..]] منتديات الحويرات [[.. - عرض مشاركة واحدة

مشاهدة أوسمتي · 12-27-2010, 04:53 PM

(عبدالله عيسى عبدالله السلطان)

بلدة المنصوره

من هو الوجيه ؟

الوجاهة الاجتماعية مطلب يكاد الجميع يتفق على أهميته كون هذه الصفة ستعطي الفرد مجموعة من المميزات يصبح من خلالها ذا نفوذ وسلطة اجتماعية تحمل في طياتها مجموعة من الصلاحيات التي توصل صاحبها إلى تحقيق ما يتمناه، لذا ترى أن الجميع يتفق أن عليهم جميعاً السعي لتحقيق هذه الصفة فمنهم من يحاول أن يدركها بمال ومنهم من يسعى أن يدركها بمنصب وظيفي مرموق ومنهم من يسعى الى أن يدركها بعلاقات مع شخصيات لها مكانتها في المجتمع مثل رجال الدين والمسئولين في الجهات والدوائر الحكومية وكذلك بناء العلاقات مع أصحاب رؤوس الأموال تساعد في الأغلب على الحصول على الوجاهة الاجتماعية إما كلها أو بعض منها.

ولا مشكلة هنا في كل ما طرح فهو حق للجميع أن يسعى ويحصل عليه لأنه من وجهة نظري سعي نحو التوازن في الشخصية الإنسانية وطموح كل إنسان أن يكون ذا شخصية مرموقة وصاحب كلمة مسموعة إذاً ما مشكلتك يا كاتب المقال في وجهاء المجتمع؟!.

أقول إن سمح لي القارئ الكريم أن أوضح نقاطًا معينة قبل الإجابة عن هذا الاستفسار، وأول هذه النقاط علينا أن نستذكر معنى الوجاهة، فمن اللغة فهي كلمة مشتقة من الوجه وتعني المقدمة، يقال وجه الإنسان أي مقدمته، واصطلاحاً هي الزعامة والقيادة نقول وجهاء القوم أي قادتهم وزعماءهم ومن هذه النقطة نستنتج أهمية وجود الوجهاء في المجتمعات حيث إنهم سيمثلون هذه المجتمعات على كل حال بأي طريقة كانت وسيكونون القادة والمؤثرين في مجتمعاتهم وهي النقطة الثانية أما الثالثة وهي عبارة عن تساؤل نطرحه لنجيب من خلاله عن الاستفسار المطروح فنقول: ما هي الصفات اللازمة أن تكون في هذا الوجيه أو ذاك أو بمعنى آخر ما هي الصفات التي نستطيع من خلالها أن نطلق هذه الكلمة على جمع من أفراد المجتمع دون غيرهم بكلمة وجهاء المجتمع؟! وهم من يؤثرون ويقودون المجتمع، في الإجابة هنا تكمن المشكلة التي يرى الكاتب أن تطرح على الطاولة ليقول:

ليس كل من ادعى الوجاهة أو حسب نفسه وجيهاً في المجتمع أصبح كذلك، لان هذا لا يمكن قبوله وعلى المجتمع الواعي التصدي لمثل هؤلاء المدعين.

إن هناك من الصفات الأساسية التي ينبغي أن يتصف بها الوجيه أو مجموعة الوجهاء في المجتمع حتى نتمكن من أن نطلق مثل هذا المصطلح على هؤلاء، بغض النظر عن المال أو الجاه الذي يمتلكه هذا أو ذاك حتى لو كان عالمًا في أي مجال وتنقصه هذه الصفات فهو لا يستحق من وجهة نظري أن يتولى أمور المجتمع وشئونه بمجرد إدعائه أنه من وجهاء المجتمع لاعتقاد في نفسه هو وتتطاول على مصطلح يفتقد لأصدق مصاديقه ولا يعني كثرة ولائمه ودعواته للشخصيات البارزة أو حضوره في ولائم هذه الشخصيات مدعواً كان أو طفيلياً يمكن أن توصله لوجاهة واهمة يعتقدها هو في نفسه دون غيره.

إن من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها من يريد هذا المنصب الاجتماعي ألا يكون هو من يدعيه بل يترك لعامة المجتمع أن ينظر إليه لتحديد الوجيه فيهم بمعنى ألا يدعي هذا المنصب قبل أن يقلده المجتمع إياه وإن قلده المجتمع منصب الوجاهة عليه أن يتعامل مع مجتمعه كفرد منهم يسهم في علاج كثير من قضاياهم ومشاكلهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم وهمومهم هذا من جهة ومن جهة أخرى على من يريد أن يحصل على منصب كهذا ويكون ذا شخصية مرموقة ومسموعة الكلمة عليه أن يتحلى بصفات الكمال والجمال عليه أن يكون ملتزماً بدينه قبل كل شيء وأن يكون صادقاً مع نفسه قبل المجتمع وأن يكون ذا علاقة جيدة مع كافة مكونات المجتمع وعلى مسافة واحدة منهم دون أي تعال أو تكبر وأن يسعى دائمًا في خدمة المجتمع ومصلحته بعيداً عن مصالحه الشخصية بل عليه أن يؤثر بمصالحه لحساب مصالح المجتمع، ومن ناحية أخرى عليه أن يكون وجيهاً في بيته وبين أسرته قبل أن يكون أحد وجهاء المجتمع وهو لا قيمة له في بيته وبين أسرته وأقربائه إذ أن ذلك سيكشف غطاءه يوماً ما مهما طال الأمد ومهما بلغ من المكانة في المجتمع وهو لايحضى من ذلك شيء بين أهله وعشيرته فحتماً سيسقط يوماً ما، لأن أقرب الناس له يعرفون حقيقته من ناحية ومن ناحية أخرى كيف يمكن لهذا أن يحصل على مكانة عالية وهو سيئ الخلق مع عائلته ومع أقرب الناس له كيف يعتقد في نفسه أنه أحد وجهاء المجتمع وهو ما يحتاج لعلاقات طيبة مع هذا المجتمع الذي يعتقد هو أنه أحد وجهائه وأقرب الناس له لا علاقة له بهم.

هذه أهم ما يجب على من يدعي الوجاهة أن يتجاوزها وأهم صفة عليه أن يتحلى بها ليحصل على مكانة اجتماعية حقيقية لا وهمية في ظنه هو، بينما الآخرون ينظرون إليه بنظرة مختلفة حيث إن الحقيقة لا يمكن أن تبقى خافية ويقولون الشمس لا يمكن أن يغطيها منخل.

المصدر
http://www.alfajer.org/index.php?act=artc&id=2643