شكراً لكِ الأخت الفاضلة ( عشقي السبطين للأبد ) على هذا الموضوع القيّم .

من وجهة نظري المتواضعة هذا الأمر يعتمد على النقاط التالية :

1) مدى العلاقة الأسرية بين الابن ووالديه .
2) مدى ثقافة الوالدين .
3) مدى العلاقة بين أسرة الزوج وأسرة الزوجة .
4) الوضع المادي للزوج و مدى ثقافة الزوج والزوجة .

فلنبدأ حوارنا بالنقطة الأولى فأنه وكما يعلم الجميع لا يوجد بيت خال من المشاكل ولكنها تختلف من بيت لآخر وهذا ليس موضوعنا الآن ولكن متى كان الابن ذو علاقة متينة مع والديه وأخوته أصبح سعيداً وهذا يزيد من حظوظه في العيش براحة واستقرار سواء كان مع الأهل أو في منزل مستقل وخلاف ذلك متى كان يشوب هذه العلاقة ضعف وبعض المشاكل فتجده يعيش في دوامة من الأزمات الأسرية , لأن أي مساس لشخصية الزوج أو الزوجة تصدر من أحد الأقرباء حتى وأن كان طفل أو عن غير قصد ستثير حفيظ الزوج أو الزوجة ففي هذا الحالة أن لم يكن الزوج والزوجة في أتم الاستعداد لتقبل ما يحدث
فالأفضل الاستقلال والبعد عن المشاكل .

بالنسبة للنقطة الثانية هناك الكثير من الآباء والأمهات يتدخلون في شؤون أبنائهم مع الآسف فهم لم يدركون بعد أن ابنهم أصبح رجلاً وقادر على أن يتخذ القرار بنفسه ويدير شؤون عائلة فهم يتدخلون في كل شيء لا تفعل كذا وافعل كذا فإذا الزوج والزوجة سيعشون في هذا الوضع فالاستقلال أفضل .

بالنسبة للنقطة الثالثة فهي شبيه للنقطة الأولى ولكن اللوم يقع كثيراً أهل الزوجة ومدى تفهمهم بأن ابنتهم خرجت من تحت ظلهم وأصبحت تحت ظل زوجها فلا داعي أن يتدخلون في شؤونها وشؤون زوجها .
وأنا أفضل أن يتزوج الرجل من بيت ذو علاقة حميمة مع أسرة لأنهم سيكونون على علم من وضع الزوج ومشاكله الأسرية وسيساهمون في حلها , على عكس من يتزوج من أسرة لا علاقة بينها وبين أهله أو من قرية أخرى غير قرية لأنه سيقع في مطب العادات التي قد تتوافق بين الأسرتين إلا إذا كان الزوجين متعقلين .

النقطة الرابعة والأخيرة الوضع المادي للزوج له النصيب الأكبر في هذه المشكلة فإذا كان ا لزوج ميسور الحال فلا بد له من العيش مع أهلة وتحمل العبء فهنا يأتي دور الزوجة فأن كانت متعقلة ومدركة لذلك فهي من ستسعد زوجها وحتى وأن كان ذلك على حساب نفسها .
فأما إذا كان الزوج في وضع مادي ممتاز فهو من سيشتري راحته ويبعد عن ضجيج المشاكل .

أود أن أذكر بعض الحالات النادرة :
وهي أن الزوج في وضع مادي ممتاز ولكنه يعمل خارج المنطقة ( كالرياض أو الجبيل أو الدمام ..... مثلاً ) والزوجة تدرس أما بالثانوية أو الكلية أو الجامعة ومن شروطها أن تكمل دراستها و سكن خاص بها ( شقة مستأجرة أو بناء شقة منعزلة في بيت أهل الزوج ) فهذا فيه عبء مادي كبير على الزوج وأن كان وضعه المادي ممتاز قد يسأل البعض كيف ذلك ؟ !
الجواب كالتالي وهذا حقيقة الزوج يذهب لمقر عمله لمدة خمسة أيام ولا يأتي إلا يومين فقط فخلال الأسبوع هو لن يترك زوجته في شقة لوحدها وهي ستضطر للذهاب لبيت أهلها .
فهو قد استأجر شقة بملغ لا يقل عن 17 ألف ريال في السنة وهو لن يسكن فيها إلا 88 يوماً على اعتبار أنه سيسافر شهراً كل سنة وهو إجازته الرسمية ناهيك عن مبالغ تأثيث الشقة .
أو أنه قام ببناء شقة منعزلة في بيت أهل بمبلغ لا يقل عن 120 ألف ريال وكما ذكرا سابقاً فه ربما يسكن فيها 88 يوماً أو حتى 100 يوم فقط .
فثقافة الزوج والزوجة تلعب دورها هنا في أن يتفهم كل منهما الآخر ويبحث عن راحة كل منهما الآخر .

أعتذر عن الإسهاب في الموضوع وأتمنى أني قد وفقت في الطرح .