسماك تحت إحدى السيارات، ولكن عددا من المراقبين اكتشفوا الأمر وحدثت مشادة كلامية بين باعة آخرين مخالفين، ومراقبي البلدية، ويبدو أن العمالة الأجنبية استغلت عدم وجود رجال أمن لمرافقة مراقبي البلدية في الجولة، مما تسبب في حدوث مشادات عن عمد، رغم المخاطبات بين الأمانة والشرطة بهذا الخصوص، وذلك لإعطاء الحملة قوة إضافية من جانب، وحماية المراقبين الذين يعملون في احد قطاعات الدولة من جانب آخر.



شهادات صحية
وفي سوق الخضار، اجتمعت الطرافة والخطورة، فرغم وجود قرار وزاري، يمنع الوافدين من ممارسة بيع الخضار، ما عدا من لديه إقامة بمهنة «مزارع»، ويقوم ببيع منتجات المزرعة فقط، وليس التجارة، إلا أن أفراد الحملة فوجئوا بعدد كبير من العمالة الأجنبية يعملون في بيع وتجارة الخضراوات والفواكه، وبمجرد أن رأوا أفراد الحملة مقبلين عليهم، إلا وقرروا الهروب الجماعي، وتركوا الخضراوات ملقاة على الأرض، حاول فريق الحملة الإمساك بهم، ولكن دون جدوى، وتمت مصادرة هذه الخضراوات، تمهيداً لإرسالها إلى الجمعيات الخيرية، وثبت أن بعض العمالة لا يحمل أي شهادات صحية، ومنهم من لديه شهادة صحية منتهية الصلاحية، ومنهم من هو غير مصرح له بالعمل في مجال بيع الخضار، تلك المهنة التي تم حصر العمل فيها على السعوديين فقط.
شخص متخلف
كان المواطنون في السوق فرحين بهذه الجولة، لتطهير السوق من العمالة الوافدة، ومنع بيع المأكولات المكشوفة من التداول في السوق، ولكي يجد المواطن فرصته الوظيفية في هذا المجال، وفي الجهة المقابلة للسوق، قام فريق الجولة بمحاصرة عدد من بائعي الملابس، وهي مهنة محصورة على السعوديين فقط، حيث تم ضبط شخص متخلف يقوم ببيع الملابس الرجالية، وحينما طلب مدير إدارة مراقبة الأسواق عبد الله الشبيكي إثباته الشخصي، قال: «ليس عندي إثبات»، فتم تسليمه بمحضر رسمي إلى إدارة الوافدين في الأحساء، رغم محاولته إقناع المراقبين بأن هذه البضاعة ليست تابعة له، وانه يقوم بحراستها حتى عودة صاحبها.
بيع الملابس
وفي مكان قريب من هذا المحل، تم ضبط اثنين من العمالة الآسيوية، يقومان بافتراش الأرض، وبيع الملابس الرجالية بكمية كبيرة، وتم التأكد من إقامتيهما، وثبت أنهما ساريتا المفعول، بيد أنه تم القبض عليهما، حيث أن النظام يمنع قيام العمالة الوافدة ببيع الملابس في الأسواق الشعبية. وفي نهاية السوق، قام عدد من العمالة من الجنسيات العربية بوضع المظلات تمهيداً لبيع الخضراوات بمختلف أنواعها، وهي مخالفة صريحة بسبب سعودة أسواق الخضار منذ سنوات عدة، وأطلق عامل عربي ساقيه للريح، هرباً من قبضة المراقبين، وهناك من حاول الهرب بعد أخذ كمية من الخضراوات معه، إلا أنهم فشلوا في هذا المسعى، وتمت مصادرة جميع كميات الخضراوات، التي امتلأت بها سيارات الأمانة، وعددها ثلاث سيارات، وقام المراقبون بتفريغ السيارات، والعودة إلى السوق مرة ثانية، وسط حماس منقطع النظير من هؤلاء الشباب السعودي، وأثناء الجولة كان وكيل الأمين للخدمات المهندس عبدالله العرفج على اتصال مباشر ومستمر مع مدير إدارة مراقبة الأسواق في حين كان الشباب يشكلون روح الفريق الواحد، لكي تنجح حملتهم، وتحقق أهدافها المرجوة.

يعطيك العافية ع الخبر

يومهم كان طويلا وشاقا

الله يعطيهم العافية ويعافيك على نقل الخبر

تحياتي

جزيتم خيرا موفقين لكل خير

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الف شكر لك خيوو على النقل