كلمة العلامة السيد محمد علي بمناسبة افتتاح الموقع بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد..
فإننا حين نؤرخ لهذا الجامع فسنعرض لمرحلة تاريخية مشرفة ترتبط بهذا الجامع في مسيرة عمره الطويل الذي مره به والذي كانت بدايته في القرن الثالث بعد الألف , حين تم بنيانه و وقفيته على يد المقدس السيد هاشم والد المقدس السيد ناصر -رحمهما الله- الذي كانت وفاته سنة ألف وثلاث مائة وتسعة .
فقد أختص هذا الجامع مجموعة من الأعمال الدينية كان أولها إقامة صلاة الجماعة والذي كانت إقامتها وعلى الأخص في الجُمع بصورة متميزة , فقد كانت تؤمه جماعة المصلين من المدن والقرى , فقد كان ثاني جامعين لهما الشهرة والبروز على مستوى الأحساء , وأختضن كذلك الحوزة العلمية في حلقتها الأولى والتي كان عدد طلابها لا يتجاوز الخمسة, وقد أحتضن الحوزة في مرحلة تطورها و واكب مسيرتها لعدة سنين حتى انتقلت منه إلى مقرها الجديد في النزهة كما هو في العهد الحاضر .
وحين تعطلت الحسينية بسبب البناء تحولت إقامة المآتم إليه , وقد تعاقب على منبره عدة من الخطباء , وكذلك احتضن الاحتفالات بذكريات أهل البيت عليهم السلام وكان هو مركز التأسيس لها قبل أن تتحول إلى الحسينيات , ولا زال الاحتفال بميلاد الإمام المهدي يقام فيه , والاحتفال بذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام .
وقد احتضن كذلك العزاء في الأيام الأولى من تطوره والتي كانت بدايتها سنة ألف وأربعمائة و واحد , وقد تعاقب على منبره في هذه المرحلة عدة من الرواديد كان في طليعتهم مهدي المؤمن وعباس السمين ويحيى الشداد ومحمد الشداد وعبدالرسول بن صالح وعلي الرستم من الطرف وحميد الدهنين , والتحق بهم في المرحلة الثانية عبدالعزيز بوخضر وذلك في محرم ألف وأربعمائة وثمانية , وفي عام ألف وأربعمائة وعشره ألتحق بهم حبيب البراهيم , ولحق بهم علي بوعيسى في عام ألف وأربعمائة وستة عشر , وفي عام ألف وأربعمائة وثمانية عشر لحق بهم السيد حمد المكي , وفي الآونة الأخيرة ألتحق نعمان المؤمن وجعفر الكحل وزكي العامر وعبدالوهاب الحمدان ومن بني معن محمد الأحمد , هذا مضافاً إلى الرواديد الذين شاركوا في ملتقى الوفايات من أهل القرى , وجاء بعد ذلك رواديد آخرون وقد بلغ عددهم في ملتقى الرواديد ما يربو على الثمانين , ولا زال العزاء يقام فيه في أيام محرم وفي الوفايات ولأجل ذلك كان من حق هذا الجامع أن يخلد وأن يسري صوته على الأثير إلى جميع الآفاق , ومن هنا جاءت فكرة فتح موقع باسمه على شبكة الانترنت فقوبلت بالترحيب وقد خرجت من مرحلة الفكرة إلى حيز التنفيذ وحيث تم فتحه في ليلة الخميس الموافق2/1/1432هـ .
فها هو الجامع يسري صوته مع الأثير حيث تستقبله القلوب المتعطشة إلى ذكريات أهل البيت عليهم السلام وذلك مما تفضل به الله تعالى علينا في بلادنا الاحساء .
فله الحمد على نعمائه وآلائه والصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين أولاً وأخيراً .