..]] منتديات الحويرات [[.. - عرض مشاركة واحدة

05-29-2009, 03:08 PM

الروايات الواردة عن أهل البيت(عليهم الصلاة والسلام) التي تروي لنا حال الإمام الموعود(عليه السلام وعجل الله فرجه) وما يلاقيه عند ظهوره المقدّس وما يصدرُ من وجهاء القوم و علماءهم وأسياد الناسٍ في ذلك الزمان... الروايات بهذا الخصوصِ أعطت الخصوصية لوجهاء الكوفة والتي تشمل النجف وكربلاء الذين يحاربون الإمام(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) ويرفعون بوجهه الشبهات ويطلقون عليه التُهم والتشكيكات ويقولـون لـه ـ بعد التي واللتيّا ـ مايشمل معنى (ارجع يا ابن فاطمة لا حاجة لنا بك ، نحن أفقهُ منك بدين جدّك ،... الدين بخير).
وفي حدود ما تذكر الروايات فإنّ الظاهر منها أنه في ذلك الزمان ، المناط يكون مناط التفقّه بالدين والعلوم الدينية ، (فمثلاً) أن الإمام(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) يقدم أولاً فيقول: بعد أن يعرّف نفسه ويطالب حقه وحق إبائه المعصومين(عليهم السلام) ويطلب التأثر لمظلوميات الأنبياء وأبناء الأنبياء ومنه الثأر لجدته الزهراء ولجده الإمام الحسين(عليهم السلام) , (من يحاججني في رسول الله) ؟.. (أومن يحاججني في القرآن) ، في إشارةٍ إلى الأعمال التي يقومُ بها(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) والأشياء التي يحاول أن يُثْبتها ، ويظهر من ذلك أنّه يُتّهم بأنه على غير دين الإسلام أو أنه ليس من سلالةٍ الرسول الأكرم(صلى اللهُ عليه وآله وسلم) ، لذا يطلب منهم المحاججة والمناظرة في القرآن والرسول(صلى اللهُ عليه و آله وسلم) والعلوم الإسلامية , فيقولون (نحن أفقه منك) ، ويتأولون عليه القرآن , وعندما يطرح ما لديه من علومٍ تفوق ما لديهم فيعجزون عن مجاراته وعندها يقولون له (ارجع يا ابن فاطمة ، لا حاجة لنا بك... الدين بخير) ، أي لا حاجة لنا بعلومك فالناس يتعاهدون الصوم والصلاة , والعلوم الدينية تلقى في المدارس ، فالدين إذاً بخير ، ارجع ليس هذا زمانك الموعود ، ويستمر الإمام(عليه السلام) بإلقاء الحُجج وهم يقومون بطرح الشبهات تلو الأُخرى .
كما نلاحظ أن بعض الروايات الواردة تؤكد وجود العديد من المدّعين للمهدوية كلُهم فقهاء وكلهم علماء وكلهم يتأول القرآنَ ـ ومن هذه الروايات عن الإمام الصادق(u) ـ فيقولون له (أي أصحابه): إذن كيف يميّز الناسُ المهديَّ الصادقَ من غيرِه ؟ فيجيبهم الإمامُ الصادق(u) بقوله: (إنّ أمرنا أبين من الشمسِ) وتظهرُ هذه الرواية كثرة الأدعياء الفقهاء الذين يُعطون لأنفسهم منصب الإمامـةِ فيـأمرون وينهون ويقيـمون الحـدودَ ـ بمعنـى آخـر ـ أنّهم يتصرفون بما يتصرّف الإمام أو من ينوب عنه ، وهؤلاء الوجهاء (أصحاب الواجهات) في زمن الظّهور الذين يتّبعهم الناسُ وهم الذين سيحاربون الأمام(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) ويسيـر الناسُ خلفهـم لأنهـم علماء ذلك الزمان .
ـ وللتنبيهِ فقط ـ أقول: في يومنا هذا ، الذين يتصرفون بإقامة الحدود ولهم حق التعزيرات وقبض الحقوق الشرعية هم مراجع التقليد.. فاحذر... ودقق ... وتفكّر ... وقلّد .
ـ وهنا أخي المؤمن ـ أُحذّرك بأن طريق الوصية كان على مدى التأريخ يُخرجكَ من الحق ما لم تلتزم تلك الوصية الحق وتكون مؤيدة ومسددة من الشارع المقدس مباشرة أو بالأدلة الشرعية العلمية الأخلاقية , فوصية المصطفى الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم) مؤيدة ومسددة مباشرة من الله تعالى وفي كتابه المجيد ومن رسوله الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) وثبت واقعاً وصدقاً وعدلاً أن أمير المؤمنين هو الأتقى والأنقى والأعدل والأقضى.... والأعلم ... فالنبي مدينة العلم وعلي بابها ... فلا تقصد غير العلم وبابه .
أما بخصوص مرجع التقليد فلا يثبت بوصية ما مجردة عـن الأدلة والآثار العلمية بل بالأعلمية ، وأسألك: لو أنّ المرجع السابق أوصى من بعده للرجوع إلى أحد المجتهدين وبعد سنةٍ أو أكثر ظهر من هو أعلم منه فماذا تفعل ؟ وإذا كان هذا زمن الظهور أو قريب من زمن الظهور(إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً) ، فإن هذه المرحلة خطيرة جداً ومن أسوء النتائج أنكَ تقلدُ (مرجعاً) ويأتي الإمام(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) فيأمرُ بقتلِه!!! فهل تنفعكَ الوصيـةُ ؟ أم تمسكُّكَ بالدليل العلمي هو المنجي ؟؟
وأخيراً... فأن الروايات الواردة عن أهلِ البيتِ(عليهم الصلاة والسلام) تقولُ بأن الإمام(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) بعد أن أتمّ الحجة على الوجهاء من القوم ويرى منهم إصرارهم على إنكـاره وتضليل الناسِ وخُداعِهم ، فيبدأُ بالقصاص ويبيحُ دمائهم , فيقتل ويقتل من الكثير الكثير في الكوفة وعلى جدرانها وفي غير الكوفة .
فانتبه ـ أخي المؤمن ـ ولا تسلِّم عقلكَ وقلبكَ بدون دليل علميٍ شرعيٍّ وأخلاقيٍّ ، وانتبه لكي لا تكون ممّن يُخدَعُ ويتّبع تلك الواجهات التي تحارب الإمام(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) وكن واعياً ومتكاملاً روحيّاً وفكريّاً ، فإنكَ مسؤول أمامَ اللهِ وأمام إمامكَ(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) المعصومِ وتأكّد أن الشرط الرئيس في نُصرةِ الإمام(عليه السلام وعجل اللهُ فرجه) وتحقيق الظهور المقدّسِ متوقّفٌ على تحقيقِ القاعِدةِ الجماهيرية المخلصة ، الواعية ، المتكاملة ، فكرياً وروحيّاً وأخلاقياً وتأكّد أنْ لا طريقَ يوصِلُكَ إلى ذلك إلا طريق التمسُّك بالدليل والأثر العلمي الرّاجح التام .