عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2010, 03:18 AM   #1
حويراتي ماسي
 
الصورة الرمزية دموع الورد
افتراضي أبكتني رائحة الحقيبة ...


السلام عليكم ورحمة الله

أسعد الله صبااحكم
************

ما كنت لأعلم أن الرائحة تستثير الدمعة ..

وتجلب العَبرة





حتى فتحت حقيبة أحد طلاب الصف الأول الإبتدائي


لأبحث له عن كتاب العلوم



زعم أنه قد نسيه ..





وما أن فتحت حقيبته

حتى انبعثت منها رائحةٌ ليست غريبةً عليّ ..



قدشممتها من قبل ..


متى ؟ أين ؟ كيف ؟



لا أدري !!





رائحة نقلتني إلى عالمٍ اخر .. لا أدري أي عالمٍ هو ؟




لا أعرف سوى أنّه عالمٌ بعيد ..





استثارت دمعتي .. وهيّجت مشاعري ..



بعد أنعرفت سرّها ..



واكتشفتُ ماضيها ..



فكانت ذكريات ..






فانشغلت عن الكتاب لأكفكف دمعتي ..





وبدلاً من أن أُخرج كتابه ..




أدخلت دمعتي في حقيبتهِ ..





فيا لها من رائحة ..





ويا الله



يا لها من ذكريات ..





تلك الذكريات الخالدة ..





تلك الذكريات الباقية ..





لم تمحُها ذكريات الجامعة ..





ولم تمحُها ذكريات المراهقة ..





إنها ذكريات الطفولة ..



وذكريات المرحلة الابتدائية ..





فوقفت عند الحقيبة وأطرقت كثيراً



وأطلقتُ لفكري العنان ..



فرحل بي بعيداً ..



وغادرت الصف إضطرارياً




وتركت الأطفال يمرحون ويلعبون ..





ورحلتُ .. إلى الماضي




فتذكرت اسم معلمي ..






معلم الصف الأول





بل وتذكرت أمي .. يوم أن كانت تضع حقيبتي على ظهري



وتدعو لي أن يحفظني ربي ..



وهي واقفةٌ على الباب تتأمل في مشيتي ،،

وتخشى من عثرتي ..





تذكرت أبي

يوم أن يُخرج مصروفي من جيبه العامر من كدح



جبينه ..



تذكرت وصاياه لي ..



فحزنت على نفسي ..



وعلى سوء حظّي ..



مات أبي قبل أن أرد له شيئاً مما وهبني اياه ،،





ياالله ..






لا أدري كيف انقضى كل ذلك العمر..





لا أصدق نفسي ..



استفقتُ قليلاً ..




فألقيتُ نظرةً على الأولاد ..





نظرتُ يميناً وشمالاً ..





فإذا الوجوه هي تلك الوجوه





نفس الملامح





ونفس الضحكات





والبراءة



والصيحات



والعبارات



(مرسامي ، برّايتي ، كتابي ،شنطتي )




(وتلك الأيام نداولها بين الناس)





كادت أن تخنقني العبرة ..





لا بل خنقتني ..



وغلبتني ..



وألقتني كسيراً على أعتاب الذكريات ..







فكأني أرى مقعدي بينهم ..





وكأني أرى حقيبتي ذات اللون الأخضر





وبداخلها ساندوتشي الملفوف بالورق





من صنع أمي ..





وفجأة دق الجرس



ليمتزج بصيحات الأولاد



الذين يمرحون ويلعبون من حولي


وأنا مُسجّى أمام الحقيبة



( استاد استاد ،، دقّ الجرس )




.. وليته لم يدق ..





قطع حبل أفكاري ..






وأوقف مدامع عيني





وأعادني من رحلتي ..





فانتبهت ..






فأخذت أبحث عن كتاب الطالب في حقيبته ..



وأنا مُنهك والعرق يتصبّبُ من جبيني



لا أدري ما حلّ بي !!



وأخيراً



وجدتُ الكتاب



ولكن بعد فوات الأوان



فناولتهُ للطالب



والحقيبة (التي أبكتني)



لا زالت بيدي ..



فكأنّي قد عشقتها ..




نعم أبكتني .. فأحببتها ..





فوضعتها برفق


بعد أن استنشقتها مرّة أخرى ،،




منقوااااااااااال

من مواضيعي

0 كلمات بالامس روعه واليوم للاسف .
0 شتصير بلهجتك ؟؟؟لعبة حلوه
0 ع ــلى صـوت ألمطــر‏‏ ..
0 يتلألأ كالقمر,,,,&
0 تراقص المطر


التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس