ظهر عندنا في منطقة الإحساء مرض متفشي خطير يسمى الديوانيات , وهذا المرض المتفشي له تأثير كبير على البيئة وبما أن الإحساء واحة خضراء ستكون قريباً صحراوية , وكأنه قد خطط لأن تكون الاحساء صحراوية , ولعل من يقول مستنكرا ( إلى هذا الحد ) ... نعم هذه الحقيقة وسوف يكون تأثيرها على الأجيال القادمة .
وفي الأخير ظهرت لنا الملاعب الخضراء وكل من له مزرعة وتلائم أن تكون ملعبا فلا يتوانا عن عمل ذلك .
الله يستر على الاحساء من هذه الطامة الكبرى .
موضوعي في الأساس ليس عن التصحر , لكن صارت المقدمة بهذه المعلومة .
هناك مؤثرات كثيرة على المجتمع الأحسائي من شبابها إلى كهولها .
سنبدأ بالشباب صغار السن وما سوف تؤثر عليهم في تعليمهم وعلى أخلاقياتهم .
المجتمع فيه من الجيد والرديء والأخير يؤثر على الآول .
وكما قال الشاعر :-
صاحب أخا ثقة تحظى بصحبته ... فالطبع مكتسبٌ من كلّ مصحوبِِ
كالريحِ آخذةٌ ممّا تمرّ بهِ ... نتناً من النتن أو طيباً من الطيبِ
شباب وابتعدوا عن رقابة الأهل واستغلوا لوحدهم ودارت بينهم العادات السيئة من تدخين السيجار والمعسل والتعميرة ... ولعل هناك غير ذلك ... ومن الطبيعي الجميع سيكونون بمستوى واحد ومافيه أحد أحسن من أحد .
ومن ناحية اخرى هناك من يملك المادة ويضحي من أجل إستئجار الديوانية و تأمين الضروريات من تلفزيون وغيره الكثير... سؤالي من أين للمسكين الذي لا يملك هذا المال أن يدفع إذاكان أهله في الأساس بأمس الحاجة للقرش !!!!!
المستقدر لا يهمه دفع المادة لكن الآخر من أين سيأتي بالمبلغ !!!!!
وربما يسلك مسلكاً آخر ليدر عليه المادة ولاخيار له غير ذلك .
والاثنان سيضيعون مستقبلهم إذا كان جل وقتهم في الديوانية ولا من حسيب أو رقيب من الأهل .
من كان مستوى ذكائه جيدا سوف ينجح ولكن ربما ليس النجاح المطلوب الذي يؤهله للتسجيل في الكليات والجامعات , أما الآخر فمكانك سر وأنتهى المستقبل ... هذه النتيجة المتوقعة ولا غير ذلك .
والشخص المسكين سوف يكون أسير لصاحب المادة وسوف يطيعه فيما يطلب .
وهناك ديوانيات بأعمار أخرى من متوسطي الأعمار وأيضاً النتيجة واحده ولعل جرائمهم تكون أكبر حسب رغباتهم الكبيرة والله الستار .
وهناك الطامة الكبرى وهم كبار السن ممن هم حاملين المسؤولية على أكتافهم وأسر هم بحاجة لهم ماديا ومعنويا .
إذا كان كل الليل يقضيه بالديوانية ويأتي متأخراً من متابعته للمباريات التي لا تتوقف طوال السنة من الدوريات العربية وغير العربية , هذا يشجع ريال مدريد وذاك بارشلونا وهناك الكثير الكثير ممن لا أعرفهم والحمد لله على ذلك , هل لديه معرفه بما يدور في بيته إذا كان طوال النهار بالعمل والليل بالديوانية !!!!!
والمشكلة ان ليس جميع من بالديوانية على استقامة , بل هناك الصالح والطالح ... وفي الغالب يكون الطالح هو المؤثر على الصالح ويكون الجميع بمستوى واحد في الأخير .
الكبار يخططون على مستوى عالي لوجود المادةعندهم وهي الأسفار في الديار الحلوة وما أدراك .
ويكون من هو بمستوى الشيطان يزين لهم السفر ويعرض عليهم من صور الحسناوات والجمال الفتان .
وكيف لذاك المسكين أن يمسك أعصابه , فيبدا بالتفكير في كيفية الحصول على مبلغ يؤهله لأول رحله مع إبليس وعسى عياله ماياكلون الا خبزه يابسة .
إذا كان الحال تعبان بدون سفر فكيف بالسفر الذي يحتاج الى ميزانية تتعب كاهل الرجل .
في هذه الحالة عليه أن يقصر قدر المستطاع من قوت عياله ولا هامه شي .
أهم شي في مخيلته السفر ولازم يحققه .
يعني يصير ناقص من ربعه أو يقولون له أنت جبان وماتقدر تسافر ... يعني يشيمونه .
وفيه بدون تشييم ,,, بالإشارة وين رايح معهموعسى عياله يموتون من الجوع ... ماهو مفكر فيهم .
بنات الشيطان أمانه عندهم ولازم يهتمون بهم مساكين مالهم أحد !!!
نسى عياله وتذكر بنات إبليس .
المشكلةفي البداية تكون المجموعة متساوية ومستقيمة وتصرفاتها لائقة , لكن المشكلة يأتون لهم أناس من غير المجموعة ويدخلون بينهم وليسوا بمستواهم المتعارف عندهم ويعمل لهم المصايد والمعروف إبليس هو صاحب المصايد ومع الأيام يسحب الكثير منهم في طريقه .
خطأهم أنهم قبلوا به وهو ليس من طبقتهم المعروفةعندهم .
فكرة الديوانيات كانت في الأساس لحل مشكلة الإزعاج من المجالس وخاصة عند صغار السن ( الشباب ) وبعض كبار السن وخاصة عند تشجيعهم وقت المباريات المنقولة بالتلفاز .
فيه ناس تطلع من طورها وقت تسجيل الهدف لفريقه ويكون الإزعاج ليس في المنزل فقط بل حتىالمجاورين يتأذون من ذلك .
ومن شدةحماسهم ترى البعض منهم لا يستطيع البقاء جالسا أثناء الهجمة بل تراهم وقوفا عندتحري الهدف أو وقت التسجيل ... شي لا يصدق ... جنون الكرة .
فخرجت فكرة الديوانيات على الساحة واستحسن الأهل هذه الفكرة ليتخلصوا من ازعاج الأبناء وأصحابهم بل ربما استحسنتها الزوجة أيضا وفرحت بها لتتخلص من متطلبات الزوج وأصحابه وكثرة طلباتهم من الشاي والقهوة والماء .
لكنهافرحة ماتمت !!! هم الآن يتمنون رجوعهم إلى المنزل وعلى استعداد تام بتحمل إزعاجهم وطلباتهم فذلك أفضل من غيابهم الطويل دون علم بما يحصل لهم من ورائهم .
وأنا في موضوعي لا أعمم على الديوانيات بل فيهامن الناس الطيبين لكن الأغلب غير ذلك .
ذات مرة سمعت عن أحد الديوانيات مستقبلين مجموعة من المشايخ في الديوانية .
وهناك ديوانيات لا تفوتهم المناسبات الدينية فهم يحيونها في الديوانية بحضور أحد الخطباء , ياليت الديوانيات الأخرى بهذا المستوى أو على هذا النمط والوعي وليس الطيش .
ويكون الوقت عندهم مستغل لما فيه المصلحة وليس الفساد .
لقد كان التجمع بالديوانيات أو المجالس فيه مصلحة من تداول أفكار قيمة يستفيد من ليس له علم أو معرفة ببعض الأمور .
والحياة جامعة يتعلم منها الجميع من غير المدارس وذلك بأخذ المعلومة ممن حوله ممن له معرفة بها .
والكل يستفيد من الآخر وليس لضياع الوقت .
والديوانيات بها الكثير الكثير من الأسرار اللتي لا نعرفهاوما ذكر قيض من فيض .
فيه الكلام الكثير لكن أكتفي بهذا القدر .
والمعذرة من الجميع