عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2011, 02:10 AM   #1
حويراتي ماسي
 
الصورة الرمزية دموع الورد
افتراضي اهدنا الصراط المستقيم ...


إن الصراط المستقيم هو الطريق المستقيم الذي يؤدي إلى الله. وفي هذه العبارة يوجد معاني متعددة يتوجب على المسلم الحقيقي أن يفهمها ويعرفها.
كلمة (إهدنا) تعني طلب الهداية وهذا يدل على أن الإنسان ضال وبعيد عن الله فلو لم يكن ضالاً لما طلب الهداية. وهذه حقيقة ينبغي على كل مسلم أن يعترف بها. إن كل إنسان في هذا الوجود بعيد عن الله لأنه كسر شرائع الله وأصبح ضالاً تائهاً في دروب الإثم. وهذا ما يعترف به القرآن أيضاً ففي سورة العصر يقول : القرآن والعصر....إن الإنسان لفي خسر (سورة العصر 1). وكلمة "خسر" معناها أن الإنسان هالك وناقص وضعيف بسبب الطبيعة الناقصة التي ولد فيها. كذلك في (سورة يوسف 53) يقول القرآن "إن النفس أمارة بالسوء". وهذا يعني أن الإنسان لديه ميول سيئة وعواطف فاسدة. وفي (سورة النساء 28) يقرّ القرآن بضعف الإنسان حيث يقول: "وخلق الإنسان ضعيفاً". إن طبيعة الإنسان الساقطة عاجزة عن طاعة الله...
ولو تساءلنا هل يستطيع الإنسان البشري الذي هو في طبيعته هالك وناقص، ونفسه أمارة بالسوء إذ خُلِقَ ضعيفاً، هل يستطيع الإنسان وهو في هذه الحالة من الضعف والتردي أن يعمل أعمالاً صالحة ترضي الله القدوس وتفتح له أبواب الجنة؟ إن هذا الإنسان الذي يرفع هذه الصلاة لا بد وأن يكون سائراً في طريق غير مستقيم، طريق الشر والتمرد، ولذلك هو يطلب الهداية إلى الطريق المستقيم. هذا الإنسان عاجز تماماً عن القيام بالأعمال الصالحة لأنه يسير في طريق معوج ملتوٍ. ورغم رغبة الإنسان الجادة في طاعة الله لكن طبيعته الساقطة تهزمه وترغمه على ارتكاب المعاصي والآثام. لذلك فإن الإنسان لا يتمكن من الاهتداء إلى الصراط المستقيم إلا بتدبير يدبّره الله لإنقاذه من هذه الطبيعة الفاسدة.
لقد حاول الإنسان على مر العصور والزمان أن يهتدي إلى الصراط المستقيم ولكنه عجز عن ذلك لأن الإنسان استمر في خطاياه وشروره، ولا يمكن للحسنات أن تمحو السيئات، لأن الله عزّ وجلّ يريد إنقاذنا كلياً من شرور وآثام طبيعتنا الفاسدة.
إذا كنا نؤمن بوجود إله لهذا الكون فلا بد أن ذلك الإله يكشف للإنسان الطريق الذي يريحه من أتعاب الخطية وأثقالها. فلا يعقل أن يوجد إله ويترك البشر يتخبطون دون هداية. وليس من المعقول أن الله عزّ وجلّ يترك الإنسان الضال بدون إرشاد واضح إلى الطريق المستقيم. إذاً لا بد أن الله عزّ وجلّ يرغب أن يهدي الناس إلى طريق الحق والصواب. لقد أرسل الله الأنبياء والرسل لكي يرشدوا البشر إلى الصراط المستقيم. ويجب أن نعلم أن النبي ليس هو الطريق لكنه المرشد إلى الطريق. ومادام الله موجوداً وهو يهتم بالإنسان الذي خلقه. فلا بد أن يهديه إلى الطريق المستقيم. والطريق يؤدي إلى الهدف.

من مواضيعي

0 مطر في مطر
0 آيس كريم سهل .آيس كريم بالتوفي ؟
0 كلنا في دنيا فانيه
0 حوار بين القران والانسان ..
0 منتدانا الغالي


التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس