دكان الحبص القيصريه

في مثل هذه الأيام قبل ست سنوات في 17 / 9 / 1426 هـ فقدت الأحساء ابنا من أبنائها البررة و علامة مميزة في تاريخها الأصيل .. بل فقدت رجلا يعده الكثير من الناس تراثا من تراثها العريق ..

ذلكم هو العم إبراهيم بن محمد الحبص رحمة الله عليه

صاحب الدكان المشهور داخل السوق الشعبي (( القيصرية )) قبل أن تلتهمه النيران

و كان للمنتدى لقاء حافل بالذكريات مع أحد أبناء العم إبراهيم .. ألا و هو الأستاذ عبد اللطيف الحبص (( أبو رائد ))

و الذي حدثنا عن والده و عن بعضٍ من ذكرياته و قصصه و طرائفه

فلنأخذكم في جولة سريعة و ماتعة .. و لا تنسوا الدعاء له بالرحمة و المغفرة ..

المحل مفتوح 24 ساعة ..

والدي لا يغلق محله أبدا بل يقضي فيه جل وقته و حتى ساعات متأخرة من الليل و يتوافد عليه الحرس و العسس يسهرون و يسمرون معه .. و إذا ذهب إلى الصلاة او إلى المنزل تركه مفتوحا و لا يغلقه حتى يعود إليه من جديد ..

العفو عن السارقين من شيم الوالد رحمه الله ..

طوال تلك المدة لم يتعرض دكان الوالد إلى السرقة إلا قليلا .. و في أحد المرات جاء سارق ليسرق من المحل و تم ضبطه من قبل الشرطة .. فلما علم والدي بذلك ذهب لهم و أخبرهم بعفوه عنه و طلب منهم إطلاقه ..

الشراقيات هي البضاعة الرئيسية لوالدي ..

اشتهر أبي ببيع الشراقيات بجميع أصنافها و أنواعها و أحجامها .. و هو يبيع أيضا قطع الغيار و الأدوات و الأشياء النادرة .. و باختصار .. كل شيء !!

الألماني و القطعة المفقودة ..

كان هناك مهندس ألماني في شركة أرامكو بالظهران تعطلت عنده إحدى الآلات و لم يعثر لها على قطع غيار أبدا .. و أضناه البحث حتى فكر في الذهاب لألمانيا لجلب هذه القطعة .. فقال له أحد الموظفين السعوديين مازحا : ستجدها عند الحبص .. فأخذ يستفسر عن الحبص حتى عرف أنه صاحب دكان شعبي في الأحساء .. فجاء إلى هنا و سأل عن والدي حتى وجده .. فسأله عن القطعة .. و كانت المفاجأة أنها موجودة لدى الوالد .. فزادت شهرته و زادت حوله الروايات و الأساطير ..

كل شيء موجود و بلمسة واحدة و دون فهرسة ..

اشتهر والدي بإحضار الأشياء المطلوبة دون أن يتحرك من مكانه و حتى دون أن يلتفت .. فقط يمد يده خلفه أو تحته أو فوق رأسه و .. (( شبيك لبيك )) مطلوبك بين يديك ..

لا مكان للدخول ..

في دكان والدي لا يوجد مكان للتحرك فيه سوى المكان الذي يجلس هو فيه .. أما باقي المحل فهو مليء بالبضاعة المتراكمة فوق بعضها البعض .. و الطريف في الأمر أنه يعرف مكان كل شيء و بسرعة كبيرة جدا ..

الحريق يأكل القيصرية ما عدا دكان الحبص ..

في يوم الخميس غرة شعبان 1422 هـ التهم حريق ضخم أغلب محلات القيصرية أما محل والدي فلم تمسه النار أبدا رغم احتراق المحلات التي قبله و التي بعده .. و لم نعرف تفسيرا لذلك إلا أن عناية الله هي التي حفظته ..

60000 رسالة تم تداولها عن والدي ..

في يوم الحريق المشهور تداول الشعب السعودي و مواطنوا دول الخليج قرابة ستين ألف رسالة عن والدي و دكانه و عناية الله به ما بين متعجب و مستنكر و مستطرف للأمر .. و تم تأليف العديد من النكات و الطرائف حول ذلك ..

الحبص يتصدر العناوين في مجلة النيوزويك الأمريكية ..

أفردت مجلة النيوزويك الأمريكية عدة عناوين و صفحات خاصة عن والدي بعد حريق القيصرية و ذلك ترجمة و تعريفا به و بنوع بضاعته و دكانه التاريخي الفريد من نوعه ..

طرفة و تحدي لأسواق الراشد ..

من الطرائف التي انتشرت و تم تداولها في رسائل الجوال مقولة على لسان والدي بعد حريق القيصرية قالوا فيها .. الحبص يصرح و يقول : لن تهنأ أسواق الراشد حتى تعود القيصرية إلى ما كانت عليه ..

والدي و ابن لادن ..

أيضا من الطرائف أنهم كانوا يقولون أن الحبص هو الممول الرئيسي لابن لادن بالشراقيات و الطرطيعانات و المتفرقعات و الألعاب النارية ..

400 خيشة و حمولة دينا ..

بعد وفاة الوالد رحمة الله عليه و عندما أردنا إفراغ المحل أخرجنا منه قرابة 400 خيشة من الأدوات و الأغراض .. و لا ندري كيف كان المحل يكفي هذه الكمية من البضاعة ..

و الآن و بعد مرور ست سنوات على وفاة الحبص ما زال أهل الأحساء و المنطقة الشرقية و الخليج عموما يذكرونه و يتندرون بسواليفه و ببضاعته ..

نسأل الله أن يغفر له و يرحمه و يسكنه فسيح الجنان

و هذه لقطة حديثة لسوق القيصرية بعد إعادة بنائه من جديد فهل يكون هناك دكان مشابه لدكان الحبص في داخلها .

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

	اللهم صل على محمد وآل محمد يعطيك العافيه عالبحث الجميل لهذه الشخصيه المعروفه حتى بعد وفاتها ؤرحمة الله عليها كانت تشتهر كثير بالشرقيات خصوصا ليالي العيد والاعراس تسلم وننتظر جديدك دموع الورد

شكرا اختي الكريمة همس الخيال لتشريفك صفحتي
يعطيك ربي الف عافية
تحياتي