09-20-2010, 11:11 AM
|
#3
|
حويراتي مميز
|
تابع للأيه الشريفه
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون :
وإن من التقوى " النصح للمسلمين " كما بايع النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه .
ولعلي هنا أقف وقفاتٍ سريعة
هل نحن في حاجة للنصيحة والتناصح فيما بيننا ؟ كلكم سيقول : نعم ! وأزيد هذه الـ " نعم " تأييداً فأقول عندنا أسباب كثيرة منها :
أولاً : كثرة وغلبة الجهل الذي عمّ كثيراً من المسلمين
فلا يكادون يعرفون أحكاماً كثيرة من دينهم ، ولا يكادون يقيمون أركاناً وفرائض من شعائر الإسلام ، فيحتاجون إلى مثل ذلك .
وأمر آخر : شيوع المخالفات
سوءاً كان ذلك في وقوع الانحراف بالابتداعات ، أو كان ذلك في ارتكاب المحرمات ، أو كان في الإصرار والتشبث بالعادات رغم ما فيها من المخالفات ، وذلك أيضاً نلمحه ونراه .
ويضاف إلى هذا كذلك : ضعف التدين والورع وقلة عظمة الاحتفال والاحتفاء والاهتمام بأمر الدين
وذلك أمرٌ نرى الناس يسألون عن العمل الذين يريدون الإقدام عليه ، أو عن قضية يحتاجون إليها ، ولكنهم قلّ أن يسألوا في أمرٍ من أمور دينهم يحتاجونه ! بل يسألون من الناحية الفنية أو الاقتصادية أو العملية ، وبعد أن يمضوا في هذا العمل وينتهوا منه أو يقطعوا فيه شوطاً يقولون : هل في هذا محظور شرعي ، أو فيه حرمة أو فيه شبهة ذلك كثيراً ما يؤخر وهذا أمره خطير .
وأخيراً من الأسباب : هذا الزخم الواسع من الغزو المتنوع في انحراف الفكر وانحلال السلوك
عبر كل الوسائل المختلفة من هذه الفضائيات ، أو الإذاعات أو الشاشات أو الشبكات أو غير ذلك مما أصبح معه الناس دائماً في تأثرٍ يحتاج إلى مقابلة بهذا النصح والتذكير بإذن الله عز وجل .
ومن ذلك أيضاً : الركون إلى الدنيا والغفلة عن الآخرة بما تيسر من أسباب الحياة وترفها
مما يحتاج دائماً إلى نصيحة ، تقرع ناقوس الخطر وتنبه إلى حقيقة الحياة الدنيا وإلى نهايتها ، وزوالها وإلى ما بعدها .
ثم أمرٌ آخر هناك نصائح معكوسة ومقلوبة من يسمعها ويصغي إليها لا يصل إلى الخير بل ضده - وللأسف - أن صور منها تشيع في واقعنا ، ولها كذلك في التاريخ ، وفيما سجلته آيات القرآن أدلة وأمثلة .. فرعون أطغى أهل الأرض وأكثرهم ، ماذا يقول عن موسى عليه السلام ؟
{ إني أخاف أن يبدّل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد } ، فرعون ينصح الناس ويحذرهم من موسى عليه السلام ، ويقول : أخشى أن يبدل دينكم ، أو أن يظهر في الأرض الفساد !
ويقول عن نفسه : { ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } .فرعون يقول : أنا الذي أنصحكم وأبين لكم الحق .
وهكذا نجد صوراً كثيرة في حياة الناس وفي واقعنا اليوم من هذا الأمر
حتى إنك إذا نصحت وبأسلوبٍ حسنٍ وعلم عنك ذلك يأتيك من يقول : " ما لك ولناس دع الخلق للخالق " ، " لا تدخل بين البصلة وقشرتها " ، " لماذا تكلف نفسك ما تطيق وهل كلفت بأمر الناس " .
يريدك أن تكون وحدك ، لا تنطق لسانك بالحق ، ولا تنكر بالقلب ، ولا تغير باليد ، ولا تصنع شيئاً ، ولا يتمعرن وجهك لمنكرٍ ، ولا يتغير قلبك لمفسدةٍ .. ونحو ذلك !
كأنما ينصحك بأن تترك أمر الله عز وجل ، وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم !
في أحوالنا الاجتماعية بما تنصح الزوجة أحياناً ؟ " احذري لا يتسلطن عليكي .. انتبهي لا يأخذن من مالكِ .. كوني له بالمرصاد .. ترقبيه في كل لحظة "
والزوج يقولون له : " انتبه من البداية ، لا بد أن تضرب بيدٍ من حديد " .
هذه نصائح شائعة ويقدمها أصحابها على أنها نصائح ، وهي من المخاطر والمزالق العظيمة ، والأمر في هذا كثير .
أخيراً : نصيحتنا فيما بيننا نحن عامة المسلمين الداخلون في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) كيف ننصح لبعضنا ؟
أولاً : التعليم والإرشاد
علّم أخاك بما ترى أنه لا يعلمه ، وأنت تعلمه أرشده إلى مواطن الحق والخير ، ومحّض له النصح فيما تشير به عليه .
ثانياً : الرعاية والإعانة والإسناد
إن كانت له حاجة فبادر إلى سدها إن كان في كربٍ فبادر إلى التنفيس عنه ؛ فإن ذلك من ألوان النصح له كذلك .
ثالثاً : الأمر والنهي والنصرة الحقيقية
( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ) قالوا : يا رسول الله عرفنا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً ؟ قال : ( تمنعه - أو تردعه - عن الظلم فتلك نصرته ) .
رابعاً : الإحسان والستر .
أحسن إليه واستر عليه ، وكن معه على ذلك الشأن الذي يحب أو تحب أن يكون لك من الآخرين .
خامساً : التعظيم والتوقير
ونعني بذلك تعظيم حقوق المسلمين ، وتوقير قدرهم ؛ فإن للمسلم عن المسلم حقٌ لا بد أن يؤدى ، وإن له حرمة لا بد أن تراعى .. له حرمة في عرضه ، وفي دمه ، وفي ماله ، فكيف تغتابه ؟ وكيف تستهزئ به ؟ وكيف تسخر منه ؟ وكيف لا تعطيه قدره ؟ وكيف تشعره بالإهانة أو الاحتقار أو الازدراء وآيات النهي عن ذلك كثيرة ومعروفة ؟
سادساً : كف الأذى عنه
وكم من الأذى يأتي منا إلينا وفيما بيننا ، ولعلنا أيضاً نحتاج إلى التعاون على البر والتقوى ، فهو من أعظم صور النصح بين المسلمين وميادين ذلك كثيرة .
نحن نرى في مساجدنا قصوراً وخللاً ومخالفات ، لكننا نكاد لا نسمع ما يكاد ينطق بنصح بالأسلوب المناسب بالسر بالطريقة الملائمة .
نحن نرى في واقع مجتمعاتنا نأتي إلى المساجد ، ونرى كثيراً من الشباب وغير الشباب لا يجيبون النداء ، ولا يتوجهون إلى الصلاة ، ولا يكاد يذكّرهم أحد أو ينصحهم أحد !
نحن نرى من يسلب ويشتم ويسب ويلعن ، فلا نقول له : انتبه ؛ فإن ذلك يعود عليك ، ولا تكن كذلك ؛ فإن تعودت ذلك صار لك ديدناً وصار سمة سيئةً ونحو ذلك .
كثيرة هي الصور التي في واقعنا تحتاج أن نشيع النصح ، ولكننا كثيراً ما نتأخر أو نتخلف لأسباب ذكرناها فيما مضى .
فلعلنا أن نتعاون تعاوناً حقيقياً ، وأن نستفيد في مثل هذه الكلمات استفادة عملية ، فلنشع هذا النصح فيما بيننا في أحوال مسجدنا هذا فيما يقع في أمورٍ أو مخالفات .
كم نرى من ناسٍ يدخلون إلى المساجد بثيابٍ قذرة ، ورائحة منفرة ، ولا يذكرون أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ينهى عن أكل بعض الطعام كثومٍ ؛ لأن لا يكون له أثر ، ورائحة كريهة تؤذي الناس من المصلين ، وتؤذي الملائكة من الذين يحفون من المصلين .
وكم من صور أخرى نراها في اعتداء على حقوق المسجد وقد تحدثت في ذلك !
ولن نجد ما ينبغي أن يكون هناك تعاوناً لندرأ هذه المفاسد ، ونشيع من خلال المسجد النصح والوعظ لمن يجاورون المسجد في كل الأمور والأحوال ، سواء كان ذلك في العبادات ، أو كان ذلك في الأحوال الاجتماعية أو التعليمية وغيرها ؛ فإن المسجد هو قلب المجتمع المسلم النابض ، وهو الرئة التي يتنفس بها ، فلو تعاونا في ذلك لكان لنا من وراء ذلك خيرٌ كثير .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لطاعته ومرضاته .
وأسف جدا جدا على الاطاله لكن أردت أن أذكر هذا الموضوع لاهميته
لما شاهدته في هذا المنتدى الشامخ ومايجري بين الاعضاء بعضهم مع بعض
لكل منهم وجهة نظر يرى كأسه مليء وكأس الغير فاضي
وايضا هذا للامانه منقول
وجزاكم الله وأيانا كل خير
|
|
|
|
|