عرض مشاركة واحدة
قديم 08-14-2012, 11:51 PM   #1
افتراضي اللهم أجبر كسرنا على فراق شهرنا



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
.

.
اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا

ها هو شهر الخير قد قضت خيامه ، وتصرمت أيامه ، فحق لنا أن نحزن على فراقه ، وأن نذرف الدموع عند وداعه .
وكيف لا نحزن على فراقه ونحن لا ندري هل ندرك غيره أم لا ؟ كيف لا تجري دموعنا على رحيله ؟ ونحن لا ندري هل رفع لنا فيه عمل صالح أم لا ؟

وهل ازددنا فيه قرباً من ربنا أم لا ؟ كيف لا نحزن عليه وهو شهر الرحمات ، وتكفير السيئات ، وإقالة العثرات ؟! .

يمضى رمضان بعد أن أحسن فيه أقوام وأساء اخرون ، يمضى وهو شاهد لنا أو علينا ، شاهد للمشمر بصيامه وقيامه وبره وإحسانه ، وشاهد على المقصر بغفلته وإعراضه ونسيانه
.

رمضان سوق قام ثم انفض ، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر ،


فالله كم سجد فيه من ساجد؟
وكم ذكر فيه من ذاكر ؟
وكم شكر فيه من شاكر ؟
وكم خشع فيه من خاشع ؟

وكم فرّط فيه من مفرِّط ؟
وكم عصى فيه من عاص ؟ .

ارتحل شهر الصوم ، فما أسعد نفوس الفائزين ، وما ألذ عيش المقبولين ، وما أذل نفوس العصاة المذنبين ، وما أقبح حال المسيئين المفرطين .


لابد من وقفة محاسبة جادة ننظر فيها


ماذا قدمنا في شهرنا من عمل ؟
وما هي الفوائد التي استفدناها منه ؟
وما هي الأمور التي قصرنا فيها ؟

فمن كان محسناً فليحمد الله وليزدد إحسانا وليسأل الله الثبات والقبول والغفران ، ومن كان مقصراً فليتب إلى مولاه قبل حلول الأجل .

تذكر أيها الصائم وأنت تودع شهرك سرعة مرور الأيام ، وانقضاء الأعوام ، فإن في مرورها وسرعتها عبرة للمعتبرين ، وعظة للمتعظين


قال عز وجل: {يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار }

بالأمس القريب كنا نتلقى التهاني بقدومه ونسأل الله بلوغه ، واليوم نودعه بكل أسىً ،ونتلقى التعازي برحيله ، فما أسرع مرور الليالي والأيام ، وكر الشهور والأعوام .

والعمر فرصة لا تمنح للإنسان إلا مرة واحدة ، فإذا ما ذهبت هذه الفرصة وولت ، فهيهات أن تعود مرة أخرى ، فاغتنم أيام عمرك قبل فوات الأوان ما دمت في زمن الإمكان ،



وتذكر دائماً أن العبرة بالخواتيم ، فاجعل ختام شهرك الاستغفار والتوبة ، فإن الاستغفار ختام الأعمال الصالحة ،

، قال علي عليه السلام : " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل ، ألم تسمعوا إلى قول الحق عز وجل :

{
إنما يتقبل الله من المتقين} وكان ينادي في اخر ليلة من شهر رمضان : " ياليت شعري من هذا المقبول منَّا فنهنيه ومن هذا المحروم فنعزيه ،


أيها المقبول هنيئاً لك ، أيها المردود جبر الله مصيبتك " .

اللهم لك الحمد أن بلغتنا شهر رمضان ، اللهم تقبل منا الصيام والقيام ، وأحسن لنا الختام ، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا،

وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ، واجعله شاهداً لنا لا علينا ، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار ، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين.

.
.
.
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



اسألكم الدعاء

صرخة ندم





من مواضيعي

0 الادب مع الله عز وجل
0 طه: مشترك بين الشيعي والسني [ حسين الاكرف و صلاح الهاشم]
0 لاتتوضأ وأنت في غفلة
0 همسات بقلمي وحبرها دمي ~
0 اضحك مع صرخـــــ ندم ـــــة